تخفف الضغط عن العاصمة وتعيد الزخم لرمز حق العودة … أنباء عن قرب الانفراج جنوب دمشق ودعوات لعودة الأهالي «حتى على شمعة وقنينة»

تخفف الضغط عن العاصمة وتعيد الزخم لرمز حق العودة … أنباء عن قرب الانفراج جنوب دمشق ودعوات لعودة الأهالي «حتى على شمعة وقنينة»

أخبار سورية

الاثنين، ٢٢ مايو ٢٠١٧

مع التباشير الجديدة التي لاحت بالأفق لحل قضية أحياء جنوب العاصمة وخصوصاً منها مخيم اليرموك، والانطباعات بأنها أكثر حظاً من سابقتها في التحقيق، صدرت دعوات أهلية للإسراع بإعادة الأهالي إلى تلك المنطقة بعد خروج الإرهابيين، لكون الأهالي سيساهمون في إعادة الإعمار والخدمات، ولأن ذلك سيؤدي إلى تخفيف الضغط عن العاصمة على اعتبار أن من هجروا من تلك المنطقة يقدرون بمئات الآلاف يسكن معظمهم في أحياء العاصمة الآمنة.
وفي منتصف كانون الأول 2012 هاجمت ميليشيات مسلحة من بينها «الجيش الحر» وأخرى تضم لاجئين فلسطينيين اليرموك وسيطرت عليه بعد سيطرتها على مدينة الحجر الأسود والقسم الجنوبي من حي التضامن، ما تسبب بتهجير مئات الآلاف من المواطنين واللاجئين الفلسطينيين.
وبعد ذلك سيطر تنظيم داعش الإرهابي على الحجر الأسود المجاور لليرموك من الجهة الجنوبية. وبعد معارك عنيفة مع «جبهة النصرة» في نيسان العام الماضي بات يسيطر على نحو 80% من المساحة التي كان يتقاسم مع الأخيرة السيطرة عليها في اليرموك. كما سيطر داعش على القسم الجنوبي من حي التضامن المجاور لليرموك من الجهة الشرقية، وعلى حي العسالي المجاور للحجر الأسود من الجهة الغربية.
والأحد أكدت مصادر أهلية في اليرموك لـ«الوطن»، أن تنظيم داعش وزّع في مناطق سيطرته في المخيم وحيي التضامن والعسالي والحجر الأسود إعلاناً للراغبين من المدنيين بالخروج مع مسلحيه من جنوب دمشق إلى مناطق سيطرته شرقي البلاد، على حين كشف مصدر مطلع على ملف المصالحات أن هذا الملف سوف يسرع في المنطقة الجنوبية في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، على حين تحدث نشطاء عن أن تنفيذ عملية الخروج سيكون قريباً جداً، علماً أن المرحلة الثانية من اتفاق البلدات الأربع (الفوعة كفريا الزبداني مضايا) بدأ تنفيذها في اليرموك منذ نحو أسبوعين.
ويوم أمس باتت مسألة قرب انتهاء قضية جنوب دمشق حديث الأهالي المهجرين من تلك الأحياء ويقيمون حالياً في أحياء دمشق الآمنة وخصوصاً منهم المهجرين من اليرموك الذي يعتبر أكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني في سورية.
ونظراً للتظاهرات الحاشدة التي كانت تخرج في اليرموك وتغص بها شوارعه ضد اعتداءات كيان الاحتلال الإسرائيلي بات يطلق على المخيم أنه «رمز لحق العودة إلى فلسطين»، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آريل شارون لتهديد المخيم بالقول: «لك يوم يا مخيم اليرموك»، وبالفعل اعتبر العديد من قادة الفصائل الفلسطينية المقاومة أن هجوم الإرهابيين على اليرموك هدفه تصفية حق العودة.
ويقول أحد سكان المخيم «المخيم سيعود.. ويبدو أن العودة قريبة.. وستعود التظاهرات ضد الصهاينة.. وسيكون المخيم رمزاً لحق العودة أكثر مما كان سابقاً»، على حين يعتبر أحد المتابعين لملف اليرموك أن «إعادة الأهالي إلى منازلهم يجب أن تكون سريعة، طبعاً بعد الإجراءات الأمنية، وعدم انتظار إعادة الخدمات. الناس مستعدة للعيش في منازلها على شمعة وقنينة ميه. الناس ستساهم بالمجهود ومادياً بإعادة الخدمات».
وشكل مخيم اليرموك قبل الأزمة التي عصفت بسورية سوقاً تجارياً ضخماً لكافة مستلزمات المواطنين لدرجة أنه بات منافساً قوياً لأسواق وسط العاصمة، الأمر الذي دفع أصحاب المحال التجارية في الأسواق الأخيرة إلى افتتاح أفرع لها في المخيم نظراً للكثافة السكانية فيه والقوة الشرائية الموجودة لدى الأهالي هناك. ويقول أحد التجار القدامى في المخيم: «سوق فلسطين للخضار كان يطعم دمشق بأكملها، أهالي ما يسمى المناطق الراقية كانوا يقصدونه بسبب انخفاض الأسعار فيه بسبب المنافسة».
من جانبه يرى أحد العاملين في مجال التعهدات العقارية، أن إعادة الأهالي إلى أحياء جنوب دمشق «سيخفف الضغط عن العاصمة»، في إشارة إلى تقديرات بأن نحو مليون شخص هجروا من تلك المنطقة معظمهم يقيم في دمشق وضواحيها.