بلبلة في إدلب.. هل إقترب موعد المعركة؟

بلبلة في إدلب.. هل إقترب موعد المعركة؟

أخبار سورية

الأربعاء، ١٧ مايو ٢٠١٧

ماهر الخطيب

بالتزامن مع التركيز الإعلامي على السباق إلى الحدود العراقية السورية بين محورين: الأول تقوده واشنطن ويعتمد على حلفائها المحليين، والثاني تقوده موسكو ويعتمد على قواتالجيش السوريبشكل رئيسي، ظهرت "بلبلة" كبيرة في إدلب التي تسيطر على القسم الأكبر منها "هيئة تحرير الشام"، والتي تشكل جبهة "النصرة" عمودها الفقري، وسط أنباء عن تحضير الحكومة التركية لعملية عسكرية تهدف للقضاء على الهيئة، وأخرى تتحدث عن تراجعها عن هذا الخيار، لكن الأهم هو حول اللغط الذي سببه الحديث عن تبدل نظرة الولايات المتحدة إلى "تحرير الشام".

على هذا الصعيد، استند بعض الداعمين للهيئة إلى تقرير عرض على قناة "CBC"، يفيد بأنها لم تعد موجودة على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابيّة، إلا أن واشنطن سارعت للرد عبر وزارة خارجيتها، مؤكدة ثبات موقفها من "تحرير الشام"، وأن ما نشره مبعوثها مايكل راتني في شهر آذار الماضي يظل فعالًا وليس مغلوطًا أو تم تصحيحه، ما يعني أن الأمور لا تزال على حالها.

في هذا السياق، تشير مصادر متابعة، عبر "النشرة"، إلى أن التأكيد الأميركي الجديد يعني أن المناطق التي تسيطر عليها الهيئة لا يمكن أن تكون مشمولة بأي إتفاق لوقف إطلاق النار، وبالتالي هي ستبقى عرضة للإستهداف، كتلك التي يسيطر عليها عناصر تنظيم "داعش"، لكنها في المقابل تلفت إلى أن التركيز الحالي ليس على فتح معركة إدلب بل في مكان آخر، حيث كل الجهود منصبة على معاقل "داعش"، نظراً إلى الأهمية التي تشكلها على مستوى الموقع والأهداف، في ظل تضارب مصالح مختلف اللاعبين الإقليميين والدوليين.

بالنسبة إلى هذه المصادر، تفضل الولايات المتحدة الإستمرار في عمليات الإغتيال التي تقوم بها لقيادات محددة من الهيئة في الوقت الراهن، نظراً إلى أن تركيزها على مستوى العمليات العسكرية ينصب على تلك التي تقوم بها "قوات سوريا الديمقراطية" باتجاه الرقة بسبب الأهمية المعنوية التي تشكلها المدينة على المستوى العالمي، على إعتبار أنها تعتبر عاصمة التنظيم الإرهابي في سوريا، بالإضافة إلى العملية الثانية التي يقوم بها "جيش مغاوير الثورة" باتجاه دير الزور، وتوضح أن الأخيرة تمثل أهمية إستراتيجية بالنسبة إلى واشنطن لأنها تسمح لها بالسيطرة علىالحدود السورية العراقية، ما يعني قطع الطريق بين طهران ودمشق.

وتوضح المصادر نفسها أن إدلب، ليست على قائمة أولويات الولايات المتحدة حاليًّا، فهي لا تستطيع أن تطلق مجموعة من العمليات العسكرية الواسعة في سوريا والعراق في الوقت عينه، بالإضافة إلى أن التداخل بين فصائل المعارضة السورية المسلحة في هذه المنطقة قد يشكل حرجاً كبيراً لها، في ظل صعوبة الفصل بين "تحرير الشام" ومن تصنفهم "معتدلين"، من دون تجاهل أنها أصبحت مركزاً لكل من قرر مغادرة مدينته أو قريته من المسلحين بعد التسويات التي أبرمت مع الحكومة السورية.

في الجهة المقابلة، تلفت المصادر المتابعة إلى أن الجيش السوري كان قد أطلق، قبل أيام، معركة في أرياف حماه اعتبر البعض أنها ستكون مقدمة لأخرى نحو إدلب، إلا أنها تشير إلى أن أولوية دمشق الحالية هي في مكان آخر، وتلفت إلى المعارك التي يخوضها الجيش في البادية، الهادفة بشكل رئيسي الوصول للحدود السورية العراقية، والتي قد تؤدي إلى صدام مع فصائل معارضة مدعومة من الولايات المتحدة، وتضيف: "تبدو تركيا في الوقت الراهن هي الوحيدة المعنية بمعركة إدلب، لكن هذا الأمر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض".

من وجهة نظر هذه المصادر، أنقرة لا مصلحة لديها في إطلاق أي حملة عسكرية باتجاه إدلب في المرحلة الراهنة، نظراً إلى أن ذلك يعني الصدام مع "تحرير الشام" التي تمتلك قوة كبيرة في المنطقة، في حين لا يوجد إجماع لدى الفصائل المتحالفة معها على قتال الهيئة لا بل البعض منها متحالف معها، وتلفت إلى أن هذه المعركة ستعني بشكل أو بآخر الصدام مع "قوات سوريا الديمقراطية" الموجودة في عفرين، في حين أن هذه القوات كانت قد عمدت إلى التنسيق مع الحكومة الروسيّة لإقامة قاعدة عسكريّة فيها تؤمن الحماية لها من تركيا، كما أن أنقرة تفضّل حالياً التركيز على خلافاتها مع واشنطن التي أعلنت مؤخراً أنها ستسلح "وحدات حماية الشعب".

في المحصلة، لا ترى هذه المصادر أن هناك من معركة كبرى في إدلب في المستقبل القريب، بسبب إنشغال كافة القوى القادرة على القيام بها بمناطق أخرى أكثر أهمية بالنسبة لها.

النشرة