المعايدات الإلكترونية.. مشاعر بـ «كبسة» زر

المعايدات الإلكترونية.. مشاعر بـ «كبسة» زر

أخبار سورية

الأحد، ٢٥ يونيو ٢٠١٧

لمى علي

قد لا نلمح وجوه بعضنا حتى في المناسبات إلا صوراً، وقد لا نسمع تبادل أصواتنا إلا عبر تطبيقات هواتفنا المحمولة.. نتواصل بين الحين والآخر مع القريب والبعيد، إلا أن المشاعر قد لا تصل إلا بإطارات محددة، ومنها المعايدات الإلكترونية التي تستخدم بكثرة في الأعياد والمناسبات بديلاً عن المعايدات الحقيقية.
عليا (ربة منزل) سكنت بعد زواجها في محافظة أخرى بعيدة عن أهلها، أشارت إلى أن المعايدات الإلكترونية الوسيلة الأنسب للتواصل مع من تحب خلال المناسبات، فهي غير قادرة على الوجود معهم شخصياً، ولكن بوجود «السوشال ميديا» أت يحت لها الفرصة للتواصل مع الجميع بالصوت والصورة، وتقول إنها لا تستخدم المعايدات الجاهزة إلا مع المعارف والأصدقاء غير المقربين.
أما علي (طالب جامعي) فيجد أن المعايدات الإلكترونية الجاهزة هي الأكثر استخداماً في جميع المناسبات، ويشعر بسعادة كبيرة عندما يفيض هاتفه المحمول بهذا النوع من الرسائل الإلكترونية، وبدوره يقدمها لجميع من يجد اسمه في قائمة المستخدمين لديه، كنوع من التواصل.
على عكس المهندسة بتول التي تعبر عن انزعاجها من مثل هذه الرسائل التي تصلها، التي تكون من دون روح، وفقاً لتعبيرها، وتقول: ما شعورك عندما تصلك معايدة من شخص غالباً لم يقرأ تفاصيل محتواها، ولا يعني مضمونها، وإنما صادفها على هاتفه، فأعاد توجيهها لك بـ«كبسة» زر.
الأستاذة حنان ديابي (مدرّسة في جامعة دمشق- كلية علم الاجتماع) أشارت خلال حديث لـ«تشرين» إلى أن استخدام المعايدات الإلكترونية ظاهرة اجتماعية منتشرة بشكل كبير، ولاسيما بين الفئات العمرية الصغيرة، وهذه الظاهرة شكل طبيعي لانخراط وسائل التواصل الاجتماعي في أغلب التفاصيل الحياتية التي نعيشها، وأكدت ديابي أن هذه الظاهرة تحمل وجهين:
الإيجابي منها؛ الاستفادة من الثورة الإلكترونية في التواصل مع المحيط البعيد، بطريقة توفر الجهد والوقت ومن دون تكاليف عالية، وهذا ينطبق بشكل كبير على أنواع التواصل المرئي والصوتي.
أما السلبي؛ فهو اعتماد تلك القوالب الجاهزة للمعايدات التي لا تحمل أي طابع شخصي، فتكون المشكلة بنظرة الاستسهال في التواصل مع الآخرين، وعدم التمييز بين معايدة صديق أو قريب أو غريب، وأن تحل المعايدات الإلكترونية محل تلك التي يمكن أن تكون واقعية، فتجد شخصين في البيت الواحد يتواصلان إلكترونياً، ويلغيان كل مفاهيم المعايدة الحقيقية، لتختم بالقول: إن استخدام المعايدات الإلكترونية يختلف باختلاف طبيعة كل شخص وموقعه بالنسبة للآخرين.