ثالوث أوقع المـزارعين في خسائر فادحة ..وفرة في الإنتاج.... تراجع التصدير.. جيوب خاوية

ثالوث أوقع المـزارعين في خسائر فادحة ..وفرة في الإنتاج.... تراجع التصدير.. جيوب خاوية

أخبار سورية

الاثنين، ٢٢ مايو ٢٠١٧

شهدت أسعار بعض المنتجات خلال هذه الايام انخفاضات ملحوظة، وهذا لا شك محل ترحيب عند المستهلك لرخص أثمان مبيعها، لكن بالعملية الحسابية خسارة لدى المنتج ذاك الفلاح الذي لا يزال يدفع فاتورة الانتاج الزراعي مرات مضاعفة..

في وقت مبكر من شهر نيسان الفائت أشارت تصريحات بعض المعنيين بالشأن الزراعي في محافظات عدة الى ظهور تراجع بالأسعار التقليدية لعدد من السلع الزراعية، وذلك لأسباب متباينة تتعلق بكل محافظة، حيث انخفضت الأسعار في محافظة الحسكة بفعل وفرة الإنتاج وتدفق الخضار اليها من الأسواق العراقية المجاورة، بينما عزا مدير التجارة الداخلية في طرطوس تراجع أسعار الخضار والفواكه بنسب تصل الى 30% في طرطوس إلى وفرة الإنتاج في سهل عكار والبيوت البلاستيكية، متوقعاً أن تشهد الأسواق انخفاضاً خلال الأيام القادمة لبقية المنتجات الزراعية، وفي بقية المحافظات انخفضت أسعار بعض المنتجات الزراعية بفعل ضعف القوة الشرائية للمستهلكين. وتارة ثانية تحت وطأة تراجع حجم الصادرات الى الأسواق العربية المجاورة والدول التي كانت تستوعب كميات كبيرة من الإنتاج المحلي.
وتشير وقائع سوق الخضار المركزي«سوق الهال» بدمشق والأسواق الفرعية للخضار والسلع الزراعية إلى أن أسعار الخضار وبيض المائدة ولحم الفروج واصلت انخفاضها اليوم خلافاً لما كانت عليه في المواسم السابقة في ظل استمرار ورود المزيد من الكميات الى مختلف الاسواق. وخاصة في ظل تحسن الأحوال الجوية التي تعتبر أجواء مثالية للإنتاج وبالتالي استمرار انخفاض الأسعار دون الحد الأدنى من طموحات المزارعين وتعرض الكثير منهم لخسائر مالية تعوق قدرتهم على الاستمرار بالإنتاج.
وتؤكد توقعات اتحاد غرف الزراعة السورية استمرار تراجع الأسعار محلياً ما لم يتم تصدير أكبر كمية ممكنة من الانتاج من خلال زيادة رقعة الاسواق الخارجية وتوفر البرادات اللازمة لنقل هذا الانتاج وكذلك قيام المؤسسة السورية للتجارة باستجرار كميات من الإنتاج وطرحها بصالاتها وتخزين ما يمكن تخزينه من بيض المائدة ولحم الفروج، كما أكدت تلك التوقعات انه في حال استمرار الحال كما هي عليه، فإن الأسعار ستهبط بصورة اكبر ما يؤثر سلباً في قطاع الإنتاج الزراعي. وقد أشارت دراسة تحليلية قام بها خبراء الاتحاد لأسعار السلع الغذائية الى انخفاض اسعار 7 سلع وارتفاع أسعار 3 سلع واستقرار بقية الأصناف خلال الأسبوع الثاني من شهر أيار الجاري. ووفقا للدراسة التي شملت 15 صنفاً من الخضار فقد انخفضت أسعار المبيع في سوق الخضار المركزي ( سوق الهال ) بدمشق لــــ 7 سلع غذائية عن حد التكلفة الفعلية بنسب تراوحت بين30-100 % وهي ( البيض- الثوم – البصل –الخيار البلدي -خيار إنتاج بيوت بلاستيكية – الفروج- الحمضيات…….. ) بينما أشارت الدراسة إلى ارتفاع أسعار مبيع 3 سلع بنسب تراوحت بين 10-20% عن أسعارها التقليدية لمثل هذه الفترة من السنة وهي (البندورة- الفول- البازلاء) بينما استقرت اسعار بقية السلع.
