بعيدا عن الإعلام.. الفرات في خطر وأكثر من 4 آلاف هكتار زراعي أتلفت !!

بعيدا عن الإعلام.. الفرات في خطر وأكثر من 4 آلاف هكتار زراعي أتلفت !!

أخبار سورية

الخميس، ١٥ يونيو ٢٠١٧

على هامش المعارك الدائرة في محافظة الرقة يأتي المدنيون في آخر حسابات التحالف الذي تقوده واشنطن بحجة الحرب على داعش، الخطط العسكرية الموضوعة لم تأخذ في حساباتها الخسائر البشرية والاقتصادية، وإن كانت الأخيرة قد تبدو هامشا لا يمكن الحديث عنه في الحرب، إلا أن واقع الحياة الاقتصادية لسكان أهل الرقة يجعل منها كارثة حقيقية لكونهم يعتمدون على القطاع الزراعي في حياتهم.

الحرب البرية الدائرة في مناطق محافظة الرقة بين تحالف ميليشيات “قوات سورية الديمقراطية” المدعومة من أمريكا من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، انعكست بشكل مباشر على حياة المدنيين الاقتصادية.

فبحسب مصادر “هشتاغ سوريا” في الرقة، فقد تسببت المعارك المستمرة باحتراق المساحات المزرعة بالقمح الذي وصل مرحلة الحصاد، ونتيجة للغارات التي تعرضت لها مناطق محيط الرقة على محاور المدينة الشمالية والشرقية والجنوبية، خلال الأيام الماضي، فقد احترقت المساحات المذكورة.
ولم تلق وسائل الإعلام بالا للخسائر الاقتصادية لسكان الرقة نتيجة الحرب المتواصلة في المدينة ومحيطها، إلا أن الأطراف المتقاتلة والتي تأخذ الرقة نحو كارثة إنسانية تواصل حربها بحثا عن المكتسبات السياسية وإن على حساب المدنيين.
( 4 آلاف هتكار أتلفها الغرق)
من جانب آخر، كان لفتح المياه بشكل عشوائي في قناة البليخ الواقعة إلى الشمال من نهر الفرات، أن تسببت بغرق مساحات زراعية كبيرة على امتداد 50 كم كخط نظر، وبتدمير أكثر من 4 آلاف هكتار من الأراضي التي كانت مزرعة بالقمح والشعير، الأمر الذي زاد من الخسائر الاقتصادية لسكان محافظة الرقة الذين يعتمدون أصلا على الزراعة في تأمين معيشتهم.
ولم تغلق “قسد” البوابة الشمالية لنهر الفرات على الرغم من سيطرتها على السد قبل شهر ونصف من الآن تقريبا، والسبب في ذلك بحسب مصادر ميدانية خاصة بـ “هاشتاغ سوريا”، كان رغبة من “قسد” بإغراق المقرات المقامة تحت الأرض من قبل تنظيم داعش على الطرف الغربي من مدينة الرقة، وذلك بالاستفادة من “الجسور الترابية” التي أقامها داعش في مجرى القناة، والتي تسببت بطوفان مياه قناة البليخ نحو الأراضي الزراعية على طرفيها،.
وانعكست عملية قسد في استخدام مياه قناة البليخ خلال عمليات السيطرة السريعة على الأحياء الغربية من الرقة “السباهية – الحصيوة – الرومانية”، إلا أن انعكاسها الأكبر كان على لقمة عيش المدنيين.
(الفرات.. نحو كارثة)
استمرار فتح “قسد” لبوابة سدي “الفرات” و “تشرين”، تسبب بانخفاض نهر الفرات لمستوى غير مسبوق منذ العام 1999، ما يشكل خطرا كبيرا على المستوى الاقتصادي، فالمحاصيل الزراعية التي مازالت ممكنة في المنطقة باتت مهددة بالعطش، كما إن الثروة الحيوانية كقطعان الأغنام والثروة السمكية في بحيرة سدي “الفرات” و “تشرين” باتت في خطر حقيقي وفقا لمعلومات حصل عليها موقع “هاشتاغ سورية” من مصادر هندسية.
وبدأت المشكلة منذ نحو الثلاثة شهور من خلال قطع النظام التركي لمياه نهر الفرات للضغط على تحالف ميليشيات قوات سورية الديمقراطية سياسيا، الأمر الذي أجبر الفرق الهندسية المشرفة على عمل السدين إلى إغلاق بواباتهما خوفا من انخفاض مستوى مياه البحيرتين أكثر، الأمر الذي أدى لتوقف تدفق المياه في قنوات الري، كما توقف السدين عن توليد الطاقة الكهربائية.
ومن بين المشكلات الكبرى التي تواجهها المناطق التي تسيطر عليها “قسد” هو انقطاع مياه الشرب، فمن بعد أن كانت مياه الشرب تصل إلى مدن “عين عرب – منبج – عين عيسى” مرة كل أربعة أيام، باتت مرة كل عشرة أيام تقريبا.