أحداث إدلب بين سعي «الهيئة» للانخراط في التسوية ورغبة أميركية بتحويل المحافظة إلى موصل ثانية

أحداث إدلب بين سعي «الهيئة» للانخراط في التسوية ورغبة أميركية بتحويل المحافظة إلى موصل ثانية

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٦ يوليو ٢٠١٧

اعتبر قادة في الميليشيات المسلحة في إدلب أن معركة «هيئة تحرير الشام» التي تعتبر جبهة النصرة الإرهابية أبرز مكوناتها، ضد ميليشيا «حركة أحرار الشام» في إدلب تهدف إلى «إعداد الهيئة للانخراط في عملية التسوية الجارية في سورية»، في حين اعتبر مراقبون، أن انتصار «الهيئة» كان بسبب رغبة أميركية بصبغ المنطقة بصبغة رايات «القاعدة» تمهيداً لفتح معركة في إدلب على غرار معركة الموصل في العراق.
واعتبر أحد القادة العسكريين في الميليشيات المسلحة في إدلب، المقدم الفار أحمد، أن معركة «تحرير الشام»، ضد «أحرار الشام» في إدلب، والتي تمكنت فيها «الهيئة» من طرد «الحركة» من المنطقة، تهدف إلى «إعداد الهيئة للانخراط في عملية التسوية الجارية في سورية»، مشيراً إلى «إمكانية أن تفتح الهيئة جبهات قتال» مع الجيش العربي السوري بهدف كسب رضا الحاضنة الشعبية التي خسرتها.
وقال أحمد في حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: «الهيئة مارست الدمج بالقوة مع بقية الفصائل وهي بصدد تغيير اسمها بعد الدمج وتصبح هيئة التحرير الشعبية، وأن تنشئ إدارات وشرطة مدنية لكي تكون جاهزة للتسوية».
وأضاف: «من المتوقع أن تصدر هيئة تحرير الشام اليوم (الثلاثاء) بياناً، بحيث تذوب مع بقية الفصائل، وتشكل هيئة التحرير الشعبية على أن تنخرط وتسلم الإدارات المدنية، وأن يذوب أنصار القاعدة مع الباقين».
ووضع احتمال ثاني بأن «تبقى الهيئة فارضة سيطرتها وتفتح جبهات قتال مع الجيش السوري بريف حماة وحلب لكي تعيد الحاضنة الشعبية التي خسرتها، وهناك العديد من القرى التي خرجت ضدها بتظاهرات، كما يوجد مدن منعوهم من دخولها كسراقب والأتارب».
وأشار إلى أن «تسليم الهيئة لمعبر باب الهوى إلى إدارة مدنية كان تجنبا لإغلاقه، إن سيطرت عليه بشكل مباشر»، وقال: «معبر باب الهوى بحسب الاتفاق ستستلمه إدارة مدنية غير تابعة لأي جهة، هذه الإدارة المدنية لكي لا يكون المعبر تحت سيطرة من يوصمون بالإرهاب، وبالتالي يتم إغلاقه، وهذا ما اضطرهم إلى تسليمه لإدارة مدنية».
من جهته رأى الخبير بشؤون التنظيمات المسلحة، محمود الأفندي، أن «انتصار الهيئة في معركتها ضد أحرار الشام كان بسبب رغبة أميركية بصبغ المنطقة بصبغة رايات القاعدة، تمهيدا لفتح معركة في إدلب السورية على غرار معركة الموصل في العراق».
وقال الأفندي بحسب «سبوتنيك»: «عندما اتجهت بعض الفصائل لمساعدة أحرار الشام من دون قرار من واشنطن، قام الطيران الأميركي بدرئهم عن مساعدة أحرار الشام، وهذا كله يعني أن الأميركيين كانوا ضد فكرة انتصار أحرار الشام في هذه المعركة، مما أدى إلى تراجع الأحرار بشكل نهائي عن إدلب التي أصبحت تحت السيطرة الكاملة لهيئة تحرير الشام».
وأردف الأفندي «هذا يعني أن الأميركيين قرروا أن يصبغوا هذه المنطقة بالصبغة السوداء لتحويلها إلى موصل ثانية، وهي نفس التجربة التي قاموا بها في الموصل ووجدوا أنها ناجحة، فقرروا نفس القرار، وهذا يعني نهاية عدد كبير من المدنيين، والوضع هنا أخطر من الموصل لأنه يوجد عدد كبير من الفصائل الصغيرة في هذه المنطقة، وذلك سيؤدي لاشتعالها أكثر من الموصل التي كانت تحت سيطرة تنظيم واحد».
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، فقد «قامت هيئة تحرير الشام بتنفيذ عملية إعدام في مدينة إدلب، بعد يوم من سيطرتها على المدينة»، حيث «أعدم عناصر من الهيئة شخصين»، اتهمتهما بـ«التورط في تفجيرات بإدلب»، وأطلق عليهما النار عند دوار الزراعة.