الجيش يتقدم نحو «التنف» رغم تحذيرات واشنطن.. واشتعال جبهات دير الزور

الجيش يتقدم نحو «التنف» رغم تحذيرات واشنطن.. واشتعال جبهات دير الزور

أخبار سورية

السبت، ٢٠ مايو ٢٠١٧

لم يعبأ الجيش وحلفاؤه لتحذيرات القوات الأميركية من الاقتراب من منطقة البادية الشامية، وتابع تقدمه هناك وقلص المسافة التي تفصله عن معبر التنف على الحدود مع العراق، بالتزامن من اشتعال الجبهات في دير الزور مع تنظيم داعش الإرهابي، في حين دبت عدوى الاقتتال بين ميليشيات درعا. وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، فإن منطقة البادية السورية القريبة من الحدود السورية – العراقية، تشهد توتراً بين قوات الجيش العربي السوري وحلفائه من طرف، وقوات التحالف الدولي الداعمة لميليشيات مقاتلة على هذه الجبهة من طرف آخر، بعد يومين على استهداف طائرات التحالف الدولي لرتل تابع للجيش كان متجهاً نحو منطقة التنف الحدودية مع العراق.
ونقل المرصد عما سماه «مصادر موثوقة»: أن قوات الجيش عمدت مجدداً إلى التوجه على طريق دمشق – بغداد الدولي، من محيط منطقة حاجز ظاظا، وصولاً إلى منطقة الزركا على الطريق ذاته. وأكدت المصادر أنه بهذا التقدم لقوات الجيش فقد باتت على مسافة تقدر بعشرات الكيلومترات من البادية، وبات يفصلها نحو 55 كم عن معبر التنف الحدودي.
وفي حمص، ذكر المرصد، أن الطائرات الحربية نفذت عدة غارات على مناطق سيطرة تنظيم داعش الإرهابي في محيط قصر الحلابات ومنطقة الصوامع بريف حمص الشرقي، «ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية»، في حين سمع دوي انفجار عنيف في بادية تدمر الجنوبية الغربية، ناجم عن تفجير التنظيم لعربة مفخخة في المنطقة، «وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات الجيش». إلى دير الزور، حيث يواصل الجيش عملياته ضد داعش إذ وجه سلاح الجو في الجيش ضربات مكثفة على تجمعات التنظيم في محيط المدينة من الجهة الجنوبية، وفقاً لوكالة «سانا» التي ذكرت أن الطيران الحربي السوري نفذ سلسلة من الغارات الجوية على ما تبقى من المناطق التي تسلل إليها إرهابيو تنظيم داعش مؤخراً في منطقة المقابر ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وتدمير كمية من الأسلحة والذخيرة كانت بحوزتهم.
بدوره، ذكر المرصد، أن الغارات امتدت إلى «مناطق في حي العمال والجبل المطل، على مدينة دير الزور، ولم ترد أنباء عن إصابات»، على حين ذكرت «سانا» أن اعتداءات تنظيم داعش بالقذائف على حيي هرابش والجورة خلال الساعات الـ24 الماضية أسفرت عن ارتقاء 15 شهيدا وإصابة 63 شخصاً بجروح معظمهم من الأطفال والنساء.
من جهتها ذكرت مواقع معارضة، أن أغلبية الجبهات بمدينة دير الزور، شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش وعناصر التنظيم استمرت حتى منتصف الليل أمس، حيث طالت أحياء الصناعة والحويقة الغربية والرشدية والجبيلة، واستخدم فيها الطرفان الأسلحة المتوسطة والثقيلة، في محاولة من قبل عناصر التنظيم للتقدم والسيطرة على مواقع لقوات الجيش في تلك الأحياء، وما لبثت أن امتدت تلك الاشتباكات لتشمل محيط مطار دير الزور الشرقي واللواء 137، حيث استهدف التنظيم، بسيارة مفخخة، حاجز لقوات الجيش بالقرب من اللواء 137 ما أدى لاستشهاد أربعة جنود.
وفي ريف العاصمة، أعلنت ميليشيا «جيش الإسلام» عبر حسابها الرسمي على موقع «تويتر» مقتل 3 مسلحين لتنظيم داعش وأسر مسلح رابع إثر هجومٍ شنّه مسلحوها» أمس على مواقع التنظيم في حي «الزين» الفاصل بين بلدة يلدا ومدينة الحجر الأسود بريف دمشق الجنوب، وفقاً لنشطاء على فيسبوك.
جاء ذلك بعد يوم من إعلان المكتب الإعلامي لميليشيا «جيش الإسلام»، أنه نفذ عملية «انغماسية» خلف خطوط تنظيم داعش في منطقة جنوب دمشق. وأوضح «جيش الإسلام»، أن مقاتليه شنوا هجوماً «انغماسياً» على مواقع التنظيم في حي الزين الواقع بين بلدة يلدا والحجر الأسود، تمكنوا خلاله من قتل عنصر وأسر ثلاثة آخرين، مشيراً إلى أن مقاتليه سيطروا على مقرات في الحي، واستولوا على عدد من الأسلحة والذخائر، وانسحبوا دون خسائر.
وفي درعا ذكرت مواقع معارضة أول أمس أن مجهولين استهدفوا قائد ما يسمى (اللواء الثامن مشاة) في ميليشيا «أحرار نوى» المدعو مازن جواد، أمام منزله في مدينة إنخل شمال المدينة، ما أدى إلى إصابته بجروح خطرة، نُقل إثرها إلى المستشفى، وبعد ساعات فارق الحياة.
وذكرت المواقع، أن العملية أتت عقب تفجيرٍ انتحاريٍ بحزام ناسف استهدف مقراً لـما يسمى «كتائب الثوار» في مدينة نوى غرب درعا، وأسفر عن إصابة اثنين من قادة الـ«كتائب» في المدينة، بينهم جمال شرف القيادي في ميليشيا «جبهة ثوار سورية».
ويبدو، أن اقتتال الغوطة الشرقية امتدد إلى درعا حيث، أصدر ما يسمى «المجلس العسكري لبلدة عتمان» غرب درعا، بياناً استنكر فيه حملة الاعتقالات التي طالت عدداً من أبناء البلدة من قبل نظيره»، «المجلس العسكري في مدينة طفس» غرب درعا عقب مهاجمة ميليشيا «جيش خالد بن الوليد» المبايعة لداعش مواقع «كتائب الثوار» في ريف درعا الغربي يوم الخميس الماضي.