جهاد مقدسي يعلن اعتزاله العمل السياسي

جهاد مقدسي يعلن اعتزاله العمل السياسي

أخبار سورية

الاثنين، ٢٦ يونيو ٢٠١٧

اعلن جهاد مقدسي قبل قليل عن قراره بالابتعاد عن العمل السياسي, بعد الجدل الذي أثاره منذ تركه لوظيفته في وزارة الخارجية السورية و خروجه من سوريا, حيث تم احتسابه على المعارضة السورية رغم عدم اعلانه ذلك.
وأصدر مقدسي البيان التالي:
سأبتعد عن العمل السياسي متمنياً التوفيق للجميع ، و ذلك لأسباب لها علاقة بظروف العمل و الحياة التي لطالما حكمت ظروفي الشخصية .

لم يكن قراراً سهلاً أبداً… لكنني أدين به لعائلتي الصغيرة.

حاولت المساهمة, على مدى السنوات الخمس الماضية, في دفع الحل السياسي قدماً لتحقيق انتقال سياسي مشترك مبني على قراءة واقعية غير عاطفية و مرجعية بيان جنيف و القرار ٢٢٥٤ .

لم تكن سنوات سهلة , بل ازدادت صعوبة مع كارثة التدويل و الاٍرهاب ، و قد تحملتُ -كغيري- الكثير بسبب الثقافة السيئة التي ترافق العمل في الشأن العام السوري لا سيما في هذه الأجواء الدامية و المشحونة، و كان هاجسي على الدوام أن أبقى منسجماً مع ذاتي و قناعاتي السياسية ، و ألا أخسر احترام " العقلاء " من أبناء بلدي و هم حتماً الغالبية الصامتة أو ربما الضائعة بين الطرفين.

تشرفت بالعمل مع بعض الشخصيات السورية التي انسجمت مع المطلب الأصلي للمجتمع السوري بالتغيير البنيوي غير الثأري و المبني على أسس دولة المواطنة......تعلمت الكثير و اكتشفت جانب حزين و منسي من الحياة السياسية المنشودة في بلادي ، و تكرست قناعتي بأن الوسطية هي خلاص سورية.

اتمنى التوفيق لأصحاب الضمير لدى الطرفين في هدم هذا الجدار الفاصل بينهما لكي يعبروا معاً لسورية الجديدة التي يحلم بها و يستحقها جميع السوريين .

سأبقى بالطبع متابعاً و مهتماً بشأن بلادي كأي سوري مغترب يعمل بالشأن الأكاديمي.

قد تضيق بِنَا أوطاننا …٫فيصبح للآسف " الموقف السياسي" هو المدخل الوحيد للوطن عوضاً عن شرط " الإنتماء لسورية " ، لكن رغم ذلك لم و لن نتعامل بالمثل مع الوطن بظل ظروفه المؤقتة ..… و سيبقى ذلك الوطن -الذي في وجداننا - هو مصدر فخرنا و كرامتنا .

د.جهاد مقدسي