في ثاني أيام «جنيف 7».. مناقشة جدية لسلة الإرهاب.. وخبراء وفد سورية يبحثون مع نظرائهم الأمميين ورقة «المبادئ 12»

في ثاني أيام «جنيف 7».. مناقشة جدية لسلة الإرهاب.. وخبراء وفد سورية يبحثون مع نظرائهم الأمميين ورقة «المبادئ 12»

أخبار سورية

الأربعاء، ١٢ يوليو ٢٠١٧

عقد وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة بشار الجعفري جلسة محادثات ثانية مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف في إطار اليوم الثاني من الجولة السابعة من الحوار السوري السوري، الذي شهد مناقشة جدية لموضوع مكافحة الإرهاب، واجتماعات لخبراء وفد سورية من الفنيين والتقنيين القانونيين مع خبراء وفد دي ميستورا لمناقشة ورقة المبادئ 12 نقطة حول أسس وأهداف العملية السياسية.
وقال الجعفري، وفي تصريح صحفي عقب جلسة المحادثات، وفق ما نقلت وكالة «سانا»: «أستطيع أن أقول لكم إننا بدأنا اليوم (الثلاثاء) مناقشة جدية لموضوع مكافحة الإرهاب أي ما يسمى السلة الرابعة ونعتبر أن المناقشات التي دامت نحو الساعتين ونصف الساعة اليوم حول هذا الموضوع أي مكافحة الإرهاب تعتبر مدخلا مهما لاستكمال مناقشة هذا الملف الذي هو أولوية الأولويات بالنسبة لوفد الجمهورية العربية السورية».
وأكد الجعفري أن ملف مكافحة الإرهاب «يجب أن يكون أولوية الأولويات بالنسبة لجميع دول العالم لأن الإرهاب أضحى ظاهرة دولية أصابت أهم عواصم الغرب والشرق الأوسط والشرق بشكل عام وإفريقيا وكل الدنيا»، مضيفاً «ما كنا نحذر منه على مدى سنوات من أن هذا الإرهاب ظاهرة عالمية ستصيب حتى رعاتها تحقق الآن».
وبين «أنه يجري الآن اجتماع خبراء وفدنا من الفنيين والتقنيين القانونيين مع خبراء وفد دي ميستورا لمناقشة ورقة المبادئ 12 نقطة حول أسس وأهداف العملية السياسية».
وعقد وفد سورية حتى الآن جلستي مباحثات مع دي ميستورا في إطار الجولة السابعة من الحوار السوري السوري.
وكان دي ميستورا، أكد في لقاء خاص مع وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء في جنيف أنه ينوي إجراء أربع جولات من الحوار السوري في جنيف حتى نهاية العام الحالي. وقال: «نأمل أن تكون لدينا بنهاية هذا العام صورة مختلفة في سورية».
وأقر ميستورا في مقابلة مع وكالة «نوفوستي» الروسية، بأنه من السابق لأوانه الحديث عن دمج أطياف المعارضة المشاركة في مفاوضات جنيف في وفد موحد، لكنه أكد أن الأمم المتحدة تلاحظ تقدما نحو صياغة مواقف موحدة للمعارضة.
وقال: «اليوم توصلنا لأول مرة إلى تلاقي مواقف (أطياف المعارضة السورية). ويمكنني أن أقول إن المعارضة، كما تبدو، تتحرك نحو صياغة موقف موحد من مسائل الدستور. علاوة على ذلك، يتحركون نحو مواقف موحدة من المبادئ الـ12 الأساسية المتعلقة بمستقبل سورية والتي تقبلها كذلك الحكومة السورية».
وكشف المبعوث الأممي أن «ممثلي مختلف منصات المعارضة لم يعودوا متفرقين، بل يعملون معاً في غرفة واحدة مع الفريق الأممي من أجل التوصل إلى مواقف موحدة».
واستطرد قائلاً: «قبل عام كان من المستحيل حتى أن أتصور مثل هذا الوضع. إنهم (المعارضون) كانوا يرفضون الاعتراف ببعضهم البعض». وتابع: «كان ذلك بالنسبة لي مفاجأة سارة، عندما وجدت كم نقطة تلاق يمكنهم أن يجدوا فيما بينهم. إنهم ليسوا بعيدين عن بعض المواقف التي سبق للحكومة أن حددتها: «السيادة ووحدة الأراضي وسلامتها، وحماية مؤسسات الدولة وإلخ».
