الباصات السورية مصير مجاهدي البلاي بوي.. عندما يرتدي ملاك الموت بزة مموهة

الباصات السورية مصير مجاهدي البلاي بوي.. عندما يرتدي ملاك الموت بزة مموهة

أخبار سورية

الاثنين، ١٥ مايو ٢٠١٧

علي مخلوف

بعد كل معركة طاحنة تسبقها شعارات غرائزية متهورة وفضفاضة يطلقها مجاهدو ديمقراطية البلاي بوي الخلاعية نجد الباصات السورية منتظرةً عند مدخل كل منطقة كان المسلحون قد أطلقوا زعيقهم فيها، لحشوهم بها ثم ترحيلهم إلى مثواهم الأخير في ادلب التي تحولت إلى مكب نفايات لكل الحركات الإرهابية والمتطرفة.

لم يكن مشهد القابون سوى تكرار لمصير الكثير من المناطق التي تحصن بها المسلحون وراهنت عليها دول إقليمية وغربية، المعضمية وداريا والخالدية والرستن والقصير وبابا عمرو وغيرها، الأمر الذي جعل البيئة التي تحتضن المسلحين في مناطق أخرى كدوما وغيرها يتحسسون أقفيتهم خوف الجلوس في مقاعد باصات مماثلة تقلهم إلى ادلب أو جرابلس.
أما في ادلب حيث المحطة الأخيرة لكل المسلحين وعائلاتهم، فقد اندلعت مؤخراً معارك ضارية بين هيئة تحرير الشام من جهة وحركة "أحرار الشام" من جهة أخرى قرب مدينة سراقب، فيما حشدت الحركة فصائلها لرد الهجوم ومنع الهيئة من التمدد في المنطقة التي باتت استراتيجية وخطاً أحمراً بالنسبة لدول إقليمية كتركيا ودولية كأمريكا، تلك المعارك ستجعل مسلحي القابون وبرزة وبقية المناطق المتواجدين في ادلب حالياً في مهب العاصفة مجدداً، وسيكون عليهم الاختيار بين أحد الطرفين المقتتلين الأمر الذي سيؤدي إلى انقسام حتى هؤلاء الذين تم ترحليهم إلى ادلب.
وبالحديث عن جرابلس فقد عاد عدد لا بأس به من المسلحين وعائلاتهم من هناك بسبب سوء المعاملة فيها، وهنا تكمن المفارقة التي بات كل السوريين يرددونها، المسلحون المحقونون بمصل العصبية والطائفية ورغم قتالهم المتطرف للدولة فهم يلجأون لها في نهاية المطاف حتى بعد ترحليهم إلى مناطق من المفترض أن جماعات مسلحة أخرى تسيطر عليها وترعاها دول إقليمية من المفترض أيضاً أنها حريصة عليهم، ما جعل المسلحين أنفسهم يسألون أنفسهم عن المصير المقيت الذي رموا بأنفسهم إليه.
القابون عادت بعينين خضراوتين، وحي برزة قاب قوسين بعد الانتهاء من ترحيل من فيه من نفايات إرهابية، هذا النصر العسكري الهام، ترافق مع حشود عسكرية سورية إلى منطقة السبع بيار الصحراوية والقريبة من الحدود العراقية، في رسالة قوية من دمشق بأن جيشها لن يقف فقط عند معارك الريف الدمشقي بل سيفهم الجميع ولا سيما الدول الإقليمية تركيا والأردن بأنه متواجد وجهاً لوجه مع تلك الدول والجماعات التي تدعمها.
واللافت في الحشود العسكرية على الحدود العراقية أيضاً هي المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام من أن الحشد الشعبي العراقي يطهر المناطق العراقية القريبة من الحدود السورية أيضاً، ما يؤكد وجود تعاون وتنسيق عالي المستوى بين كل من الجيش السوري والحشد الشعبي العراقي.
سياسياً فإن زيارة نائب مبعوث الأمم المتحدة الى سورية رمزي عز الدين رمزي إلى دمشق لإقناعها بالمشاركة في محادثات جنيف يدل على الموقف القوي للحكومة السورية بفضل انتصارات جيشها، بالتزامن مع مناطق خفض التوتر التي امتصت الكثير من الجموح الأمريكي في الجنوب السوري من جبهة القنيطرة ودرعا والأردن فضلاً عن مناطق تواجد الأمريكي في الشمال،  بعبارة أخرى لقد تحولت مناطق خفض التوتر خصوصاً تلك التابعة للمسلحين إلى مناطق مجمدة وهي بذلك أشبه بأفعى منزوعة الأنياب.
الروس يفكرون في تعميم تجربة خفض التوتر على كامل الأراضي السورية، وهناك مناقشات مع دول أخرى حيال ذلك، وحتى إقرار أي مبادرة جديدة أو  تعميم مبادرة خفض التوتر، ستظل الباصات السورية تنتظر المسلحين في كل منطقة كخيار أو سيكون خيار هؤلاء الآخر هو ملاقاة ملاك الموت على هيئة رجل يرتدي بزة مموهة عليها علم بنجمتين خضراوتين.
عاجل الاخبارية