هل وصلت المهربات إلى قن دجاجاتنا… «إشاعة».. البيض الأوكراني ينافس المحلي في عقر داره ...والقصة لعبة تجار لتخسير المربين!

هل وصلت المهربات إلى قن دجاجاتنا… «إشاعة».. البيض الأوكراني ينافس المحلي في عقر داره ...والقصة لعبة تجار لتخسير المربين!

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٦ مايو ٢٠١٧

دانية الدوس

مجرد قيل عن قال، لم يحسمه رأي رسمي، لكن المؤشرات الحقيقة في الواقع تؤكد صحة ذلك، دخول بيض أوكراني مهرب إلى سورية عبر إدلب هذا ما يشاع في وسط السوق.
والمعطيات تقول: إن يكون سعر صندوق البيض مستقراً لأكثر من 4 أشهر على سعر بالكاد يؤمن تكلفته 17 ألف ليرة، ثم فجأة وخلال يومين ومن دون أي تغير طارئ يهبط سعره 7 آلاف ليرة ليباع بمبلغ 10آلاف ليرة، هذا ما يثير التعجب!، والسبب كما يبرر تجار سوق الهال لمربي الدواجن وصول دفعة مهربة من البيض إلى البلد، ولكن وفي أقل من يومين وخوفاً من حنق مربي الدواجن وتعتيماً على تلك الصفقة عادوا لرفع السعر إلى 12 ألف ليرة.

