سورية تستعد لرفع شارة النصر...؟!

سورية تستعد لرفع شارة النصر...؟!

أخبار سورية

السبت، ١٣ مايو ٢٠١٧

 الدكتور خيام الزعبي
تناقل محبو موقع التواصل الإجتماعي الشهير “تويتر” من خلال تغريداتهم مع وسم حمل اسم "سورية تنتصر وتستعد لرفع راية النصر" وتم إنشاء هذا الوسم ليشارك الشعب السوري بتغريدات تعكس مدى إيمانهم بقدرة الجيش السوري على تحقيق النصر النهائي على عصابات داعش وإلحاقها الهزيمة، وأجمع الشعب على أن بشائر الفخر والنصر ستكون قريبة أكثر من أي وقت مضى، وفي الحقيقة لا يبدو الأمر مفاجأً لمن هو موجود على الأرض ومطّلع على المشهد الميداني في سورية بعد تمكًن الجيش من تحجيم الإرهاب ووضع حد للمتطرفين المسلحين الموجودين في سورية بعد فشلهم في مختلف الجبهات. إذا أردنا أن نفهم ماذا يحدث في سورية اليوم، يجب أن نضع في حسباننا حقيقة أساسية واحدة وهي، أن داعش وأخواتها تخسر حربها للسيطرة على سورية، هذه الحرب فضحتهم وكشفت الأوراق وأسقطت كل الأقنعة وأظهرت إفلاس سياسة أمريكا وأدواتها في المنطقة وجعلتها تتخبط لأن الجيش السوري يواصل سحق رؤوس الإرهاب ودك أوكارهم محرزاً تقدماً كبيراً على كافة الجبهات، ما جعل من المعادلة أن تنقلب على الأرض وتعيد الكثير من الجهات الداخلية والخارجية حساباتها من جديد خصوصاً بعض الدول التي راهنت على إسقاط النظام السوري وتغيير وجه المنطقة. تتلخص المعادلة الميدانية الراهنة في سورية في المؤشر الأكبر لسيطرة الجيش السوري وحلفائه على "مثلث ظاظا" شرق منطقة "السبع بيار" والذي يفصل ريف حمص الشرقي عن ريف دمشق الشرقي، إضافة إلى تأمين مثلث بغداد- الأردن-دمشق بعد السيطرة على تلال"المحدد " شرق المثلث، و ما يزال خبر استعادة مدينة تدمر من تنظيم داعش والسيطرة على ثلاث نقاط جنوب وغرب قريتي هبرة الغربية ورسم حميدة الحدث الأبرز في ريف حمص، أما داخل المدينة يواصل الجيش السوري استهداف مواقع المسلحين، حيث استطاع فرض السيطرة على قرى جديدة بريف حمص الشرقي، بالإضافة لمتابعة عملياته العسكرية ضد تنظيم داعش وأخواته، وقد عرقلت الضربات الجوية للجيش السوري وحلفائه قدرته على شن حرب هجومية، كما يواصل الجيش السوري تقدمه في حي القابون شرق العاصمة دمشق حيث استعاد السيطرة على محطة الكهرباء الواقعة عند الأطراف الشمالية الشرقية للحي وبعض كتل الأبنية فيه. في سياق متصل رد الطيران السوري على قصف وهجوم من قبل فصائل ما يعرف بـ"أسود الشرقية" الإرهابية على الحدود الأردنية، ويأتي هذا االرد ضمن مرحلة أولى من عمليات الجيش السوري التي شملت تحرير المناطق القريبة من الحدود الأردنية، فهي تهيئ الظروف المناسبة لإحكام السيطرة على الحدود السورية الأردنية، وبذلك يكون قد حقق الجيش مرحلة متقدمة بتقطيع أوصال الإرهاب في الجنوب، ومكنته من إحكام السيطرة على كافة الطرق والمحاور للمدينة وإضعاف التنظيمات التكفيرية، وكانت الصفعة مجلجلة بعثرت ساسة الغرب وسماسرة أمريكا لتتخبط الأخيرة بهذا الرد الجوي العنيف من قبل الجيش السوري وحلفائه. في ذات السياق خيب الجيش السوري آمال المتطرفين وأعطاهم درساً قاسياً في القتال، فالضربة التى تلقاها التنظيم وأخواته فى حلب وريفها من قبل الجيش بخرت أوهام داعش بإعلان ولايتها على الأراضي السورية، وأدركت أنه من المستحيل أنها تستطيع احتلال أي قطعة أرض في سورية، فالضربات التى وجهها الجيش السوري للتنظيمات الإرهابية أجبرت العناصر الموجودة منه على الهروب إلى تركيا ومن ثم الى ليبيا وغيرها، خاصة بعد أن تفرغ الجيش السوري لمعركة فك الحصار عن دير الزور ذلك بعد اتفاق "مناطق تخفيف التصعيد"، هذه المعركة التي ستكون إحدى أكبر المعارك التي سيخوضها الجيش السوري ضد تنظيم داعش بسبب تواجد أعداد كبيرة من عناصره بعد فرارهم من الرقة، خاصة بعد تحرير مدينة الطبقة وسد الفرات بالكامل من عناصر التنظيم الإرهابي، وإنطلاقاً من ذلك يتضح من سلسلة الهزائم التب مني بها تنظيم داعش وحأعوانه من جماعات الإرهاب في المحافظات السورية، إن هذا العام يمكن ان يكون عاماً مصيرياً بالنسبة لداعش والقوى المتطرفة الأخرى، يتحقق فيه كسر وهزيمة التنظيم وانحسار وجوده في سورية بشكل كامل. أما بالنسبة لأي من أهداف أمريكا وحلفائها الخبيثة التي لطالما حلموا بها وسعوا وراء تحقيقها منذ بدء عدوانهم على سورية حتى اليوم والمتمثلة بإسقاط سورية وجعلها خاضعة للهيمنة الأمريكية وإركاع شعبها وإذلاله وسلب إرادته... فإنه لم يتحقق منها أي شيء، كما أنه لم يتحقق أياً من توقعاتهم بخصوص استسلام الشعب السوري أمام داعش وأخواتها، لأن شعار الشعب السوري في أي حرب يخوضها هو "النصر أو الشهادة"، فسورية مهما كانت قوة الاعداء وجبروتهم سيكسرهم السوريون بصمودهم وثباتهم وبسالتهم . وبإختصار شديد يمكنني القول، إن الحرب السورية دخلت مرحلة جديدة ستكون دمشق هي بوابة النصر وما هي إلا محطة جديدة من محطات النصر السوري المستمر والذي يبعث برسائل ساخنة للتنظيمات المسلحة وكل من يقف وراءها بأن الإنتصار النهائي قاب قوسين أو ادنى يحققه الشعب السوري وجيشه، ذلك الشعب الذي اثبت أنه لا يُقهر ولا يستسلم للهزيمة أبداً، ولسان حاله يقول: سننتصر رُغماً عن النصر ذاته.