لماذا يركز الجيش السوري عملياته على عين ترما – جوبر؟

لماذا يركز الجيش السوري عملياته على عين ترما – جوبر؟

أخبار سورية

الأربعاء، ١٢ يوليو ٢٠١٧

تتدافع وتتسابق في الميدان السوري المعارك في الميدان من جهة ، وخطوط المفاوضات ومشاريع التسويات من جهة اخرى ، وهذه المعارك التي يبدو ان الجيش العربي السوري ، ومدعوما من حلفائه وعلى رأسهم الروس ، بدا يحسمها بالكامل ، لدرجة ان الاطراف الاخرى اقتنعت وقبلت بما كانت ترفضه بالامس ، خصوصاً لناحية شروط التفاوض والتسويات ، وحيث غاب كليا المطلب الذي تمسك به سابقا اغلب اطراف الصراع والحرب على سورية ، الخارجيين والمحليين ، والذي هو لا حل بوجود الرئيس بشار الاسد ، فهذه الاطراف اليوم تحاول الحصول على الحد الادنى مما كانت لا تقبل به ابدا في السابق .

من هنا ، نجح إتفاف “وقف الأعمال القتالية” في سورية الذي فرضته روسيا، في ضرب المجموعات المسلحة في بعضها، وتعميق الإنقسام بينها، كون هذا الاتفاق لا يشمل كل من تنظيمي “جبهة النصرة- فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام” و”داعش” الإرهابيين، والفصائل المسلحة التي تدور في فلكهما. وبموجبه يمنع على أي فصيل “معتدل” التدخل أو مؤازرة المجموعات الإرهابية، عندما يستهدفها الجيش السوري أو الطيران الحربي التابع لروسيا أو قوات التحالف الدولي، وهذا حتما سيؤدي في ظل هذا الاتفاق الى الإقتتال بين مختلف التنظيمات المسلحة، لاسيما بين “داعش” و “النصرة” من جهة، وبين سواها ممن يلتزم الاتفاق المذكور أعلاه .

و عليه ، وبعد سريان هذا الاتفاق، يعمل الجيش السوري وحلفاؤه على توسيع نطاق “درع العاصمة” دمشق في إتجاه الجنوب، وللغاية شن هجوماً واسعاً على محور عين ترما- جوبر، وذلك لفصل جوبر عن حرستا، وحيث تشكل الأولى أبرز معاقل “فيلق الرحمن”، المدعوم من إمارة قطر ، فقد سبق ذلك استعادة منطقة القابون المحاذية لدمشق، بهدف تأمين حماية أمن العاصمة دمشق من الجهة الشمالية الشرقية وخصوصاً من اتجاه الغوطة الشرقية ، بالاضافة لتامين طريق دمشق – حمص ، بحسب ما تؤكد مصادر ميدانية متابعة .

وتشيرهذه المصادر إلى أن الجيش السوري يعمل الآن على تثيبت نقاطه ومواقعة في القطاع الجنوبي للغوطة، لكي يتمّكن من التقدم في إتجاه القطاع الشمالي، أي نحو دوما وحرستا، في حال أراد ذلك، علماً أن هاتين المنطقتين تخضع بغالبيتهما لسيطرة “جيش الاسلام”، ويشملهما اتفاق “خفض التوتر.”

وفي الجنوب، تحديداً في درعا، فقد توصلت الولايات المتحدة وروسيا والأردن إلى اتفاق لوقف إطلاق النار جنوب غربي سوريا ، دخل حيز التنفيذ منذ صباح الاحد ، بالتنسيق بين غرفة عمان وقاعدة حميميم، نظرا لحساسية المنطقة ، خصوصا لجهة تماسها، مع “إسرائيل ” .

وبالانتقال الى البادية، لم يعبأ الجيش العربي السوري بالحشود التي جهزها «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، فواصل تقدمه في منطقة البادية بريف حمص الشرقي، لتطهير المنطقة الممتدة بين هذا الريف والعراق، بحسب المصادر الميدانية نفسها .

ويترافق تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه في وسط البادية مع تقدم “قوات سورية الديموقراطية”، التابعة لحزب العمال الكردستاني نحو مدينة الرقة، عاصمة “داعش” في سورية، بالتنسيق مع واشنطن، رغم معارضة أنقرة للعملية، خوفاً من نشوء كونتون كردي شرق نهر الفرات يمتد الى حدودالموصل .

ويبقى حجر الاساس في خطط الجيش العربي السوري هو تحضيره للقيام بهجومٍ كبير، تحت غطاء جوي روسي، على المنطقة الممتدة من دير الزور في الشرق وصولاً الى الغوطة الشرقية في الوسط ، وتعقيباً على هذه المعلومات والتحليلات، تبدي مصادر في المعارضة ريبتها من تقسيم سورية ، وفقاً لخارطة قديمة ، وإعادة إنشاء كونتون غرب الفرات تحت النفوذ الروسي، وآخر شرق الفرات تحت النفوذ الأميركي، مؤكدة أن هذا الأمر يتهدد خرائط المنطقة بأسرها .