الرئيس الأسد يَعِد بتطوّرات "صادمة": فِرَق نُخبويّة مفاجئة الى البادية!

الرئيس الأسد يَعِد بتطوّرات "صادمة": فِرَق نُخبويّة مفاجئة الى البادية!

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٤ مايو ٢٠١٧

لا نشوة عارمة تُوازي تلك التي شعر بها زعماء الدول العربيّة والإسلاميّة يوم الأحد الماضي في حضرة الرّاعي الأميركيّ دونالد ترامب، ورؤيته يُشهرسيفه من منصّة الرّياض مُصوّبا ايّاه باتجاه ايران،

لدرجة انّ قادة ميليشيات مسلّحة سوريّة أجمعوا على إثر هذا المشهد الإستعراضي، على تأكيد قُرب أفول محور دمشق وحلفائها، لصالح المحور المُعادي بقيادة ترامب.. الا انّ الرّد على كلّ هذا الحشد وهذا التهويل بدا مفاجئا للجميع على ارض "المنازلة" السوريّة. فالجيش السوري وحلفاؤه رفعوا وتيرة عمليّاتهم العسكرية الى حدّ غير مسبوق وفي كلّ الإتجاهات، على وقع تسريبات صحافية ايرانيّة، كشفت انّ قوّات نُخبويّة "حليفة" التحقت لأوّل مرّة بأرتال الجيش السوري والحلفاء في البادية السوريّة، بينها فِرَق متخصّصة بعمليّات الكوماندوز، بعدما باتت المسافة الفاصلة لتلك الأرتال عن معبر التنف لا تتجاوز 37 كلم عقب سيطرتها على مفرق كبد.

 

وفيما تؤذن الحشود السورية والمعادية المتقابلة في سباقها الى الحدود السورية- العراقية باقتراب معارك "كسر عضم" ستنعكس نتائجها على المنطقة بأسرها، أماط تقرير للمحلّل العسكري لوكاس ميرفي، الّلثام عمّا أسماه "مؤشّرات قويّة لصدام عسكري بين القوّات التركيّة والأميركية في الشمال السوري، جرّاء ضربة يُجهّز لها الرئيس التركي رجب طيّب اردوغان باتجاه واشنطن، تتمثّل بغارات تركيّة بحُجّة استهداف مواقع الوحدات الكرديّة، بعدما هيّأ الأخير أرضيّة هذا الإستهداف خلال زيارته الفاشلة الى واشنطن، عبر توجهّه الى نظيره الأميركي خلال المؤتمر الصحفي المشترك بالقول" إنّ تركيا ستتصرّف حيال الوحدات الكرديّة في سورية، دون الرجوع الى أحد"!

هو ليس التهديد التركي المبطّن الأول الى واشنطن، فهو استُبق بآخر على لسان كبير مستشاري اردوغان منذ اسابيع خلت وكان أكثر وضوحا "على واشنطن الّا تتفاجأ اذا طالت الضربات التّركية الجنود الأميركيين عند استهدافها للوحدات الكرديّة"! هذا التهديد النّاري المقنّع لم يمرّ مرور الكرام في الأروقة الأميركية. فنقلت صحيفة "فورين بوليسي" عن شخصيّة بارزة في الكونغرس إشارتها، الى انّ واشنطن تلقّفت بجدّية تهديدات المخادع "الذي لا يؤمن له جانب"-حسب توصيفها لأردوغان-، سيّما انّ عشرات الجنود الأميركيين لم يكونوا بعيدين عن المقاتلين الأكراد لحظة استهدافهم، وتعرّضوا للخطر عندما باغتتهم الغارات التركية العنيفة.

