نهاية الحرب على سورية؟

نهاية الحرب على سورية؟

أخبار سورية

السبت، ١٥ يوليو ٢٠١٧

 لم یكن للسعودیة وتركیا و«إسرائیل» رغم المال والسلاح والاستخبارات القدرة على شن حرب تستھدف سوریة ورئیسھا، الذي صارت إطاحته شعار الحرب وھدفھا، لولا التغطیة الأمیركیة والأوروبیة ممثلة خصوصاً بفرنسا التي يسلم لھا حلفاؤھا الغربیون بخصوصیة الدور التاریخي في سوریة ولبنان وقد صار واضحاً ان الحرب بما هي مال وسلاح وإعلام، ھي رجال أیضاً وأ ّن تركیا والسعودیة و«إسرائیل» قاتلوا بتنظیمي القاعدة والإخوان المسلمین وصولا لداعش، وما كان ھذا لیتم لولا التغطیة ومتفرعاتھما الأمیركیة الفرنسیة

 من الواضح أ ّن القناعة الأمیركیة الفرنسیة بلا جدوى مواصلة الاستثمار على خیار الحرب لتحقیق الأھداف ذاتھا، قد ُحسمت، فسقف ما تتيحه مواصلة الحرب لیس السیطرة على سوریة ولا إطاحة رئیسھا، بل خوض حرب استنزاف تعني تمكن التشكیلات المتطرفة من شن حروبھا الخاصة التي تھّدد أمن أوروبا من جھة، وتغرقھا بسیل النزوح الذي یھّدد استقرارها الاقتصادي والاجتماعي والاجتماعي والامني وتعني تجذرا لمعادلتي حزب الله والأكراد، اللتین تصیبان، في الصمیم أمن تركیا و«إسرائیل»، بینما تبدو السعودیة أضعف من مواصلة الاھتمام بالحرب السوریة كأولویة، وھي غارقة في حرَبْیھا لإسقاط قطر وإخضاع الیمن بلا طائل.

یلتقي الرئیسان الأمیركي دونالد ترامب والفرنسي إیمانویل ماكرون بعد لقاءات رئاسیة لكل منھما مع الرئیس الروسي فلادیمیر بوتین لیكون الحدیث بوضوح عن سقوط مشروع إطاحة الرئیس السوري كھدف للحرب، والتو ّجه لأولویة الحرب على الإرھاب، التي دعا إلیھا الرئیس السوري منذ البدایات، ویجري التمھید لحل سیاسي یقول الفرنسیون إنه یمر بحكومة مو ّحدة تضّم معارضین وموالین في ظل رئاسة الرئیس السوري، تجمع قدرات السوریین في الحرب على الإرھاب، وتخّیر الفصائل المسلحة بين الانضمام لهذه الحرب تحت قيادة الجيش السوري او الانضمام للتنظيمات الارهابية وتضع الحكومة المو ّحدة دستوراً جدیداً وتتولى بمعونة أممیة إجراء انتخابات برلمانیة ورئاسیة، وھو برنامج الرئیس السوري منذ مطلع العام 2013 للحل السیاسي.

عندما تعلن قیادة الحرب التخلي عن الھدف الذي خاضتھا لأجله، وعندما یصیر للحرب شعار وھدف ھو الذي یتبنّ الخصم الذي كانت الحرب تھدف لإطاحته، وعندما یصیر للحل السیاسي روزنامة وجدول الأعمال ھو الذي اقترحه مبكراً ھذا الخصم، فھذا یعني أن الحرب قد انتھت، وأ ّن ما ھو قائم حروب فرعیة ولدت على ھامش الحرب الأصلیة، وصارت لھا قوة دفعھا الخاصة، فالحرب لم تخضھا الدول الكبرى بجیوشھا، كي توقف إطلاق النار وتجلس لمائدة التفاوض، بل خاضتھا بواسطة عصابات لھا مشروعھا وأیدیولوجیاتھا ومصالحھا، وقد صار التخلّص منھا ھدفاً مشتركاً وطریقاً لوقف الحرب، وھذه أعراض الحروب بالوكالة عموماً.

عندما یصیر النصر على داعش له طریق واحد ھو القبول بدور لحزب الله الذي أنشئ داعش و ُجلب لضربه، وعندما یصیر تفادي خطر حزب الله على أمن «إسرائیل» یستدعي تسلیم الجیش السوري طوعاً مناطق المسلحین القریبة من الحدود، بعدما جرى دعم ھؤلاء المسلحین لضرب الجیش السوري وإخراجه من هذه المناطق فهذا يعني ان الحرب التي عرفناها قد انتهت وان ما يجري امامنا هو حرب اخرى مختلفة تماما.


البناء