عودة المعسكرات الإنتاجية الصيفية.. أحلام كبيرة وفرص عمل مستقبلية للشباب

عودة المعسكرات الإنتاجية الصيفية.. أحلام كبيرة وفرص عمل مستقبلية للشباب

أخبار سورية

الجمعة، ٢١ يوليو ٢٠١٧

مع إعلان حمص مدينة آمنة، بدأت كل مظاهر الحياة بالعودة، ولطالما كانت المعسكرات الجامعية الإنتاجية دليل عمل، وفرصة لتطبيق ما تعلّمه الطلاب خلال العام الدراسي على أرض الواقع، وبالإضافة إلى ذلك فالمعسكرات الإنتاجية الجامعية في جامعة البعث تحقق الفائدة العلمية من خلال التصاق الطلاب بالبيئة، والاستفادة من الطاقات البشرية  لتنفيذ أعمال حقلية تفيد الجامعة والوطن، بالإضافة إلى تنمية روح العمل الجماعي، والمواطنة، والجانب الثقافي التوعوي من خلال محاضرات في الجامعة.

حالة إيجابية

الرفيق الدكتور محمد عيسى، أمين فرع جامعة البعث للحزب، قال:  المعسكرات حالة إيجابية، الغاية منها تمكين الطلاب من الناحية العملية، والعلمية، والاجتماعية الرفاقية، ونحن نعمل على زرع روح المحبة والتعاون بين طلابنا ضمن مؤسساتنا التعليمية، والجامعة وطن مصغر، ومن يحافظ على وطنه يحافظ على بيته، وبالتالي يتم بناء الوحدة الوطنية لدى أبنائنا الطلبة، كما نثبت حالة التواصل، ومعرفة الآخر، ونحن في الجامعة نشكّل رديفاً لانتصارات الجيش العربي السوري، وكما ينتصر أبطالنا في الميدان ننتصر نحن في الجامعة بالعلم والإنتاج، ولا شك في أن هذا الوطن قوي بلحمة شعبه، والتفافه حول جيشه، وحامل راية نصره الرئيس بشار الأسد.

تطبيقات عملية

د. محمد المصري، مدير المعهد التقاني بجامعة البعث: كنا تابعين سابقاً لوزارة الزراعة، ومن ثم إلى وزارة التعليم العالي، جامعة البعث، ويضم المعهد ثلاثة اختصاصات: البستنة– الزينة وتزيين الحدائق- والإنتاج الحيواني، وهي اختصاصات مرتبطة باحتياجات السوق المحلية، وإمكانية إقامة منشآت  صغيرة للطالب بعد التخرج، ولا تحتاج لتكاليف عالية، وقد توقفت المعسكرات الإنتاجية خلال السنوات الماضية بفعل الإرهاب، وصعوبة وصول الطلبة إلى أماكن التطبيقات العملية.

وبعد عودة الأمان، عادت المعسكرات، باعتبار أن المعسكر الصيفي إلزامي للسنتين الدراسيتين الأولى والثانية لمدة شهر كامل تم تقسيمه لفترتين (لتقليل تكاليف التنقل للطلاب)، 15 يوماً بالوحدات الإرشادية التابع لها الطالب بالمدن والبلدات والقرى، و15 يوماً في الجامعة ضمن المساحات الخضراء، ومبنى المعهد الزراعي القديم على طريق حماة، والهدف من وجود الطالب في الوحدة الإرشادية الاطلاع على الواقع الزراعي في المنطقة،  وأهم المحاصيل الزراعية من قبل مهندسين مختصين، وفي الجامعة يتم تدريبهم على تقليم الأشجار المثمرة والعادية، بالإضافة للعناية بالحدائق، والتعامل مع الأدوات الزراعية، وكافة الأعمال المرافقة للطلبة، إلى جانب برنامج محاضرات من كليات: التربية، والزراعة، والبيئة حول التقانة  والطاقة الحيوية، وثقافة المواطنة، والعمل الطوعي، والتكنولوجيا، إضافة لمحاضرات سياسية، ترسيخاً لخلق تشاركية عالية بين الطلاب، أهميتها قبول الآخر، وهدم هوة الاختلافات الصغيرة، وكسر الحواجز.

إغناء تجربة الطلبة

المهندس لؤي بحبوح، معاون مدير المعهد للشؤون العلمية قال: تنفيذاً لقرار وزارة التعليم العالي، عادت المعسكرات الصيفية، وأعمال طلابنا الخريجين أقرب للتطبيق العملي، حيث يبلغ حوالي 40% من المقررات، والمعسكر متمم للمواد التي درسها الطالب خلال السنة، ولا يتم منحه مصدقة تخرج أو وثيقة قبل خضوعه للمعسكر، ونحن نقوم بتقسيم الطلاب إلى مجموعات بالتدريب ضمن حدائق الجامعة والمدينة، يرافقهم مهندسون زراعيون مشرفون، وأضاف: بعد إتمام فترة تدريبه بالإرشادية، يقدم الطالب حلقة بحث عن المواضيع التي تم التدريب عليها في  المعسكرات.

أما المهندسة عفراء اسكندر، مدرّسة بالمعهد، ومشرفة على مجموعة تدريب، فقالت: نحاول إغناء تجربة الطلبة، وتعريفهم بكل ما يحتاجونه حول الزراعة، وتزيين الحدائق، والإنتاج الحيواني، والمعسكر بحد ذاته إنتاجي تدريبي، نحاول قدر الإمكان تطبيق ما نعلّمه نظرياً على الواقع من تقليم، ورش مبيدات، وعناية، وسواها، والأهم هو خلق روح التعاون والعمل الجماعي، والمحبة الضرورية لإعادة بناء ما خرّبته الحرب.

تجاوزنا حاجز الخجل

الطالبة هبة محمد قالت: في البداية خجلنا من ردات فعل زملائنا، وهم أيضاً كذلك، وبعد الاندماج بالعمل، وبمعاونة المشرفين، تم تخطي ذلك، ونحن نعمل بشكل طبيعي الآن بتنظيف الأرض من الأعشاب اليابسة والضارة، ونقوم بكافة الأعمال الزراعية معاً، والتي تقدم خبرة ضرورية لنا لاحقاً، والمعسكر فرصة جميلة للانصهار ببوتقة العمل الجماعي، والآن أصبحنا أكثر قرباً وفهماً وشعوراً بالألفة كزملاء، وهذا برأيي جانب مهم من أهداف العمل أيضاً، وهو التركيز على الجانب الاجتماعي، فالعمل الزراعي بحد ذاته ليس عملاً فردياً، وأشكر المدربين، وأتمنى كل التوفيق لزملائي.

سمر محفوض