وعلى الضّفة الأخرى، تراقب دمشق وحلفاؤها ما يجري على ضفّة أنقرة- واشنطن، وما سيترتّب من نتائج للتوتّر غير المسبوق بين الجانبين، ربطا بمعرفتها الجيّدة بعقليّة اردوغان المتهوّرة وجموحه الذي لا احد يضمن الى اين يقوده، في وقت تتحرّك الحشود الأميركية وأتباعها من منطقة التنف صوب البادية، تزامنا مع تموضع 2000 جندي اميركي في قاعدة عين الأسد في الأنبار العراقية، بهدف التوجّه الى منطقة القائم على الحدود السورية - العراقيّة، على وقع اعلان الحلف المعادي اطلاق عملية عسكرية تحت عنوان" بركان البادية"، بما يؤشّر الى نيّة رفع وتيرة الإندفاع باتجاه منطقة البوكمال - معركة واشنطن الكبرى-، دون إغفال تعهّد زعماء الدول الذين حشدهم ترامب في السعودية تحت رايته، بفرز 34 الف جندي من دُولهم للتوجّه الى سورية والعراق بحجّة مقارعة "داعش" "عندما تدعو الحاجة"!.. بالطبع حشد هذا الكمّ من القوّات لن يكون لمحاربة التنظيم –الذي لم تنته صلاحيّة ورقة استخدامه اميركيا وخليجيّا حتى اللحظة-.. إنّما لمواجهة محور المقاومة، على ان يتمّ التفاف هذه القوّات على الجيشين السوري والعراقي وقوات الحشد الشعبي، ومنع التحامهم على الحدود بين البلدين.. ولكن!

بالمقابل، ورغم التحذير الأميركي النّاري لدمشق بفرملة قوّاتها والقوات الحليفة باتجاه معبر التنف عبر استهداف رتل القوات الرّديفة للجيش السوري، بالقرب من تلك المنطقة، الا انّ الرّد بدا مفاجئا للجميع عبرعمليّات أكثر زخما. الجيش السوري وحلفاؤه  تقدّموا بشكل متسارع في بادية السويداء، تزامنا مع سيطرتهم على منطقة البحوث العلميّة بمحور مثلّث تدمر- دمشق- بغداد، ألحقوه بهجوم كبير ضدّ "داعش" على طول المنطقة الممتدّة من القلمون الشرقي حتى جنوب مدينة تدمر، في وقت كانت قوّاتهم تطهّر كامل ريف حلب الشرقي لتصل الى مشارف بلدة مسكنة الإستراتيجيّة.. الأهم، اقتراب الجيش والحلفاء من الحدود الإداريّة للرّقة، على وقع تقارير صحافية روسيّة كشفت انّ الرئيسن بوتين والأسد، أعدّا مفاجأة مدوّية لواشنطن في المعقل الأبرز ل "داعش" الذي يُصارع الأميركي بضراوة للوصول اليه.

التّقارير التي لفتت الى انخراط  قوّات روسيّة الى جانب الجيش السوري لتدعيم نقاطه وسير قواّته في الجنوب السوري على مقربة من الحدود مع الأردنّ، اشارت الى توجّه قوّات روسيّة مدرّعة الى محافظتي درعا والسويداء، في رسالة روسيّة ناريّة الى النظام الأردني، مفادها انّ المنطقة الجنوبيّة خطّ احمر بالنسبة لموسكو ايضا، فيما كانت فِرَق "نُخبويّة" حليفة تتوجّه – للمرّة الأولى- الى البادية لمؤازرة الجيش السوري وحلفائه، صنّفتها المعلومات ب"المولجة بمهارات قتاليّة عالية من ضمنها عمليّات كوماندوز وسرعة التحرّك خلف خطوط العدوّ.

ووفق التنسيق اللوجستي والاستخباري السوري عالي المستوى مع عمليّات الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي على الطرف الآخر من الحدود، ترجّح مصادر عسكرية عراقية، اقتراب التحام تلك القوات مع الحشود العسكرية السورية والحليفة، بعدما أنهى مقاتلو الحشد إنجازا استراتيجيّا بإسقاط مدينة القيروان عسكريا، وباتت عمليّاتهم منذ الآن تتركّز على التحضّر لشقّ الطريق باتجاه البعاج والبادي-المحطة الأخيرة للوصول الى الحدود السورية.

وعليه، تُدرك دمشق وحلفاؤها انّ السيطرة الأميركية على دير الزور ومنها الى البوكمال، تشكّل هزيمة لمحور المقاومة- الذي سيوضع حينها على المشرحة الأميركية لتقطيع أوصاله- لذلك تؤكّد مصادر عسكرية سورية "الإعداد جيدا" لمواجهة المخطط المعادي، سيّما انّ شخصيّة صحافيّة لبنانية بارزة، نقلت مؤخرا عن الرئيس الأسد، وعده ب"تطوّرات صادمة".. في خلال الأسابيع القادمة.

ماجدة الحاج