شركات القطاع العام الإنشائي على بوابة الإعمار.. صعوبات مختلفة.. استمرار «عسير» في ساحات العمل!..

شركات القطاع العام الإنشائي على بوابة الإعمار.. صعوبات مختلفة.. استمرار «عسير» في ساحات العمل!..

أخبار سورية

السبت، ١٣ مايو ٢٠١٧

يعاني القطاع الإنتاجي الكثير من المصاعب والعقبات، منها ماهو داخلي ومنها ماينتج عن الأنظمة والقوانين المتبعة والتي تشكل بمثابة الكابح لأي محاولات من هذا القطاع للنهوض ومجاراة الزمن وإيقاعه المتسارع.
وقد كان للقطاع العام الإنتاجي العام دور كبير في بناء سورية، وشكل الضامن أيضاً لحياة نسبة كبيرة من أبناء الوطن الذين عملوا فيه ليس من أجل الأجور التي يدفعها وإنما لقناعتهم أن التوظيف هنا هو الذي يضمن مستقبلهم ومستقبل أبنائهم من بعدهم.
دمج الفروع
فرع الشركة العامة للبناء والتعمير في المنطقة الوسطى (حمص وحماة) نموذج لهذا القطاع، وقد تشكل من خلال دمج فرعي حمص للبناء والتعمير (1و2) عام 2005، وفي عام 2017أصبح اسمه فرع المنطقة الوسطى، لتغطي أعماله مشاريع إنشائية في حمص وحماة ويقع على طريق عام حمص –مصياف على بعد حوالي /10/ كيلو مترات عن مركز المدينة، وهو من الشركات الإنشائية التي ساهمت وماتزال في تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية بما فيها مشاريع طرق قصيرة.

استمرار العمل
وعلى الرغم من وقوعه في منطقة ساخنة (خربة السودا) مع مايحيط بها من الدار الكبيرة وقزحل وأم القصب بالإضافة إلى جوالك وسنيسل، وهذه القرى تعتبر معبراً قريباً أيضاً من الريف الشمالي الرستن وتلبيسة ومنطقة الحولة، إلا أن الأعمال لم تتوقف، صحيح أنها شهدت خلال الأعوام الأولى من الحرب بعض الركود، إلا أن عمال الشركة استمروا في الوصول إلى مكان عملهم وحملوا السلاح واستطاعوا الدفاع عنها من محاولات الإرهابيين التسلل إليها.
مشاريع أنجزت
مدير فرع الشركة المهندس محمد عاصي قال: إن خطة  الشركة عام 2016 كانت تنفيذ أعمال بقيمة مليار و300مليون ليرة سورية، أما ما نفذ فعلياً فقد بلغ مليارين و300مليون ليرة سورية، حيث نفذت الشركة مشروعي بناء مساكن الإقامة المؤقتة للمتضررين بفعل أعمال التنظيمات الإرهابية المسلحة الذي يضم /16/وحدة سكنية ومركز إقامة مؤقتة في المدينة الصناعية بحسياء ومشروع مبنى مديرية الغاز بقيمة مليار ونصف ليرة ومشروع إعادة ترميم وتأهيل مشفى دير عطية بقيمة نصف مليار ليرة، بالإضافة إلى مجموعة مدارس.
كما نفذت الشركة مشاريع طرق قصيرة بقيمة حوالي /180/مليون ليرة سورية ومحطات معالجة صرف صحي في مصياف بقيمة مليارين ونصف، بالإضافة لمحطات في تل حوش والمختارية، ومشروعي إكساء عيادات الزهراء ومشفى كرم اللوز بقيمة حوالي 250 مليون ليرة، وأتمت  الشركة أعمالاً تم التعاقد فيها مع القطاع الخاص لصالح المؤسسة العامة للإسكان وتوقفت لهذا السبب أو ذاك، وكانت الشركة عند الطلب وأتمت وبنوعية إنتاج أفضل.

مشاريع متوقفة
وفيما يتعلق بالمشاريع المتوقفة بسبب وقوعها بمناطق ساخنة أوضح عاصي أنها تشمل مشروع مشفى حمص الجديد، حيث كانت نسبة تنفيذ الأعمال فيه 61 بالمئة ومشروع محطة المعالجة بالعامرية في منطقة المشرفة  بنسبة تنفيذ 63 بالمئة ومشروع محطة المعالجة بتدمر بنسبة 22%  بالمئة، مشيراً إلى أنه تم العام الماضي تسليم مشاريع مشفى المخرم الذي يضم 60 سريراً ..

