إبداعات تجوب العالم وتحصد الجوائز.. والتواقيع سورية بامتياز

إبداعات تجوب العالم وتحصد الجوائز.. والتواقيع سورية بامتياز

أخبار سورية

الجمعة، ٧ يوليو ٢٠١٧

تغزو إبداعات واختراعات السوريين الشباب في أوروبا وبلاد المهجر صفحات الأخبار، ومواقع التواصل الاجتماعي يومياً، لنراها تتصدر صحفاً غربية، ليس اعترافاً منها بذكاء ونبوغ أبنائنا، بل لتخلق لهم الفرص ليتم استقطابهم، والاستفادة من هذه الإبداعات بما يخدم نمو بلدانهم وتطورها، وبالرغم من ظروف الحرب، واللجوء، ومشقات السفر، إلا أنها لم تخف تميزهم وكفاءتهم العلمية، والأدبية، والفنية، فأينما حلوا تتوارد إلينا قصص نجاحهم وتفوقهم، فعلى سبيل المثال في تركيا حازت الطالبة رهف قطوعة المرتبة الأولى في المرحلة الثانوية على مستوى البلاد، وفي قبرص نال ثلاثة طلاب سوريين المرتبة الأولى في فرع طب الأسنان، عدا عن حصول طالب سوري في بولندا على المرتبة الأولى كأفضل طالب أجنبي في مسابقة نظمتها جامعة غدانسك البولندية بمشاركة 49 جامعة حكومية وخاصة، والعالم السوري جمال أبو الورد الذي حقق إنجازات مذهلة في علم الرياضيات، كان آخرها تأليفه لكتاب بتر الأعداد الذي تولى المعهد الأمريكي مسؤولية الطباعة والنشر، والكثير الكثير من أمثالهم الذين لا نسعى لاستعراض تميزهم رغم أنه واجب علينا، بينما تبقى هنا إبداعات الشباب مغمورة وفردية تستند إلى ظروف كل منهم، حسب قدرته على المتابعة في تنمية وتحفيز موهبته، واغتنام الفرص التي تصادفه دون غيره لاستثمارها، وهنا يستحضرنا سؤال: هل تبقى المواهب رهن الظروف والفرص، أم أن الجهات المعنية غير معنية بإبداعات الشباب ونبوغهم؟ وهل هناك توجه لتبني المتفوقين والمبدعين ضمن استراتيجيات تؤهلهم لبناء الوطن؟.

مبدعون في الظل

حالات كثيرة تستوقفنا لتميز أطفالنا في الموسيقا، أو الرياضيات، أو الشعر، كالطفل قيس الصفدي الذي امتلك موهبة العزف على آلة البيانو، حيث برع في العزف السماعي منذ كان في عامه الرابع، ولم يتمكن أهله من إدخاله معهداً للموسيقا بسبب ظروفهم، وتؤكد الأم أن ابنها قادر على عزف أية نغمة يسمعها في الحال، بل أصبح يقدم مقطوعات صغيرة مبتكرة، الأمر الذي لفت انتباه إحدى الجهات الأجنبية الزائرة إلى المدرسة لتحقق له حلم والديه بتقديم عرض السفر إلى موسكو، وتقديم معزوفاته هناك، وحال قيس لا يختلف عن حال الطفلة مها العلي التي أذهلت من رآها بقدرتها العالية على العمليات الحسابية الذهنية بالجمع والضرب لعدد مؤلف من رقمين أو ثلاثة، وقد يكون أقصى الاهتمام من قبل المدرسة بإدخالهم في مسابقات الرواد، ولكنها مسيرة غير مكتملة المعالم، قد يتوقف الاهتمام عند مرحلة أو مستوى معين دون الوصول إلى مراحل عالية لتتم الاستفادة من هذه المهارات، وهنا يبقى دور ومسؤولية التربية التي تحتاج إلى خطط متكاملة تصل بالمبدعين والمتفوقين.

رعاية مجانية

يرى الدكتور طلال مصطفى، “علم اجتماع”، أن ميزة التفوق والإبداع حاضرة بقوة في جيل الأطفال والشباب السوري منذ القدم، ولطالما كانت هناك قصص تؤكد قدراتهم العلمية داخل البلاد وخارجها، ولكنه يعود ليعلل إخفاق الجهات المعنية في تنمية مقدرات ومواهب الشباب بغياب برامج تربوية تستهدفهم من قبل وزارة التربية والتعليم العالي، بالإضافة إلى قلة الوعي، وعدم المعرفة من قبل الحلقات الأساسية في تربية الأطفال: “الأسرة والمدرسة” لممارسة دورها المسؤول في تحفيز أبنائها، وتنمية مقدراتهم التي تتعلق بالظروف الاقتصادية الصعبة التي تمنعهم من الاستفادة من معاهد متخصصة في هذا المجال، والتي أصبحت رسوم التسجيل فيها تمنع الكثير منهم، وقد يكون السبب الأكثر أهمية هو جهل الأسرة بطرق التحفيز، والأعداد الكبيرة، والاندماج الحاصل في المدارس الذي أفرزته الأزمة، وهنا يرى د. مصطفى أن هذه المهمة يجب أن تتولاها الجهات الحكومية، وتتم ترجمتها في إنشاء معاهد علمية وفنية مجانية تقدم خدماتها لجميع المميزين الذين يجب اختيارهم وفق امتحانات، أو مسابقات معتمدة من الجهة المسؤولة، ومن ثم تؤمن لهم فرص العمل المناسبة ضمن مختبرات تضمن لهم تفتح خبراتهم ومهاراتهم، والاستفادة منها بما يخدم الوطن.

بالمحصلة..

تنمية وتحفيز الإبداع والتميز مسؤولية حكومية مجتمعية تتطلب تضامن جميع الجهات الحكومية، والأهلية، والقطاعات الخاصة للعمل على إيجاد صيغ وسبل لرعاية إمكاناتهم، ومواهبهم في كافة المناطق، ليصار إلى تطويرها وتوظيفها بما ينعكس إيجاباً على الوطن والمواطن.

فاتن شنان