طائرات "دبلوماسية" تحمل سلاحاً للإرهابيين بسورية!

طائرات "دبلوماسية" تحمل سلاحاً للإرهابيين بسورية!

أخبار سورية

الخميس، ٢٠ يوليو ٢٠١٧

كشفت إحدى الصحف البلغارية عن تهريب سلاح للإرهابيين في سوريا والعراق على متن طائرات دبلوماسية.
الصحفية البلغارية ديليانا غيتاندزيفا (Dilyana Gaytandzhieva) كتبت تحقيقاً مطولا عن الموضوع وعرضت فيه وثائق وصلتها عن طريق مصدر مجهول.
وتكشف هذه الوثائق المسربة عن تورط شركة الطيران الحكومية الأذريّة "سلك واي إيرلاينز" وطائرات سلاح الجوي الأذري في نقل شحنات أسلحة إلى الإرهابيين في مناطق تشهد حروباً وتوترات داخلية، كسوريا والعراق والكونغو وأفغانستان.
وتعرض الكاتبة وثائق تثبت وجود صفقات أبرمتها دول كالولايات المتحدة، والسعودية، لشراء السلاح من دول أوربا الشرقية ليتم بيعها لـ"المعتدلين"، كما بينت كيفيّة استغلال الإعفاءات من التفتيش والضرائب التي تتمتع بها الرحلات الدبلوماسية، في نقل سلاح وبضاعة خطرة على متن الطائرات المدنية.وأكدت ديليانا قائلة: "لقد وصلتني الوثائق التي تثبت تورط شركة الطيران الأذرية في تزويد الإرهابيين بالسلاح من خلال حساب "تويتر" من مجهول الهوية يطلق على نفسه اسم "أنينيموس بلغاريا ".
مضيفة: "تتضمن الملفات التي تم تسريبها مراسلاتٍ بين وزارة الخارجية البلغارية وسفارة أذربيجان في بلغاريا مرفقة بوثائق عن صفقات سلاح وطلبات "تخليص دبلوماسي" خاصة بالتحليق أو الهبوط في بلغاريا والكثير من البلدان الأوربية وأمريكا والسعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا، على سبيل المثال لا الحصر".
وبحسب هذه الوثائق وفّرت شركة سلك واي إيرلاينز الأذريّة رحلات طيران "دبلوماسية"مخصصة أساساً لنقل كبار المسؤولين والشخصيات الدبلوماسية، لشركات خاصة، وشركات تصنيع أسلحة من دول، كأمريكا، والبلقان و"إسرائيل"، وكذلك للجيشين السعودي والإماراتي ولقيادة العمليات الخاصة الأمريكية، والقوات الألمانية والدانماركية الموجودة في أفغانستان، والقوات السويدية في العراق.
وتحت عنوان فرعي "الولايات المتحدة ترسل أسلحة للإرهابيين بقيمة مليار دولار" قالت الصحفية: تعدّ الشركات الأمريكية، التي تزود الجيش الأمريكي وقيادة العمليات الخاصة الأمريكية بالسلاح، من بين الزبائن الرئيسين لـ"رحلات الطيران الدبلوماسية لأغراض نقل السلاح" التي توفرها سلك واي إيرلاينز، وأما الشيء المشترك في هذه الحالات أنه تم فيها جميعاً توريد أسلحة غير أمريكية الصنع، ما يعني أنها لن تستخدم من قبل القوات الأمريكية.
ذلك إلى أنه وفقاً للسجل الأمريكي الاتحادي للعقود، فإنه وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، مُنحت الشركات الأمريكية عقوداً قيمتها الإجمالية مليار دولار أمريكي، ذلك بموجب برنامج خاص للحكومة الأمريكية لتوريد أسلحة غير أمريكية. وتم جميع عمليات التوريد هذه بوساطة شركة سلك واي إيرلاينز ، وفي بعض الحالات، وعندما كان هناك نقص في طائرات سلك واي إيرلاينز بسبب برنامج الشركة المزدحم بالرحلات، كانت طائرات تابعة للقوى الجوية الأذريّة  تقوم بنقل الشحنة العسكرية، رغم أن الأسلحة لم تصل أبداً لأذربيجان.
وتحت عنوان "السعودية تمول شراء الأسلحة وتوزيعها" تقول الصحفية: "السعودية البلد الآخر الذي قام بما قامت به الولايات المتحدة، إذ اشترت كميات كبيرة من السلاح من أوروبا الشرقية وصدرتها على متن الرحلات "الدبلوماسية" الخاصة بشركة سلك واي إيرلاينز.  ففي 2016 و2017، كان هناك ثلاث وعشرون رحلة طيران "دبلوماسية" تحمل السلاح من بلغاريا، صربيا وأذربيجان إلى جدة والرياض. وكانت الجهات المرسل لها السلاح هي ميليتاري بلانت في أم زد وترانزموبايل من بلغاريا، و يوغوإيمبورت، من صربيا، وسيهاز -أذربيجان.
ولا تشتري السعودية تلك الأسلحة لنفسها، إذ إن الجيش السعودي يستخدم فقط الأسلحة الغربية الصنع وتلك الأسلحة ليست متوافقة مع مقاييسه العسكرية. ولذلك، فإن الأسلحة التي تم نقلها على متن رحلات الطيران "الدبلوماسية" انتهت في أيدي الإرهابيين في سوريا واليمن الذين تعترف السعودية بدعمهم بشكل رسمي. كما توزع السعودية شحنات عسكرية في جنوب القارة الأفريقية-وهي منطقة تعاني من الحروب من أجل السيطرة على الذهب والألماس اللذين وجدا في البلدان الأفريقية.
"رحلات طيران دبلوماسية تحمل الفوسفور الأبيض الفتّاك"
تابعت الصحفية: لقد نقلت شركة سلك واي إيرلاينز في 31 مارس/آذار 2015، 26 طناً من شحنات عسكرية بما في ذلك الفوسفور الأبيض من صربيا (الجهة المصدرة: يوغإمبورت) و63 طناً من بلغاريا (الجهة المصدرة: شركة أرسينال). أما في 22 مارس/ آذار، فقد تم تصدير 100 طن أخرى من الفوسفور الأبيض من يوغإيمبورت في بلغراد، إلى كابول ولم يتم إرفاق أية عقود مع وثائق تلك الرحلات.
وفي 16 آذار 2016، حملت رحلة طيران أخرى تابعة لشركة سلك واي إيرلاينز 40 طناً من الحمولة (الأسلحة) من سلوفانيا إلى أربيل، وكانت الجهة المُصدّرة هي إيلدون أس.أر.أو (سلوفاكيا)، في حين كان المستورد – شركة وايد سيتي ليميتد في أربيل، وكان المستقبل النهائي هو حكومة كردستان.
وفي نهاية تحقيقها قالت الصحفية البلغارية "لقد حاولت التواصل مع جميع الأطراف المعنية الواردة في تحقيقي هذا، ولكنني لم أحصل على أي تعليق".