انسحاب داعش و«النصرة» من جنوبي دمشق مطلع الأسبوع المقبل

انسحاب داعش و«النصرة» من جنوبي دمشق مطلع الأسبوع المقبل

أخبار سورية

الأربعاء، ٣١ مايو ٢٠١٧

كشف أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية خالد عبد المجيد عن أن انسحاب مسلحي تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين من منطقة جنوبي دمشق سيبدأ مطلع الأسبوع المقبل، معرباً عن الأمل في أن يكون مخيم اليرموك وكامل منطقة جنوبي دمشق آمنة بشكل كامل.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال عبد المجيد الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني: إن «الاتفاق الذي يجري في اليرموك هو الاتفاق الذي جرى قبل عام وجرى تعطيله من المسلحين وخاصة في غوطة دمشق الشرقية، ومنذ شهرين تجدد البحث في تنفيذ هذا الاتفاق في ضوء التطورات التي حدثت في المنطقة وخاصة في محيط دمشق بعد أن تم إنجاز مصالحات وانسحابات من أكثر من منطقة». وأضاف: «المسلحون (النصرة وداعش) قدموا قوائم بالأسماء عبر وسطاء لتنفيذ الانسحاب وتسوية أوضاعهم في الحجر الأسود».
وفي 22 أيار الجاري، أكدت مصادر أهلية في مخيم اليرموك لـ«الوطن»، أن تنظيم داعش وزّع في مناطق سيطرته في المخيم وحيي التضامن والعسالي والحجر الأسود إعلاناً للراغبين من المدنيين بالخروج مع مسلحيه من جنوب دمشق إلى مناطق سيطرته شرقي البلاد، على حين كشف مصدر مطلع على ملف المصالحات أن هذا الملف سوف يسرع في المنطقة الجنوبية في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، في وقت تحدث نشطاء عن أن تنفيذ عملية الخروج سيكون قريباً جداً، علماً أن المرحلة الثانية من اتفاق البلدات الأربع (الفوعة كفريا الزبداني مضايا) بدأ تنفيذها في اليرموك منذ نحو أسبوعين بخروج عدد من جرحى «جبهة النصرة».
وأكد عبد المجيد في تصريحه، أمس، أن موعد الانسحاب يبدأ في «الأسبوع الأول من شهر حزيران، والجهات المختصة تتابع تنفيذ الاتفاق، وأن مسلحي داعش والنصرة أخذوا ترتيباتهم بالرحيل إلى الرقة وإدلب، وأن التأخير خلال الفترة الماضية يتعلق باتفاق كفريا والفوعا والزبداني حيث من المفترض أن يتم خروج عدد من المصابين والجرحى والمسنين من هذه المنطقة وخرجت دفعة ومن المفترض أن تخرج دفعة أخرى في هذا الأسبوع».
واعتبر عبد المجيد، أن «الضمان لتنفيذ الاتفاق هو وضع المسلحين العسكري الضعيف في اليرموك والمنطقة الجنوبية (الحجر الأسود وحيي التضامن والقدم)، ولا خيار أمامهم إلا الانسحاب وتسوية أوضاعهم، فهناك خلافات واشتباكات عنيفة حصلت الشهر الماضي بين الطرفين (جبهة النصرة وداعش) في عملية تآكل داخلية، وانقسامات داخل داعش فقسم من هؤلاء أعلن عن سحب مبايعته للبغدادي وانسحب من جبهة النصرة وهم الآن في الحجر الأسود من «أبناء الحجر الأسود»، معرباً عن اعتقاده بأنه سيتم تسوية وضعهم وإبقاؤهم داخل الحجر الأسود». وقال: «نعتقد أن الجهات المختصة تعمل لإنهاء أزمة المخيم اليرموك والمنطقة الجنوبية بأسرع وقت ممكن». وأضاف: «من المفترض أن يتم تنفيذ الاتفاق مطلع الأسبوع المقبل ونأمل مخيم اليرموك أن يكون آمناً بشكل كامل».
وفيما يتعلق بالمفقودين، أكد عبد المجيد، أن «الجهات المختصة تتابع هذا الأمر بجدية عالية وهناك قوائم بالمفقودين من داخل المخيم والمنطقة الجنوبية يتابع وضعهم عبر الوسطاء ومن خلال الاتصالات التي تجري مباشرة مع الجهات المختصة وليست مع الفصائل الفلسطينية»، مشيراً إلى جاهزية الفصائل الفلسطينية للانتشار حول المخيم وداخله بعد عملية الانسحاب من أجل ملء الفراغ بالتنسيق مع الجيش العربي السوري»، ولافتاً إلى أن القوى العسكرية الموجودة على مداخل المخيم هي من فصائل قوى المقاومة الفلسطينية.
وحول إعادة الإعمار بيّن عبد المجيد أن إعادة إعمار المخيم أسهل من المناطق الأخرى، فهناك جهات عديدة تساهم فيها سواء الدولة السورية التي تعامل المخيم كباقي المناطق السورية، أو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أو مؤسسات دولية، منوهاً إلى لقائه بالقائم بأعمال السفارة النرويجية في دمشق الذي أبدى استعداده للمساهمة في حل كل القضايا التي من شأنها تخفيف معاناة المواطنين في المخيم أو خارجه. وفي منتصف كانون الأول 2012 هاجمت ميليشيات مسلحة من بينها «الجيش الحر» وأخرى تضم لاجئين فلسطينيين اليرموك وسيطرت عليه بعد سيطرتها على مدينة الحجر الأسود والقسم الجنوبي من حي التضامن، ما تسبب بتهجير مئات الآلاف من المواطنين واللاجئين الفلسطينيين.
وبعد ذلك سيطر تنظيم داعش الإرهابي على الحجر الأسود المجاور لليرموك من الجهة الجنوبية. وبعد معارك عنيفة مع «جبهة النصرة» في نيسان العام الماضي بات يسيطر على نحو 80% من المساحة التي كان يتقاسم مع الأخيرة السيطرة عليها في اليرموك.
كما سيطر داعش على القسم الجنوبي من حي التضامن المجاور لليرموك من الجهة الشرقية، وعلى حي العسالي المجاور للحجر الأسود من الجهة الغربية.