واشنطن تقرّ بالوجود الروسي والإيراني في سورية: نتاج أخطاء أوباما

واشنطن تقرّ بالوجود الروسي والإيراني في سورية: نتاج أخطاء أوباما

أخبار سورية

الخميس، ٢٧ يوليو ٢٠١٧

حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب طمأنة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى حزمه تجاه سورية، وإن أقر بالوجودين الروسي والإيراني في هذه الدولة، أوحى بأنه يتعامل معهما بحكم الأمر الواقع وكنتيجة لأخطاء سلفه باراك أوباما، في حين أشارت الدبلوماسية الروسية إلى لقاء مزمع لوزير خارجية روسيا والولايات المتحدة الشهر المقبل، على حين تلبدت الأجواء ما بين موسكو وواشنطن مع إقرار الكونغرس حزمة عقوبات على روسيا.
وفيما يبدو أنه رد على انتقادات طالت اتفاقه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن جنوب غرب سورية، اعتبر ترامب أن الوجود الروسي والإيراني في سورية، ليس إلا نتيجة لأخطاء ارتكبتها إدارة أوباما. وقال في مؤتمر صحفي بختام مباحثاته مع الحريري: «لو قام الرئيس أوباما بتنفيذ ما كان يجب عليه القيام به، فحسب اعتقادي، لم نكن لنرى أي وجود لروسيا وإيران في سورية اليوم».
ورداً على سؤال حول نظرته تجاه الرئيس بشار الأسد، قال ترامب: «لست من المعجبين به»، وزعم بأن السلطات السورية شنت هجمات بالغازات السامة «عدة مرات» في عهد سلفه باراك أوباما متخطيةً «الخطوط الحمراء».
وتقوم إستراتيجية ترامب في سورية على التعاون مع روسيا أجل تحقيق المصالح الأميركية في المنطقة (ضرب داعش – ضمان أمن العراق وإسرائيل). وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن التعاون مع روسيا أصبح «محورياً» لإستراتيجية الإدارة الأميركية في سورية، حيث يعتمد المخططون العسكريون الأميركيون على موسكو لمنع قوات الحكومة السورية وحلفائها (من القوات الإيرانية والمجموعات العراقية وحزب اللـه اللبناني) من التدخل في العمليات التي يقوم بها التحالف الدولي ضد مسلحي داعش.
ولفتت الصحيفة إلى أن خطة إدارة ترامب تقوم في جزء منها على تقسيم سورية إلى مناطق ممنوعة على الطرف الآخر، قوات الجيش السوري وحلفاؤه الروس في حربهم ضد المسلحين، وقوات التحالف الذي تقوده أميركا لتدمير تنظيم داعش. وتتلخص إستراتيجية ترامب، بحسب «واشنطن بوست»، في الاعتماد على موسكو، وتأكيداتها بإمكانية إبقاء إيران في «حدودها» (وليس دحرها).
في غضون ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن بلاده لم تبدأ بعد بالعمل على تفاصيل اللقاء المحتمل بين سيرغي لافروف وريكس تيلرسون، خلال منتدى «آسيان» الإقليمي المرتقب عقده في بداية الشهر المقبل. ورداً على سؤال عن احتمال اللقاء، قال: «نحن لا نعمل بعد على تفاصيل محددة له»، واستدرك «لكن إذا لم يلتقيا، فهذا بنظري غير طبيعي».
وتمر العلاقات الروسية الأميركية بلحظة حساسة، خصوصاً مع تصاعد الجدل في واشنطن حول دور روسي مزعوم في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، وموجة معاداة روسيا في الأوساط السياسية الأميركية، والذي عبر عنه تصويت أغلبية أعضاء مجلس النواب الأميركي أول أمس لصالح فرض عقوبات جديدة على روسيا وإيران وكوريا الشمالية برغم اعتراض إدارة ترامب على التشريع.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أن الكرملين يمتنع عن تقييم مشروع القانون، على أن يعمل على تشكيل رده على ذلك بعد دراسة دقيقة.
وحذر النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع في «مجلس الاتحاد» الروسي، فرانتس كلينتسيفيش، من أن مشروع القانون قد يؤدي إلى استحالة التنسيق والتعاون الروسي الأميركي في مجال مكافحة الإرهاب، إن لم يؤد إلى دخول البلدين في نفق مظلم أو حرب باردة جديدة».