خطة العام الحالي
وحول خطة العام الحالي وما تتضمنه من مشاريع قال عاصي: وضعت الشركة خطة طموحة وعلى حسب الإمكانيات المتاحة تتضمن إقامة مشاريع بقيمة مليارين و60 مليون ليرة سورية.
وهناك عدة مشاريع منها ماهو متعاقد عليه في السكن الشبابي كإعادة تأهيل واستكمال بقيمة حوالي 700مليون ليرة وأخرى قيد التعاقد في المدينة الصناعية بحسياء المرفأ الجاف بقيمة 3مليارات و268مليوناً وتجهيزات لعيادات الزهراء بقيمة 150 مليوناً، والعقود تتم من خلال مناقصات ومنها مايتم بالتراضي.

معاناة ومصاعب
تعاني الشركة كغيرها من شركات القطاع العام من قدم الآليات والتجهيزات والمعدات والتي تحتاج إلى صيانة دائمة وما يخفف من الأعباء في هذا المجال أن الصيانات تتم في الشركة عبر ورشة متخصصة إنتاجية متكاملة، ويتم تأمين قطع التبديل من السوق المحلية وأغلبها مستعمل، كما أن نقص المحروقات يعتبر من الصعوبات في مواصلة العمل بوتيرة عالية وارتفاع أسعارها على الصناعيين لابد أن ينعكس على الشركة لأنه سوف يضاف إلى أسعار المواد التي نشتريها من السوق، والأهم من كل ذلك حالة السوق المتذبذبة، حيث تشهد الأسعار كل يوم ارتفاعاً والشركة تعاني من نقص السيولة والتغيرات السريعة للأسعار والتأخر في صرف الفروقات.

قوانين جديدة
لانستطيع تجاوز القوانين والأنظمة المنظمة لعمل شركات القطاع العام التي أصبحت عائقاً كبيراً في الوقت الراهن ولابد من مراعاة المرونة التي تتطلبها أعمالنا بحيث نستطيع شراء مانحتاجه في الوقت المناسب تماشياً مع متطلبات أعمالنا ولابد من نص تشريعات جديدة تتناسب مع الإيقاع السريع لحركة الإنتاج والسوق وتتجاوز الروتين الممل والقاتل والشراء بعقود وطوابع بحيث تحتاج المسألة لوقت أطول نحن بحاجة لكل ساعة منه كي نسابق الزمن.

ربط الحوافز بالإنتاج
يعمل في الشركة حوالي /1000/عامل في فرع حمص و250 عاملاً في فرع حماة وقد عملت إدارة الشركة على ربط الحوافز بالإنتاج، وهذا النظام متبع في الشركات العالمية، إلا أن الشركة تعاني من الأعمار الكبيرة لعمالها الذين لايستطيعون مجاراة الشباب في الإنتاج، وهنا لابد أن تسمع من يشتكي من قلة الحوافز التي يحصل عليها مع أننا نتمنى لو يرتبط حتى الأجر أيضاً بما ينتجه العامل لأن ذلك يعطي دافعاً للعمل والمنافسة في مختلف القطاعات.

المساهمة في إعادة الإعمار
وحول دور الشركة في إعادة إعمار مادمره الإرهاب في محافظة حمص قال مدير الفرع إن المسألة أكبر من إمكانيات شركاتنا التي تعاني من قدم الوسائل التي نعمل بها والتي لم تعد موجودة في الشركات العملاقة التي تقوم بمثل هذه الأعمال، وقد ساهمنا في ترحيل الأنقاض سابقاً مع أننا كشركة قطاع عام نطمح لأن نجاري الزمن ونطور وسائلنا وأدواتنا وطريقة عملنا لكن ليس باليد حيلة.

إمكانية تحقيق أرباح
أي عمل لايحقق القائم به أرباحاً فهو عمل غير مجد ولايمكن أن يطور المرء نفسه وينجز مايطلب منه، ولانخفي سراً، كما يقول المهندس عاصي أننا في الكثير من الأعمال ننفذ دون أرباح، وهذا يعني أننا سوف نبقى في شركة إنتاجية ننتظر من الحكومة أن تقدم لنا المعونة كي ندفع رواتب عمالنا، والشركات في كل أنحاء العالم تدفع من إنتاجها، هكذا هو طريق النجاح، ومن غير المجدي أن تبقى هذه الشركات دون القدرة على العمل بهذا الأسلوب.

غرف الإنعاش
هذا واقع حال القطاع العام الإنتاجي الذي تراجع دوره بفعل عوامل تضافرت وتكاتفت ووجدت الأرضية الخصبة ما جعل العديد من هذه الشركات تعيش في غرف الإنعاش تنتظر الموت دون تحريك ساكن، فهل نحاول إعادة الحياة إليها قبل فوات الأوان..؟؟!!..

عادل الأحمد