الألعاب الإلكترونية تنفث السم بالدسم ولا أحد يكترث..!.. تفتـت العقول وتكرس السلوك العـدوانـي لدى الناشـئين

الألعاب الإلكترونية تنفث السم بالدسم ولا أحد يكترث..!.. تفتـت العقول وتكرس السلوك العـدوانـي لدى الناشـئين

أخبار سورية

السبت، ٢٤ يونيو ٢٠١٧

معذى هناوي

رأس ماله جهازا كمبيوتر رخيصا الثمن، ومحل مستأجر وأشرطة سي دي تحتوي على ألعاب وربما إذا كان «فهيماً» بالمعلوماتية يعمد إلى قرصنة ألعاب «البلاي ستيشن» من المواقع الالكترونية المباحة وافتتاح محل للألعاب الالكترونية وفي دقائق يستقطب أولاد حارته وبأسبوع يستقطب أولاد الحارات الأخرى مادام الحبل على الغارب ولا أحد يسأل أو يراقب: كيف تفتتح محلات الألعاب الالكترونية وتفرخ وما يمكن أن يتداول فيها من ألعاب لا تنسجم مع القيم والعادات الأخلاقية للمجتمع خاصة أن الكثير من تلك الألعاب يحتوي سماً زعافاً يدس فيها من قبل الصانعين والجهات الممولة لتحقيق أهداف تدمير المجتمعات بأكملها خاصة إذا ما علمنا أن معظم الألعاب التي تستهوي الأطفال وحتى اليافعين تحتوي على مشاهد العنف، إذ كلما قتلت أكثر ربحت أكثر وبما يكرس السلوك العدواني لدى النشء في ظل رقابة معدومة على تلك المحال وفي ظل تأكيد المحافظة أن تلك المحال مخالفة، جملة وتفصيلاً، وغير مسموح بافتتاحها ولا تخضع لأي ترخيص باستثناء مقاهي النت فقط، والتأكيد أيضاً من قبلها أنه يمنع على الأطفال ارتيادها تحت طائلة الإنذار والإغلاق وسحب الترخيص.
وقائع حدثت
شاءت المصادفة أن تدخل إحدى السيدات محلاً للألعاب الالكترونية لاصطحاب ابنها منه أن شاهدت أحد اليافعين في المحل يبيع الأطفال ما هو ممنوع من أنواع المدخنات، وعندما تدخلت تلك السيدة بالسؤال فرّ هارباً إلى أن تم إلقاء القبض عليه من قبل شبان الحارة ليسلم إلى السلطات المختصة.
-أبو عمار خضع لضغوط ولديه بالسماح لهما لارتياد أحد محلات الألعاب الالكترونية بذريعة أن رفقائهما يرتادون المحل للعب والتسلية ليكتشف بعد فترة أن أحد أولاده بات «مدخناً» من الدرجة الأولى حدثني أنه عندما دخل «المحل» لم يستطع الرؤية من كثافة دخان السجائر والتدخين وكيف احتار في أمره وكيفية منعهما من ارتياد تلك المحلات.
بينما تروي أم ثائر وهي موظفة أنها تلتزم رقابة ذاتية من خلال استخدام ألعاب محددة تنتقيها بدقة وتسمح لأولادها بالتسلية واللعب في المنزل.
ولا تنفي أنها تواجه صعوبة أحياناً في إقناع الأولاد بعدم التسلية بألعاب محددة عرفوا عنها من أقرانهم في المدرسة وحتى الحارة وعلى الأغلب يلحون علي بضرورة أن أشتريها لهم.. وتقول أم ثائر إنها تحاول قدر استطاعتها تحريض الأولاد على ممارسة الألعاب التي تنمي روح التعاون وتحض على الواجب المدرسي والاجتماعي ومن شأنها أن تكرس عادات وسلوكاً اجتماعياً ينسجم مع البيئة بعيداً عن العنف والقتل ومشاهد التحريض العدواني.
وكيفما اتجهت تستمع إلى شكوى الأهل ومعاناتهم من تلك الألعاب.. فأبو وليد عامل بسيط يروي أن ابنه اليافع أصيب فجأة بنوع من «اليرقان» وقلة الأكل مع شحوب في الوجه وصداع شديد نتيجة الساعات الطويلة التي يقضيها أمام الكمبيوتر في البيت ولساعات متأخرة من الليل والنهار وعدم التعرض للشمس والهواء وهو ما أخبره به الطبيب.
باختصار
بالتأكيد إن حاجة الأطفال للتسلية أمر طبيعي وقضاء أوقات الفراغ في اللعب مفيد للتحريض على الجد والالتزام بالدراسة وبداية أيام جديدة بنشاط، ولا مانع من أن يقضي الأولاد أوقات الفراغ في ممارسة بعض الألعاب الالكترونية المفيدة والمسلية والمحرضة على تنمية المهارات وحب الإيثار والتعاون وتكريس العادات المجتمعية الأصيلة لكن الإفراط من قبل الأولاد في قضاء جلّ أوقاتهم في ممارسة ألعاب «البلاي ستيشن» وعدم اكتراث الأهل وعدم تنظيم تلك الأوقات وحتى ما يمكن أن يشاهدوه من ألعاب هدامة سيترك من دون شك عواقب وخيمة على حياة وسلوك النشء صحياً وخلقياً واكتسابهم سلوك العنف وعادات هدامة تظهر تدريجياً في حياتهم اليومية من خلال التعامل مع أقرانهم في كل الأماكن بعنف وسلوك يصل حد الإجرام، لأن الطفل كما الإسفنج سريع الامتصاص لأي كمية من السلوك وإذا لم نحسن تنظيم أوقات لعبه وطرق ممارستها وتحديد ما هو مفيد منها كان مستقبله ومستقبل النشء بأكمله في خطر، وحينها لا يصلح العطار ما أفسد الدهر، فالأعراض الصحية الأكيدة من قبل علماء الاجتماع والأطباء أن الإدمان الطويل على ممارسة تلك الألعاب يؤدي إلى إعاقات في الأطراف وإصابات بالرقبة والظهر ومشكلات في النظر نتيجة الجلوس الخاطئ طويلاً أمام شاشات إلكترونية ناهيك بالتشوهات الخلقية والسلوك الإجرامي والعدواني.
ومع ذلك، تتكاثر تلك الأماكن لممارسة الألعاب الإلكترونية لدينا في الحارات والشوارع وحتى المدن، ويتسع مجال دس السم في الدسم مع أن الجمارك لا تسمح بدخول تلك الألعاب عبر منافذها والمحافظة لا تسمح بترخيصها، بينما الرقابة في حالة سبات وموت سريري.