فاسد وغير صالح للاستهلاك
يقول عضو في لجنة مربي الدواجن غازي موسى: يومياً يدخل ما بين 1500 إلى 2000 صندوق بيض أي حوالي 720 ألف بيضة مهربة إلى إدلب، وهذا برأيه تهديم للثروة الحيوانية وضرب للإنتاج السوري، مشيراً إلى أن بعض التجار لا يعي مدى خطورة ذلك ولا يهمهم سوى الربح.
بينما يرى صالح صالح أحد كبار المربين أن مشكلة دخول البيض المهرب لا تقتصر على تخفيض سعره، فالبيض الذي يدخل عبر الحدود السورية فاسد و«نشفان» وغير صالح للاستهلاك، فهو ما كان مقرراً تصديره إلى العراق ولم يتم ذلك بعد رفضه للشك في فساده بسبب تأخر وصوله إليها عبر الحدود، لكنه يدخل اليوم إلى إدلب حيث يتم إفراغه من صحون الكرتون الأجنبية ووضعه في أخرى كخطة متبعة في التلاعب على الجمارك، مؤكداً تحققه من الأمر من خلال تواصله الدائم مع كبار المربين والأطباء البيطريين في إدلب.
مجرد إشاعة ولا نزال نتحرى
رغم الاعتراف الواضح من قبل التجار للمربين بدخول بيض مهرب إلى الأسواق، لم يحددوا فيه منشأ البيض فيما إذا كان أوكرانياً أو تركياً، والإجماع الكامل من قبل المربين على أن هذا البيض المهرب هو ما سبب انخفاض سعر البيض في الأسواق، إلا أن وزارة التجارة الداخلية أكدت أنها أرسلت دورياتها إلى سوق الهال لتحري الأمر وإلى الآن لم تكشف شيئاً غير نظامي، فتحليل عينات من البيض المطروح لا يكشف منشأ البيضة، ولم يجدوا فواتير غير نظامية إلى اليوم، لذا لا تزال تتابع المراقبة للتأكد من ذلك.
واستبعد المصدر قضية البيض المهرب، لأن الختم يكون مطبوعاً على كل بيضة أجنبية، مرجحاً أن تكون تلك مجرد إشاعات أطلقها أصحاب المداجن ليقوموا بتصريف بضاعتهم فمثل تلك الإشاعات تدفع الناس لشراء البيض المعبأ ضمن أكياس.
1200 ليرة تكلفة صحن البيض
ربما نتهم كسلطة رابعة بتسليط الضوء على مثل موضوع كهذا بالقول: «ما بيعجبكن شي لا إن نزل السعر ولا إن طلع، احمدوا ربكم شو ناويين ترفعوا السعر»، لكن المشكلة بما سينجم عن ذلك الانخفاض في المستقبل يقول الدكتور حسام عبد اللطيف مدير الصحة الحيوانية في المؤسسة العامة للدواجن: المشكلة ذات أبعاد كبيرة على المدى الطويل لايلحظها المواطن اليوم فهذا الانخفاض، من شأنه أن يجبر العديد من المربين على الخروج عن تربية الدواجن بسبب الخسارة الدائمة وتالياً فإنه يؤثر في توافر البيض في السوق المحلية فيصبح مادة شبه معدومة محتكرة من قبل بعض التجار ما يعني غلاء سعرها من جديد.
وأضاف: تكلفة الصحن الواحد من البيض 1200 ليرة وما تسعره وزارة التموين ضمن نشرتها لا يأخذ بعين الاعتبار التكلفة الحقيقية للبيض وبالتالي فمربح مربي الدواجن يكون عبر دورة كاملة، مشيراً إلى أننا لا نريد أن يموت الديب ولايفنى الغنم، فليس المهم أن ينخفض سعر البيض فقط المهم ألا يخسر المنتج أيضاً، ففي العادة كلما كان هنالك هبوط في الأسعار يقابله بعد فترة ارتفاع جنوني.
أسباب أخرى
في حين رأى عبد الرحمن قرنفلة مستشار في اتحاد الغرف الزراعية أن هنالك عوامل أخرى غير التهريب أدت إلى انخفاض سعر البيض منها تزامن هذه الفترة مع موسم الخضروات والمونة إضافة إلى انخفاض الطلب بعد إغلاق المدارس… تضافر كل هذه العوامل أدى إلى حدوث مد وجذر وحالة عدم استقرار في سعره.
وتساءل قرنفلة عن دور وزارة التموين اليوم بقوله: لماذا لا تتدخل لحماية المنتج من الخسارة أم إن دورها يقتصر على تنظيم الضبوط والمخالفات عند ارتفاع السعر؟ أليس من المفروض أن تقوم بحماية المنتج لضمان حماية المستهلك؟، ودعا الوزارة للتدخل الإيجابي فوراً بأن تقوم بتوجيه المؤسسة السورية لشراء البيض من المربين بسعر التكلفة وتخزينه لطرحه عند انخفاض الإنتاج وزيادة الطلب الذي يكون مع بداية العام الدراسي القادم.
ماذا عن سعر الكرتون؟
هذا عن سعر البيض، فماذا عن سعر الكرتون الذي ارتفع أربعة أضعاف سعره الحالي خلال 4 أشهر فقط، والسبب بإجماع المربين اتفاق الأربع معامل الموجودة في دمشق على رفع سعر ربطة الكرتون المتضمنة لـ100 صحن من 1400 ليرة إلى 4 آلاف ليرة بحجة ارتفاع التكلفة، ولكن وبعد جهد جهيد من الشكاوى المستمرة وتزامناً مع الإعلان عن تدشين معمل طرطوس اتفقت المعامل على بيع سعر ربطة الكرتون بـ 3500 ليرة
يقول إبراهيم أحد مربي الدواجن: بعد ارتفاع سعر الكرتون أصبحت أدفع فرق كرتون 950 ألف ليرة شهرياً، فأنا بحاجة إلى 400 ربطة كرتون في الشهر. ويتساءل: أين أعبئ البيض هل أعبئه ضمن أكياس النايلون؟!
لا جدوى من الشكوى!
ولتخفيض تكلفة سعر الصحن 500 ليرة، قامت المعامل بسحب اللون من الصحن الملون ليصبح «سادة» من دون لون يقول صالح :كل مصلحتنا باتت خسارة بخسارة، ابتداءً من سعر العلف والمازوت وحرارة الصيف ليكمل التهريب ورفع سعر صحن الكرتون الواحد من 14 ليرة إلى 40 ليرة..مسلسل خربان بيتنا.
وشرح صالح لعبة تجار الكرتون بقوله: هي عبارة عن احتكار من قبل المعامل فاتفقوا على تقليل العرض ورفع سعر الربطة إلى 4 آلاف ولكم ما حصل أن حدث خلل في الاتفاق بينهم فعادوا لخفض السعر 500 ليرة، ومع ذلك لم يلجأ المربون للشكوى يقول غازي موسى: هذا أمر غير مجدٍ فكم وكم اشتكينا لوزارة التموين ولم نستفد شيئاً سوى معاداة من اشتكينا عليه.