إنتاج البقول نحـو 3% وتراجع استهلاك البيض واللحوم 11% ..الاعتماد على الإنتاج المحلي في تأميــن الطــلب على السـلع

إنتاج البقول نحـو 3% وتراجع استهلاك البيض واللحوم 11% ..الاعتماد على الإنتاج المحلي في تأميــن الطــلب على السـلع

أخبار سورية

السبت، ٢٠ مايو ٢٠١٧

بيّن مدير المركز الوطني للسياسات الزراعية المهندس رائد حمزة «لتشرين» أن بيانات محددات الأمن الغذائي المتوافرة حالياً تشير إلى وجوب إيلاء القطاع الزراعي اهتماماً أكبر ضمن خطط واستراتيجيات الدولة للمرحلة القادمة، والعمل على تفعيل دعم ذلك القطاع وتوفير مستلزمات إنتاجه لزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي لأن ظروف الحرب أثبتت أن القطاع الزراعي هو الضامن الأساس لاستقرار الأمن الغذائي والدعامة الفعالة للاقتصاد الوطني.
الغذاء النباتي يتقدم
على الحيواني
تشير البيانات الأخيرة الصادرة عن المركز المذكور، والتي حصلت «تشرين» على نسخة منها، إلى تحسن البقول الغذائية لجهة الوفرة محققة معدل نمو سنوي بلغ 3% وسطياً، وذلك نتيجة زيادة الإنتاج المحلي من تلك المجموعة, إضافة إلى وجود نسبة جيدة من الاكتفاء الذاتي من الخضر بلغت بالمتوسط حوالي 103%. وفي المقابل تؤكد البيانات تراجعاً في المتاح للاستهلاك من البيض واللحوم بمعدل سنوي وسطي بلغ حوالي -11% و-8% لكل منهما على التوالي، ويعود ذلك – حسب حمزة – إلى انخفاض الإنتاج المحلي نتيجة خروج عدد من منشآت الإنتاج الحيواني من الخدمة بسبب الاعتداءات الإرهابية التي طالت الكثير من المداجن، إضافة إلى ارتفاع تكاليف التربية.. وأضاف حمزة أنه رغم انخفاض المتاح بشكل عام فقد لوحظ وجود نسبة منخفضة من التبعية للواردات لأغلبية المجموعات الغذائية خاصة الفاكهة والمنتجات الحيوانية، ما يشير إلى الاعتماد على الإنتاج المحلي في تأمين الطلب المحلي على السلع الغذائية.
تراجع المؤشر المادي
مقابل الاقتصادي
وفيما يتعلق بإمكانية الوصول إلى الغذاء كمحدد لاستقرار الأمن الغذائي بيّن حمزة أن تحديد تلك الإمكانية يتم من ناحيتين مادية واقتصادية, فمن الناحية الأولى تراجعت قيم هذه المؤشرات المتعلقة بالاستقرار الأمني، والتحسن في البنية التحتية والخدمات في المناطق النائية، والتعويض في حالة الكوارث الطبيعية، وذلك التراجع ناتج بشكل رئيس عن ظروف الحرب الراهنة التي سببت خسائر وأضراراً مادية كبيرة في مختلف القطاعات والبنى التحتية والخدمات, في حين تبين مؤشرات تقييم الناحية الاقتصادية (كالسعر والدخل) أن الرقم القياسي للغذاء لأسعار المستهلك في سورية زاد بمعدل أعلى من الرقم القياسي العام لأسعار المستهلك والرقم القياسي لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي حيث بلغ 39.4% مقابل 34.2 %. ما أدى إلى أثر دخلي سلبي، كما أن هذه الزيادة في الرقم القياسي للغذاء في سورية (39.4%) كان أعلى بكثير من الزيادة الحاصلة في الرقم القياسي العالمي للغذاء لأسعار المستهلك (1.79%) خلال الفترة نفسها.
التقلبات صغيرة
على صعيد محدد استقرار الإمدادات الغذائية بديمومة الإنتاج المحلي والتجارة والمخزون, أكد حمزة أن إمدادات الغذاء تعرضت بشكل عام لتقلبات صغيرة خلال السنوات الأربع الأولى من الحرب، ونتج ذلك عن التغيرات المناخية ولا سيما الجفاف، إضافة إلى تغيرات حجم التجارة خلال الفترة نفسها، وعليه -حسب حمزة- يعد الإنتاج المحلي المرتكز الأساس للأمن الغذائي، بينما التجارة تعد الركيزة الأساسية لاستقرار وضع الأمن الغذائي بسبب تأمينها النقص في المواد المنتجة محلياً واستجرار المواد غير المنتجة محلياً، مبيناً أن التجارة السورية الخارجية تعرضت إلى كثير من التحديات بسبب العقوبات الجائرة أحادية الجانب التي أدت إلى صعوبة في تأمين مدخلات الإنتاج والمعدات وقطع الغيار وانعكس تأثيرها على القطاع الزراعي كما القطاعات الأخرى.
الاستهلاك جيد مقارنة مع الدول الأخرى

أما المحدد الرابع المتعلق، بتقييم الوضع التغذوي للفرد خلال سنوات الحرب، فقد أوضح حمزة وجود مستوى جيد في الاستهلاك من المكونات الغذائية الكبرى (الطاقة والبروتين والدهن والسكريات)، على الرغم من انخفاض متوسط استهلاك الفرد اليومي من هذه المكونات مقارنة بالفترة السابقة.