من يراقب أداء الوزارات ..؟ مشاريع غارقة بالإهمال والتأخير

من يراقب أداء الوزارات ..؟ مشاريع غارقة بالإهمال والتأخير

أخبار سورية

السبت، ١٠ يونيو ٢٠١٧

وجود برامج فاعلة لمراقبة أداء الأجهزة الحكومية يعد واحدا من أهم المقومات الأساسية لنجاح خطط التنمية والتطوير, لذلك لا نكاد ننفك من القبول والقناعة بأقل نتائج الأداء الحكومي , ناهيك عن غياب المعايير التي تعطي نتائج موضوعية لقياس الأداء وتقييم برامج التنمية ,التي تربط المدخلات بالمخرجات, وتقارن أداء الفترة بالفترات والتكاليف ..

الذي يحصل أن الجهات المعنية بالتنفيذ هي المعنية أيضا باقتراح المشاريع المراد تنفيذها وأولوية تنفيذ كل منها , وهي نفسها المعنية بمتابعة وتقييم خطوات التنفيذ وتستلم هذه المشاريع وتشغيلها …

هل يعقل أن تراقب الجهة نفسها وتقيم أعمالها ..؟ ماذا يعمل المستشارون ومن في عدادهم ؟ماذا يقدمون من اقتراحات وأعمال ..؟ ولماذا لا يأتي المسؤول بأفكار جديدة ..؟ فمثل هذه الأفكار هي التي يعول عليها أن تقفز بمستوى أداء الأجهزة الحكومية , لتحقيق الاهداف المرسومة بدقة ووضوح , إذا تم ربطها بأهداف رسمتها هذه الجهة أو تلك..

أعمالنا تدار بعقلية ليست بتلك المأمول الوصول إليها ,فالدائرة المسؤولة عن المراقبة بعد فترة سوف تنغمس وتذوب معهم وتحتاج إلى جهة اخرى تراقبهم , كما أن أفراد الجهة الرقابية سوف يحتاجون إلى خدمات ومصالح من أفراد في الجهة الحكومية ..! وهنا مربط الفرس- كما يقال – بعدها تضعف الرقابة وتدخل المجاملة وتجر معها الواسطة ثم تجر معها الفساد ثم نرجع إلى البداية حيث الفساد وعدم التنفيذ الناجح …
لا نقول : إن أعمالنا تتم بسوية جيدة, بل يلفها الإهمال والتسيب وفي تفاصيلها يكمن الفساد بشتى صنوفه وألوانه , والجهات الرقابية ببعض الأحيان لم تعد قادرة على ضبط الإيقاع الذي أخذ منحى سيئا , ولم تكن المحاسبة على الدرجة الصحيحة , فكيف لجهة تعمل وتنفذ الأعمال وتراقب ذاتها .؟!

إن كبح الفساد يا كرام يحتاج إلى تشريعات فورية حتى يرتدع لصوص المال العام الذين جعلوا من الرذيلة قاعدة أخلاقية ومن الفضيلة آفة اجتماعية أكلت الاخضر واليابس ببعض المرافق .

أنشطة بعض مؤسساتنا قاصرة ولم تلب الطموح المطلوب يشوبها بعض الثغرات والإشكالات التي تشكل بؤرا خصبة للترهل والإهمال وارتكاب التجاوزات , فعديد هي المشاريع التي لا تزال ترزخ تحت وطأة الاهمال , نخرها الفساد وتعاقب عليها عشرات المسؤولين , والنتيجة تأجيل وإسفاف واستخفاف بالمال العام , والآن تتشدد حكومتنا بخطبها وتأكيداتها بين الفينة والأخرى حسن نوايا وتوجهاتها بمحاربة أي نوع من أنواع التسيب والإهمال , هذا هو حلم أي مواطن يرى بأن واقعا جديدا قد حصل ..؟!
هاشتاغ سورية