ويقول مزارعون: انهم تكبدوا خسائر مادية بسبب وفرة المحصول وقلة الطلب وإنهم في وضع يرثى له، ولا يستطيعون العناية بمزروعاتهم وحيواناتهم بالشكل المطلوب، حيث لا يوجد من يريد شراء منتجاتهم لوفرتها في الأسواق. ويرى تجار في سوق الخضار المركزي بدمشق ان سعر كيلو الثوم من يد المزارع ليد التاجر هو 150 ليرة في أحسن الأحوال، مبدين تخوفهم من ان يصل السعر إلى اقل من 100 ليرة خلال الأيام القادمة لكنهم يرون في ان فتح اسواق للتصدير قد يخفف من أزمة تكدس المنتجات الزراعية.
ولكن من المسؤول ؟
حال تجار سوق الهال الذين يقومون بتمويل العمليات الإنتاجية للمزارعين وينتظرون مواسم الإنتاج لاسترداد ديونهم ليس بأفضل من حال المنتجين الزراعيين، فأسعار السلع الغذائية بواقعها الراهن لا تحقق حتى قيمة رأس المال المدفوع للإنتاج، ويشير فنيون في اتحاد غرف الزراعة السورية إلى أن هناك حزمة من الأسباب تكمن وراء انخفاض أسعار عدد من السلع الغذائية منها زيادة حجم المعروض بفعل ارتفاع درجات الحرارة بشكل تدريجي والذي ساهم في نضج الكثير من السلع الزراعية كالخضر وأدى الى وفرتها بكثرة في الأسواق في ظل اصطدام التخطيط الزراعي بنمط الزراعة الحرة للخضروات والتربية العشوائية للفروج.
ولم يخف المهندس هيثم حيدر مدير التخطيط في وزارة الزراعة انخفاضات بعض المحاصيل مرجعا ذلك الى عملية العرض والطلب وهذا يحصل بين فترة وأخرى، وكوزارة ندرس كل المتغيرات التي قد تحصل وفي حال تراجع الاسعار لبعض السلع فمرد ذلك إلى توافر كميات كبيرة.. أما المهندس عبد الرحمن قرنفلة المستشار الفني في اتحاد غرف الزراعة السورية يرى أن الإمدادات من المنتجات الزراعية وخاصة الخضر وبيض الدجاج ولحم الفروج تبدو وفيرة خلال المرحلة الراهنة، ما يؤثر على عروض الأسعار خلال الشهر الجاري، وعلى المدى القصير سيكون تدهور أسعار بعض السلع الزراعية نوعاً من التعويض للمستهلكين الأشد فقرا بين مشتري المنتجات الغذائية، لكننا نرغب في تعافي الأسعار بهدف تجنيب المنتجين الزراعيين الخسائر التي قد تعوق قدرتهم على الاستمرار بممارسة نشاطهم الإنتاجي تارة ثانية. وبالتالي حدوث موجة مفاجئة من ارتفاع الأسعار في الموسم القادم إلى درجة تتجاوز قدرة الكثير من المستهلكين على الحصول عليها مما هدد حالة الأمن الغذائي لديهم.
وأضاف قرنفلة: إن الأزمة الراهنة وما خلفته من تأثير سلبي على قطاع الصادرات، والنفاد المبكر لرواتب الموظفين بفعل تأمين سلع المونة من فول وبازلاء وأرضي شوكي وبدء استجرار مستلزمات شهر رمضان الفضيل يضع الكثير من الضغوط النزولية على اسعار السلع الزراعية رغم جودتها، ويعرض المنتجين والممولين لخسائر فادحة، منوهاً باتجاه اسعار بعض المنتجات مثل البطاطا والبندورة إلى ارتفاعات طارئة خلال الشهر الماضي نتيجة فجوة انتاجية. تسببت في حدوث تراجع كبير في حجم المعروض بالأسواق المحلية وساهم في رفع الأسعار لتعود إلى الاستقرار مع بدء طرح الإنتاج المحلي.
