معركة الرقة تنطلق والأتراك والأميركيون يحفظون شعرة معاوية

معركة الرقة تنطلق والأتراك والأميركيون يحفظون شعرة معاوية

أخبار سورية

الأحد، ٤ يونيو ٢٠١٧

جاء الرد التركي على إطلاق الولايات المتحدة معركة الرقة بالاستناد إلى تحالف «قوات سورية الديمقراطية -قسد» الذي تقوده «وحدات حماية الشعب» الكردية، هادئاً على غير عادة الأتراك.
وتعتبر تركيا الوحدات الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمرداً في جنوباً شرقاً تركيا منذ عام 1984 وتصنفه أميركا وتركيا وأوروبا منظمة إرهابية.
اكتفى الأتراك بالإشارة إلى إخطار واشنطن إياهم عن إطلاق المعركة من أجل الرقة مطلع هذا الأسبوع، معيدةً تقديم «الضمانات» لتركيا بخصوص أمنها القومي. وسجلوا مجرد احتجاج على ما وصفته واشنطن بـ«تعاون تكتيكي اضطراري» مع الوحدات «لن يدوم طويلاً». في الواقع، نجح الطرفان في المحافظة على شعرة معاوية بينهما، وربما كانت العلاقة بين واشنطن وأنقرة أكثر دفئاً في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما كانت عليه في عهد سلفه باراك أوباما.
مع ذلك، أبقت أنقرة اليد على الزناد، مصرةً على الحفاظ على حرية عملها في الشمال السوري، ووضع تهديد على تحركات الوحدات والأميركيين. وتحت وطأة الخلافات الأميركية التركية المريرة بشأن الرقة والوحدات، سيواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طريقه العنيد إلى موسكو وطهران عبر أستانا، وهذا سيوفر الوقود لتزخيم العملية الجارية في العاصمة الكازاخية.
والأسبوع الماضي، أعلنت واشنطن أنها بدأت ترسل أسلحة إلى الوحدات في إطار خطة أغضبت تركيا العضو في حلف «الناتو» التي تخشى تنامي نفوذ الأكراد في شمالي سورية.
وقال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة: إن نحو ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف من مسلحي داعش يُعتقد بأنهم متحصنون في مدينة الرقة حيث أقاموا دفاعات لصد الهجوم المتوقع.
وكشف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أن العملية العسكرية لطرد داعش من مدينة الرقة، بدأت ليلة الجمعة، مشيراً إلى أن أميركا زوّدت أنقرة بالمعلومات اللازمة قبل بدء الحملة.
ووفقاً لوسائل إعلام تركية فقد أعلن يلدريم، أن بلاده «لا تؤيد الطريقة التي بدأت بها واشنطن حملة الرقة»، لكنه لفت إلى أن أميركا أعادت تأكيد الضمانات التي سبق أن قدمتها لأنقرة خلال الأشهر الماضية.
وكشف بن علي أن واشنطن أبلغت تركيا أن اعتمادها على مسلحي «قوات الحماية الكردية» للقيام بهذه العملية «لم يكن اختيارياً إنما ضرورة فرضتها الظروف».
وشدد يلدريم على أن بلاده تتبع إستراتيجية واضحة تتمثل في عدم التمييز بين التنظيمات الإرهابية التي تشكل خطراً على الأمن القومي التركي سواء داخل تركيا أم خارجها، على اختلاف مسمياتها، وأنها جميعاً أهداف مشروعة لتركيا، مشيراً أن بلاده لا تتوانى عن اتخاذ الخطوات المناسبة لحماية الأمن والاستقرار.
من جهة أخرى، تطرق بن علي إلى عموم التطورات الأخيرة الحاصلة في سورية، مبيناً أن بلاده توصلت مع موسكو وطهران إلى «اتفاق حول إقامة مناطق خفض التوتر في عدد من المناطق داخل سورية»، وأنّ الهدف الرئيسي من هذه الخطوة، «حماية المدنيين في محافظة إدلب الشمالية».
وبدا أردوغان أكثر تهديداً باستخدام القوة لضرب الوحدات. وفي معرض تعليقه على التعاون الأميركي مع حزب الاتحاد الديمقراطي «بيدا» الذي تتبع له الوحدات خاطب أردوغان الأميركيين بالقول: «عليكم أن تعلموا أنه حال قدوم تهديد لبلادنا من شمالي سورية، لن نبحث الأمر مع أحد، وسنصدر قرارنا بأنفسنا، وسنتحرك كما فعلنا في جرابلس والراعي ومدينة الباب (في إشارة إلى عملية درع الفرات)».
ولفت أردوغان إلى أن عملية «درع الفرات» كانت تستهدف تنظيم داعش، إلا أنها وجدت أمامها عناصر «بيدا» وذراعه المسلحة «حماية الشعب». وأضاف ملوحاً: «نحن لم نضع بعد نقطة انتهاء عملية درع الفرات»، في إشارة إلى إمكانية تكرار السيناريو ذاته في سورية.
وأعلن أردوغان، حينها، أن هدف عملية «درع الفرات» يكمن في تحرير أراض مساحتها 5000 كم مربع وإقامة منطقة آمنة للنازحين واللاجئين السوريين فيها. وأسفرت عملية درع الفرات عن تطهير 2000 كم مربع من تنظيم داعش والمسلحين المرتبطين بـ«وحدات حماية الشعب».
وفي وقت سابق، أعلن المتحدث باسم حماية الشعب نوري محمود أن عملية استعادة الرقة من تنظيم داعش ستبدأ في «الأيام القليلة القادمة» بعد التقدم إلى مشارف المدينة.
وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لضرب تنظيم داعش: إنه لن يعلق على الجدول الزمني للمرحلة التالية من العمليات لاستعادة مدينة الرقة. وبيّن الكولونيل رايان ديلون أن قوات سورية الديمقراطية «تتقدم (على مسافة) أقرب وأقرب (من الرقة) كل يوم» وباتت على بعد ثلاثة كيلو مترات من الشمال والشرق. وذكر في رد بالبريد الإلكتروني على أسئلة لرويترز أن قوات سورية الديمقراطية أصبحت على بعد يقل عن عشرة كيلو مترات من الغرب.
وتوقع المتحدث باسم حماية الشعب «ألا تكون المعركة سهلة، بالطبع داعش لها تحضيرات كبيرة جداً في المدينة.. طبعاً عندها أنفاق.. وتلغيم ومفخخات وانتحاريون وفي الوقت نفسه تستعمل المدنيين دروعاً بشرية». ولدى سقوط الرقة ستصبح محافظة دير الزور آخر موطئ قدم كبير لداعش الإسلامية في سورية والعراق.
وأضاف محمود: «داعش سوف يقاوم لأن الرقة هي عاصمتها وإذا راحت الرقة فمعناها أن الخلافة كلها راحت».