مهرجانات التسوق.. مبادرات رمضانية لتنشيط الحالة الاقتصادية ومساعدة الناس

مهرجانات التسوق.. مبادرات رمضانية لتنشيط الحالة الاقتصادية ومساعدة الناس

أخبار سورية

الخميس، ٢٥ مايو ٢٠١٧

على أبواب رمضان، وأمام واقع معيشي متواضع، وحالة اقتصادية متردية عند معظم العائلات والأسر السورية، تبدو الاستعدادات للشهر الفضيل هذا العام محصورة في التقاط مبادرات اقتصادية تكررت بين فترة وأخرى على شكل مهرجانات تسوق وبضائع وسلع قدمها الصناعيون السوريون بدعم من غرفة الصناعة تحت عنوان: صنع في سورية، فكانت هذه المهرجانات الشهرية في أكثر من محافظة سورية محاولة لتنشيط الحالة الاقتصادية، ودفع عجلة الاستهلاك لما يتوفر فيها من عروض وأسعار مخفضة على بعض المنتجات، ورغم أن هذه البضائع وفرت إلى حد ما أسعاراً بدت مقبولة لبعض المستهلكين ليؤمنوا بعض احتياجاتهم من السلع التموينية والغذائية الضرورية للشهر القادم، إلا أن عائلات أخرى كانت تكتفي فقط بالضروريات، كما أوضح لنا أبو عماد الذي كان متواجداً في مهرجان التسوق في منطقة المزة، حيث قال: منذ سنوات الأزمة لم تعد استعداداتنا كما جرت العادة لشهر رمضان، ولكن نكتفي أن نعيش كل يوم بيومه، مترقبين عودة الأمان والاستقرار، والأمل بانخفاض الأسعار، وتحسن واقع الليرة، محاولين تأمين الحد من متطلبات عائلاتنا واحتياجات منازلنا، ويبدو أننا لن نخرج عن هذه الحالة في الشهر الفضيل إلا باستقرار اقتصادي، وعودة الأمن والأمان لربوع بلادنا.

نافذة تسويقية

في المقابل يبدو حرص بعض الصناعيين والمنتجين على المشاركة في مهرجانات التسوق فرصة لإثبات وجودهم، وجودة بضائعهم، وتسويقها، والدفع بعجلة الاقتصاد لاعتبارها تشكّل نافذة تسويقية وترويجية لمنتجاتهم، كما أوضح لنا بعض العارضين الذين تحدثنا إليهم في مهرجان تسوق بمنطقة المزة، وهو المهرجان الذي سيستمر حتى بداية رمضان المبارك، مع تأكيدات بالنية لتجديد المهرجان أثناء الشهر الفضيل، ويؤكد أحمد، أحد عارضي شركة معلبات في المهرجان، تقديم أسعار منافسة لسعر السوق، وتخفيضات تراوحت بين 20 إلى 30%،  وقد تصل أحياناً إلى 50% ، وهو أمر أكده لنا عارضون آخرون، حيث كان الحديث عن حسومات وعروض مختلفة، كأن تشتري قطعتين من مادة معينة، وتحصل معها على ثالثة مجاناً، وبالتالي تنشيط حركة البيع، وزيادة إقبال الاستهلاك على أبواب الشهر الفضيل، وفي المقابل توفر هذه المهرجانات، بحسب مشاركين فيها، فرصة للتسوق والحصول على معظم حاجياتهم خلال فترة المهرجان، مستفيدين من العروض، والحسومات، المقدمة إضافة إلى توفير الوقت كون معظم احتياجاتهم موجودة في مكان واحد.

مقاطعة اقتصادية

ورغم استقرار نسبي شهده سعر الصرف في السنة الأخيرة للأزمة، لم تتوقف بعض القفزات التي شهدتها سلع ومواد غذائية وتموينية أساسية كأسعار بعض الخضروات والفاكهة، وأسعار بعض السلع التموينية التي تأرجحت أسعارها بين ارتفاع وانخفاض أثقل كاهل المواطن، وتدريجياً بدأ الوضع يصبح مقبولاً، وخفتت الأصوات التي كانت تدعو سابقاً للمقاطعة الاقتصادية لأنواع معينة من السلع للضغط على المحتكرين، ودفعهم لتخفيض الأسعار في ظل الواقع الاقتصادي، وهناك من يقول إن المقاطعة الناجحة تحتاج إلى إرادة جماعية، وروح واحدة، وجهة منظمة قادرة على بث الرسائل وضمان الاستجابة لها من المقاطعين، فتحدد مثلاً الأوقات والسلع التي ينبغي مقاطعتها، والضغط من خلالها على الجهات المحتكرة لها، فتساهم في خلق ثقافة شعبية تصبح ذات تأثير واضح في العملية الاقتصادية، وحركة السوق، وهناك رأي آخر يرى أن المقاطعة لا يمكن أن تحدث بحال من الأحوال لبضائع وسلع أساسية ويومية يحتاجها معظم الأفراد، وخاصة في بداية موسم رمضاني ينحو فيه الكثير من السوريين للتموين، وشراء الأطعمة والمأكولات، ولكن هنا يبدو تساؤل أخير: لماذا ترتفع أسعار السلع في كل موسم رمضاني، ومع كل حركة أو نشاط تشهده الأسواق، ألا يفترض المبدأ الاقتصادي والأخلاقي عكس ذلك، أم أن لتجار الأزمات المستغلين حاجات الناس رأياً آخر؟!.

محمد محمود