طقـوس العيــد.. شــريط ذكــريات يتحــدى مــرارة الحـــرب

طقـوس العيــد.. شــريط ذكــريات يتحــدى مــرارة الحـــرب

أخبار سورية

الأحد، ٢٥ يونيو ٢٠١٧

إلهام العطار
فيما مضى من الأيام كانت فرحة العيد لا تكتمل إلا في طقوسه التي تتمثل بشراء الثياب الجديدة والهدايا والأهم العيدية والذهاب الى المراجيح، ولمة العائلة وصوت المسحراتي وغيرها، أما اليوم وفي ظل الحرب التي تتقاسم مع السوريين الفرحة للعام السابع على التوالي، خفت تلك الطقوس، فظل البعض منها حاضراً ولو بشكل خجول في يوميات العيد، وتحول البعض الآخر إلى شريط من الذكريات تنعش الذاكرة وتحرضها على المقاومة من أجل البقاء وتحدي مرارة الحرب وقساوة مفرداتها.
رغم نيران التهجير التي عانى منها الحاج أبو فيصل ديراني، فإن ذاكرته تزخر بصور لطقوس عيد الفطر فقبيل حلوله ينتشر باعة غصون الآس في الشوارع والحارات وأمام المساجد، ويقبل الناس على شرائها وتحضيرها، للذهاب صباح أول أيام العيد لزيارة القبور قبل بزوغ الشمس، ويتابع: بعد تأدية الصلاة يبارك الجميع لبعضهم البعض قدوم العيد، ثم يتبادلون الزيارات التي تقدم فيها الحلويات العربية والمعمول والسكاكر وغيرها من أنواع الضيافة، وبعد ذلك يجتمع الأبناء والأحفاد في بيت العائلة لتناول طعام العيد، إن جل ما نتمناه في هذا العيد هو عودة الأمن والأمان لبلدنا، وأن نرجع لبيوتنا وقرانا ونعيد إحياء كل تلك الطقوس.
بغصة في القلب ودمعة في العين ذرفتها على أولادها الأربعة الذين شردتهم الحرب وحرمتها من لمتهم حولها في أماسي رمضان وصباح العيد، تستعيد الحاجة أم محمد «زهيرة عباسي» ذكرياتها وتقول: مع بداية أيام العشر الأخير من رمضان، كنا نذهب إلى البزورية لشراء مستلزمات الحلويات البيتية، صحيح أننا لا نزال نقوم بتحضيرها، ولكن بالطبع بكميات أقل، فالأولاد سافروا، والزيارات لم تعد كمــا كــانـت.
لم يعد الناس ينتظرون العيد بفرح وشغف، فالظروف جعلت الكثيرين يقضون العطلة في منازلهم لمشاهدة البرامج التلفزيونية، أو يتسمرون أمام شاشة الكمبيوتر والموبايل للرد على الرسائل والواتس وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، التي ساهمت -برأي المهندس غسان سليمان- في قطع صلة الرحم وفي تغيير الكثير من عاداتنا وتقاليدنا، كلام أيدته سلاف بكر، وأضافت: العيد اليوم للأطفال فهم فرحته ومبعث الأمل في نفوسنا.
الحنين لطقوس العيد لم ولن تنتهي، وصوت المسحراتي الذي كان ينتظره الصغار أول يوم من أيام العيد ليقدموا له العيدية ويطوفوا معه في الحارات القريبة، هو ما تفتقده مدرّسة اللغة العربية صفاء فرعون في ظل ثورة التكنولوجيا الحديثة.