منظمة حقوقية معارضة تدعو ميليشيات «تحرير الشام» للانفكاك عن «النصرة»

منظمة حقوقية معارضة تدعو ميليشيات «تحرير الشام» للانفكاك عن «النصرة»

أخبار سورية

الخميس، ٢٢ يونيو ٢٠١٧

دعت ما تسمى «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» المعارضة، الميليشيات المسلحة المنضوية في «هيئة تحرير الشام» والتي تعتبر جبهة النصرة الإرهابية أبرز مكوناتها إلى ضرورة الانسحاب منها، معتبرة أن إعلان «النصرة» انفكاكها عن تنظيم «القاعدة» وتغيير اسمها إلى «جبهة فتح الشام» لا يُعدُّ صكَّ براءة بل على العكس، فقد تتوجَّه لأن تُصبح أكثر تشدُّداً وتوحشاً.
ووصفت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» في تقرير نفسها بأنها منظمة حقوقية سورية مستقلة، تأسست عام 2011، ويتركز نشاطها في رصد ونشر ومتابعة الجرائم والانتهاكات الحقوقية في سورية.
واعتبرَ التَّقرير، أن إعلان «النصرة» انفكاكها عن تنظيم «القاعدة» نهاية تموز2016 وتغيير اسمها إلى «جبهة فتح الشام» لا يُعدُّ صكَّ براءة بل على العكس، فقد يتوجَّه فرع «القاعدة» لأن يُصبح أكثر تشدُّداً وتوحشاً، وأشارت إلى أن تنظيم داعش هو أيضاً قد أعلن عن فكِّ ارتباطه عن «القاعدة».
وأشار التقرير إلى أن تصرفات «فتح الشام» بعد إعلانها الانفصال عن «القاعدة» لم تتغير نحو الاعتدال والتعددية، بل برهنت أنها مازالت مُتمسكة بآيديولوجيتها السلفية الجهادية، وبالتالي فقد فشلت فشلاً ساحقاً في كسب أي تأييد أو شرعية من المجتمع السوري، فمن نافلة القول أن نُشير إلى أي تغيير في استهدافها من المجتمع الدولي.
وجاء في التقرير أن «فتح الشام حاولت الاندماج مع عدة فصائل محلية، بهدف كسب شعبية محلية ودولية، وبعد فشلها شنت حملات واسعة ضد فصائل في المعارضة المسلحة في محافظتي حلب وإدلب، ثم اتجهت للإعلان عن تشكيل هيئة تحرير الشام»، وهي تحالف بين «جبهة فتح الشام»، وفصيل «أنصار الدين» الذي يُعدُّ من التنظيمات الإسلامية المتشددة، وعدد من الميليشيات المسلحة مثل «كتائب نور الدين الزنكي، جيش السُّنة»، ومجموعات مسلحة انفصلت عن ميليشيات أخرى وانضمت لها كـ»مجاهدون أشداء، كتيبة صقور العز، كتيبة أسود الرحمن، لواء أحرار الجبل». وأكَّد التقرير أن محاولة «النصرة» الشكلية الخروج من «القاعدة» لن تنجح ما لم تغيير آيديولوجيتها، حتى لو انضمَّ إليها عدد من الفصائل، ونجحت بالسيطرة على بعض آخر منها، بل العكس تماماً هو ما حصل وسيحصل، فسوف تُغرِقُ «النصرة» جميع هذه الميليشيات معها في الظلام والعدمية والاستهداف.
استند التقرير على التَّحدث مع ناجين من الهجمات ومع أشخاص شاركوا في التظاهرات التي اندلعت ضد «تحرير الشام» في مدينة معرة النعمان واستعرض روايتين منها، إضافة إلى تحليل الصور والمقاطع المصورة.
وبحسب التقرير، فقد شنَّت «تحرير الشام» هجوماً مُسلحاً على معرة النعمان مساء الخميس 8 حزيران الجاري، تحت ذريعة مقتل والد أحد أمنيي الهيئة في المدينة، حيث اتهمت «الفرقة 13» بقتله، واستمرت الاشتباكات حتى صباح يوم الجمعة، وتركزت في الحارة الشمالية، ومزارع قرية كفر رومة المجاورة للمعرة، وامتدت إلى نواحي متفرقة في أحياء عدة من المدينة.
وذكر التقرير أن «هيئة تحرير الشام» اقتحمت مقرات «الفرقة 13»، وسيطرت عليها، ولاحقت عناصرها، وداهمت منازل جميع من تعتقد أنهم ينتسبون إليها، وأطلقت الرصاص داخلها، وقتلت عدداً منهم. وأوصى التقرير المجتمع الدولي بعدم الاكتفاء بخيار القوة والقتل في تفكيك التنظيمات المتشددة كخيار مركزي شبه وحيد، والتوقف عن استباحة الانتهاكات التي تقع ضدهم وضد حواضنهم الشعبية، مهما بلغت من مخالفتها للقانون الدولي الإنساني.
بينما أوصى فصائل الميليشيات المسلحة بوجوب سرعة الانفكاك عن «هيئة تحرير الشام»، وفضح ممارساتها لأن تنظيم «النصرة» تعتبر المكون الرئيس لها.