وأوضح دي ميستورا، «في الوقت الراهن أشاهد مقاربة ناضجة جداً، لأنهم يلاحظون أن الدول الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة بدأت فعلا في بحث سبل إنهاء هذا النزاع».
وتابع: إن «المناقشات الفنية بمشاركة وفود المعارضة والحكومة في جنيف ستتعلق ليس بمسائل صياغة الدستور فحسب، بل ستتناول «السلال» الثلاث الأخرى، وهي إدارة البلاد ومحاربة الإرهاب وإجراء الانتخابات».
كما أكد المبعوث الأممي أنه «يجب أن يشارك الأكراد في صياغة الدستور الجديد أو تعديل الدستور الحالي».
وأوضح، أن جنيف تشهد حالياً «مناقشات فنية حول جدول الأعمال وطابع العملية»، وليس عن مضمون الدستور نفسه. وتابع: «عندما يحين الوقت سيكون من الصعب أن نتجاهل صوت الأكراد السوريين». وأضاف إنه يتلقى دائماً تأكيدات أن هناك تمثيلا للأكراد في كافة أطياف المعارضة السورية.
وأكد المبعوث الأممي، أنه عندما يبدأ السوريون في صياغة دستورهم فعلا، ستشارك في هذه العملية كافة مكونات المجتمع السوري.
وبين دي ميستورا، أن قادة العالم أصبحوا يركزون معا على إيجاد الأولويات التي من شأنها أن تسمح بتسوية الأزمة في سورية، موضحاً أن «الأولوية أصبحت عند الجميع الآن محاربة تنظيم داعش وتحرير مدينة الرقة ورفع الحصار عن دير الزور وإيصال المساعدات الإنسانية إضافة إلى كيفية تحقيق الاستقرار في البلاد والذي يأتي فقط عبر الحل السياسي».
من جانبها، عقدت المعارضات بمنصاتها الثلاث (موسكو، الرياض، القاهرة)، أمس، اجتماعاً تنسيقيا لتبادل الآراء، هو الثاني لها في يومين على هامش المشاركة في «جنيف 7».
وقال رئيس وفد منصة «القاهرة»، فراس الخالدي: وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «لدينا اجتماع ثان اليوم بين الوفود المعارضة الساعة 20.30 (18.30 غرينيتش) لتبادل الآراء وتنسيق الرؤية».
وأكد الخالدي، أن «وفد المعارضة بمنصاتها الثلاث أكد لـدي ميستورا على الاتفاق التقني بين الوفود». وأضاف: إن «الوفود اتفقت على سلة الدستور وجزء من سلة الانتخابات وملفات أخرى تتعلق بورقة دي ميستورا».
وفيما تسعى «منصة الرياض» ووسائل الإعلام الخليجية الداعمة لها للإيحاء بأجواء من التفاؤل تخيم على جولة جنيف الحالية بما يوحي بقرب موعد الحل للأزمة التي أدمت سورية والسوريين على امتداد سبعة أعوام، يرى مراقبون في دمشق أن هناك مجموعة من التطورات التي دفعت تلك «المعارضات» وداعميها لبث التفاؤل.
فالأزمة الخليجية أدت إلى تصدع «الهيئة العليا للمفاوضات» لاختلاف ولاءاتها بين تيار مؤيد لقطر، وآخر يدعم فريق المقاطعة، مما دفع بهم باتجاهات جديدة بحثا عن ملجأ جديد لهم سواء في منصتي «موسكو» و«القاهرة»، وهو ما يظهر جلياً بما يثار من أنباء عن اجتماعات إيجابية بين وفود تلك المنصات ووفد الرياض.
كما أن لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب على هامش قمة الـ«20» الأخيرة في هامبورغ، واتفاقهما المفاجئ على وقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية، وقبول واشنطن بالواقع، بعث رسالة واضحة للمسلحين على الأرض والمعارضين في جنيف، دفعتهم نحو البحث الجدي عن اتفاق وعدم العرقلة على غرار الجولات السابقة.
كذلك هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في الموصل، وتضييق الخناق عليه في الرقة، دفع بالمعارضة وداعميها للبحث عن حل قبل نهاية داعش التي احتموا بها طويلا، بحسب المراقبين.