تحسن متوقع
رغم قيام اتحاد غرف الزراعة برفع مذكرات إلى الجهات المعنية بالحكومة تتضمن مقترحات لمعالجة واقع الانخفاض الأخير لأسعار بعض السلع الزراعية، إلا أن المستشار الفني في الاتحاد يطمئن المنتجين من جانب آخر الى توقعات بأن الأيام القادمة وتحديداً مع بداية شهر رمضان، ستشهد تحسناً ملحوظاً في أسعار الخضروات ولحم الفروج ربما، موضحاً أن مخرجات ارتفاع الحرارة على المدى الراهن، ستؤدي لنفاد كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية بسرعة، وطرح كبير لمادة لحم الفروج ما يعني أن الطلب سيرتفع وينخفض العرض في شهر رمضان المبارك حيث يرتفع الطلب على البندورة والخيار ولحم الفروج تقليدياً، وبالتالي سترتفع أسعار تلك المنتجات.
وهكذا يمكن أن نقول : إن تراجع اسعار المنتجات الغذائية يصب في مصلحة المستهلك، إلا أن وجود السياسات المتكاملة بين جهات الدولة المتعددة بشأن إدارة مدخلات ومخرجات القطاع الزراعي الأكثر أهمية في البلاد، سيضمن حق المزارع والمواطن في آن واحد. لكن الملاحظ أن هناك فجوة بين أسعار سوق الهال وأسعار البائع «السمان».
وبدوره مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالقنيطرة علي زيتون قال: إن الانخفاض على الأسعار أمر إيجابي ومرده الى توافر كميات كبيرة من السلع والمنتجات أمام المستهلك وخاصة في مثل هذه الفترة، وأشار إلى أن المديرية قامت بإضافة عمل جديد إلى مهامها التي تتمثل في ضبط الاسواق ومنع المخالفات وتنظيم الضبوط التموينية. هذا العمل هو نشر الوعي بين الفعاليات التجارية والعمل على تعزيز الاحساس بالمواطنة والتي تعول عليها المديرية الكثير لتخفيض الأسعار ومنع الغش والاحتكار ولا سيما أن أسواق محافظة القنيطرة هي بسيطة وهذا يمكن أن يكون له تأثير سلبي في أن تكون كل متطلبات المحافظة متوفرة إلا أنه ونتيجة المتابعة اليومية لحركة السلع وتوفرها في أسواق المحافظة جعلت أسواق المحافظة تلبي جميع احتياجات المواطنين وبأسعار مقبولة.
أحد أصحاب المحلات التجارية يقول: عند استهداف بلدات محافظة القنيطرة بقذائف الغدر من العصابات المسلحة كانت تأتي دوريات حماية المستهلك وتشجعنا على عدم الذعر والاستمرار بالعمل وتأمين المواطنين باحتياجاتهم فولّد لدينا شعوراً إيجابياً فمن واجبنا أن نلتزم بالأسعار التي تصدر عن مديرية التموين.
إن الجولات الرقابية المستمرة لدوريات حماية المستهلك واعتمادهم خطة نشر الوعي من جهة وتنظيم الضبوط التموينية بحق ضعاف النفوس من جهة اخرى أدى لنتائج إيجابية لمسها المواطن في المحافظة.
وأكد جهوزية المديرية واستعدادها لشهر رمضان المبارك شهر الرحمة فتم وضع برنامج متكامل تشارك فيه كل دوائر المديرية ولاسيما دائرة المواد وحماية المستهلك وضع في أولوياته تأمين كل مستلزمات المائدة الرمضانية وبأسعار تناسب المواطنين ولاسيما أن المؤسسة السورية للتجارة ستقوم بالتدخل الإيجابي بشكل كبير خلال شهر رمضان أعاده الله على بلدنا بالخير والأمان
والسؤال، هل نضمن توازناً سعرياً يحقق الرضا عند المنتج والمستهلك بآن واحد…؟!