ويبقى الخير فينا.. طبيب منذ نصف قرن أجرة معاينته 50 ليرة .. يصلني الكثير من الأدوية أوزعها مجاناً للمحتاجين

ويبقى الخير فينا.. طبيب منذ نصف قرن أجرة معاينته 50 ليرة .. يصلني الكثير من الأدوية أوزعها مجاناً للمحتاجين

أخبار سورية

الأربعاء، ٧ يونيو ٢٠١٧

محمود الصالح

قبل نصف قرن بدأ الدكتور إحسان عز الدين عمله الطبي في زمن كانت البلاد تعاني الندرة في هذه المهنة التي عادت اليوم. ينتابك كثير من العزة والافتخار وأنت تتحدث معه وتشعر انك أمام إنسان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يقدر احتياجات الناس ويجسد قناعته قولا وفعلا. يتحدث معك بمنتهى البساطة على الرغم من تجاربه الكثيرة والعميقة في الحياة، استطاع أن يوظف هذه الخبرة وهذه التجارب الطويلة في خدمة الإنسانية وفي تعميق مفهوم فعل الخير. أدرك الدكتور عز الدين منذ أن أكرمه اللـه كما يقول بهذه المهنة أنه محمل بواجب إنساني وأخلاقي وأن امتلاكه هذه المهنة حملته واجب الإحساس بألم وعوز الناس ومن ثم عليه أن يسخر علمه في خدمتهم بعيداً عن الحسابات المادية.
اليوم وبعد أن وصلت أجرة معاينة المريض من معظم الأطباء الاختصاصيين تتراوح بين 1500 ليرة إلى 10 آلاف ليرة كل حسب درجة قناعته في الاستغلال، أمام هذا الوضع ما زال عز الدين يأخذ معاينة 50 ليرة فقط لا غير وهو الذي مضى على ممارسته مهنة الطب ما يقرب من نصف قرن وهو طبيب عام ومن ثم اختص بعدها في الأمراض الداخلية والأطفال، ومنذ افتتاح عيادته قبل نصف قرن ما زال عز الدين يعمل في منهجية واحدة لم تتغير لناحية اعتباره محملاً بواجب إنساني عليه أن يؤديه على أكمل وجه.
الحوار مع الدكتور إحسان عز الدين له طابع خاص جداً فأنت أمام حالة إنسانية تفيض بالمحبة والأخلاق. يقول: منذ بداية عملي الطبي عملت على تحقيق نوع من التوازن بين حاجتي الإنسانية والمعيشية إمكانيات الناس الذين تضطرهم أمراضهم لزيارتي فكان قراري أن أكون دائماً منحازاً إلى إنسانيتي مراعياً أحوال هؤلاء الناس، فقد كنت في البداية آخذ أجراً رمزياً بالليرات حيث عملت خدمة الريف في صحنايا وبعدها أديت خدمة العلم وبعد حرب تشرين التحريرية استقر بي الحال في جرمانا هذه المدينة الجميلة المفعمة بالخير والعطاء ومنذ ذلك الحين وأنا أتعامل مع زواري كبشر وليسوا كفرص للاستثمار، أقدر أحوالهم أساعدهم بما أمتلك من إمكانيات وخصوصاً الأدوية المجانية التي تقدمها لي شركات إنتاج الأدوية بشكل مجاني. وعن تلبية الأجور التي يقبضها من المرضى لمتطلبات الحياة قال: أنا الآن ليس لدي متطلبات كثيرة بيتي ملك وسيارتي ملك وأولادي أمنوا مستقبلهم وكل واحد منهم في بيته ومن ثم ليس لدي متطلبات كثيرة، وما يردني من العيادة يكفيني للمعيشة ولا أريد أكثر من ذلك، ويستطرد قائلاً: بالمناسبة حتى آجار العيادة هو رمزي حيث يقدمها لي صاحبها بأجر قليل وهو يساهم معي من خلال ذلك في تقديم الخير للمحتاجين. وعن عدد المرضى الذين يراجعون العيادة يومياً قدره الدكتور عز الدين أنه يتراوح بين 100-120 مريضاً. ويدعو الدكتور عز الدين الجميع إلى المحبة والتعاون والمساهمة في تقديم الخير.