الجيش السوري على حدود الأردن من ناحية السويداء: خرق أم تنفيذ لاتفاق بوتين ترامب

الجيش السوري على حدود الأردن من ناحية السويداء: خرق أم تنفيذ لاتفاق بوتين ترامب

أخبار سورية

الأحد، ١٣ أغسطس ٢٠١٧

سيطرت قوات الجيش العربي السوري خلال اليومين الماضيين على كامل الشريط الحدودي السوري الأردني بمحافظة السويداء، في تحول جديد بمسار المعارك في البادية الشامية، خصوصاً وأن الجنود السوريين باتوا على مقربة من معسكر التنف بريف دير الزور الغربي الجنوبي والذي يتواجد فيه جنود أميركيين وبريطانيين.
جاء ذلك ضمن تحول أعقب اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، والذي أقرت فيه الولايات المتحدة، بأولوية النفوذ الروسي في سورية. وأفرز الاتفاق واقعاً جديداً. وذكرت مصادر أميركية ودولية بأن الأميركيين قرروا الانسحاب من معسكر التنف وسحب الميليشيات المسلحة منه إلى منطقة الشدادي. إلا أن جهود واشنطن للوصول إلى هذه الغاية تعقدت مع رفض مسلحي ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تقود تحالف «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، الترحيب بمسلحي الميليشيات في مدينة الشدادي جنوب محافظة الحسكة، خصوصاً أن تلك الميليشيات تريد إطلاق عملية تجاه دير الزور مستبعدةً تلك قوات «قسد» المدعومة من «التحالف الدولي» لمكافحة تنظيم داعش.
وبعد أن دخلت القوات السورية المناطق الحدودية في السويداء، تضاءلت سيطرة الميليشات المسلحة إلى منطقة حول معبر نصيب الحدودي بمحافظة درعا، وبات أمامها خيار تسليم المعبر استناداً إلى التوافق الروسي الأميركي.
ويبدو أن بوتين وترامب قد اتفقا على ترتيبات خاصة بجنوب سورية، لا تزال تتكشف، خصوصاً أنهما أنهيا مسألة الدعم الأميركي الاستخباراتي للميليشيات المسلحة، وقبول واشنطن بعدم اعتراض تقدم الجيش العربي السوري إلى دير الزور عبر السخنة، ودليل ذلك انسحاب الطائرات الأميركية من منطقة العمليات في السخنة، مقابل بدء الطيران الروسي التحليق لضمان تقدم الجيش العربي السوري.
وبعد معارك عنيفة في البادية الشامية، وسعت قوات الجيش العربي السوري سيطرتها جنوب شرقي البلاد قرب حدود الأردن، واقتربت من قاعدة التنف قرب حدود العراق التي تدرب فيها قوات أميركية وغربية ميليشيات من «الجيش الحر» لقتال تنظيم داعش الإرهابي.
وأوضح مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض رامي عبد الرحمن، أن الوجود العسكري هناك في الوقت الراهن يقتصر على قوات الجيش العربي السوري ومجموعات فلسطينية، وأخرى دربتها موسكو. وشدد عبد الرحمن على أن فرض قوات الجيش العربي السوري سيطرتها على الحدود الأردنية من جهة السويداء ما كان ليتم لولا وجود اتفاق روسي – أميركي، لافتاً إلى أن سير الأردن بهذا الاتفاق من خلال ما تم تداوله عن انسحاب مسلحي «جيش العشائر» الذي تدربه عمان، هو لتأمين حدودها. وذكر أن «لا مشكلة» لدى عمان بأن توجد قوات الجيش العربي السوري على الحدود طالما ستكون هذه الحدود ممسوكة ولا وجود فيها لعناصر داعش.
وكانت قوات الجيش السوري تمكنت الخميس، وفي تطور مفاجئ، من السيطرة على كامل حدود الأردن مع محافظة السويداء.
وأعلنت وسائل الإعلام المحلية الخميس، أن قوات حرس الحدود ثبّتت نقاطها في المخافر الحدودية في ريف السويداء الشرقي بعد السيطرة على 30 كلم من الشريط الحدودي مع الأردن، وقال التلفزيون العربي السوري أن «الجيش العربي السوري رفع علم الجمهورية العربية السورية على معبر أبو شرشوح عند الحدود السورية الأردنية».
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري: أن وحدات من قوات النظام بالتعاون مع «القوات الرديفة» سيطرت على مساحات واسعة ومرتفعات في منطقة سد الزلف، وهي تل الطبقة وتل الرياحي وتل أسدة وتل العظامي وبير الصوت ومعبر أبو شرشوح وجميع المخافر المنتشرة على الحدود مع الأردن بطول أكثر من ثلاثين كيلومترا، بعد مواجهات مع تنظيم داعش الإرهابي. إلا أن الميليشيات المسلحة في المنطقة أشارت إلى أن تقدم قوات الجيش العربي السوري جاء بعد انسحاب «أحرار العشائر» ودخوله إلى الأردن.
وأنهى تقدم الجيش العربي السوري وجود الميليشيات المسلحة على الحدود السورية الأردنية، داخل الحدود الإدارية في محافظة السويداء، إذ لم تتبق للميليشيات المسلحة منافذ خارجية، في شرق وجنوب شرقي سورية، سوى شريط على حدود ريف دمشق الجنوبي الشرقي مع الأردن، بالإضافة إلى شريط حدودي مع العراق ممتد على محافظتي ريف دمشق وحمص، والتي تضم معبراً حدودياً هو معبر التنف، الواصل بين سورية والعراق.
وسبق لصحيفة «الغد» الأردنية أن كشفت الخميس عن اجتماعات لرموز عشائر البادية وقيادات من ميليشيا «جيش أحرار العشائر» عُقدت في الأردن وسط تكتم شديد بمشاركة ممثلين عن الجيش الأميركي. ونقلت الصحيفة عن مصدر عشائري مشارك بالاجتماعات قوله «إن الاجتماعات تبحث قضايا أمن المخيم ووضع اللاجئين فيه، من حيث توفير خدمات الغذاء والصحة والمياه لهم، بالإضافة إلى عمل المجلس المحلي في المخيم وسبل دعمه، كي يقوم بمهامه الإنسانية في كل مجالات الحياة قدر المستطاع». لكن مصادر في ميليشيا «الجيش الحر» والتي نفت مشاركتها أو علمها بهذه الاجتماعات، وفي محاولة للتقليل من أهمية الانجاز الذي حققه الجيش العربي السوري، رجحت أن تكون هذه الاجتماعات مرتبطة بانسحاب مسلحي «جيش أحرار العشائر» من مراكز عسكرية في ريف السويداء الشرقي، وتسليمها لقوات الجيش العربي السوري من دون قتال، ومن دون التنسيق مع ميليشيا «الجيش الحر» التي تقاتل في البادية. وهو ما أشار إليه المسؤول الإعلامي لـميليشيا «قوات أحمد العبدو»، سعيد سيف، لافتاً إلى أن «جيش العشائر» انسحب من هذه المناطق دون أي إنذار أو بلاغ ليتقدم الجيش العربي العربي السوري ويسيطر عليها، الأمر الذي أربك ميليشيا «الجيش الحر» التي تقاتل في البادية.