الحرب في جوبر وقرب أقدم كنيس يهودي... هذه أهميتها!

الحرب في جوبر وقرب أقدم كنيس يهودي... هذه أهميتها!

أخبار سورية

الاثنين، ١٤ أغسطس ٢٠١٧

تقرع الحرب طبولها على أعتاب دمشق هذه المرة. فالنظام السوري بات مصمما على تنظيف اﻻطراف المطلة من العاصمة على الغوطة الشرقية عبر السيطرة على حي جوبر، مع العلم أن الغوطة الشرقية، والذي يشكل حي جوبر الإطلالة اﻻساسية عليها، تحولت ورقة ضغط يستعملها المعارضون عند الحاجة عبر توجيه صليات من الصواريخ تستهدف الحياة اليومية .

وفق المعطيات الميدانية، فإن المعركة بدأ التحضير لها في الفترة اﻻخيرة عبر المناوشات المتبادلة بين قوات النظام و"فيلق الرحمن" المتمركز في عمق منطقة جوبر امتداداً حتى عين ترما التي تطل على دمشق القديمة، حيث من المتوقع أن تشكل المنطلق للهجوم الكبير، وعنوانه طرد المسلحين وتأمين اﻻستقرار لدمشق بشكل نهائي.

يشار في هذا الصدد إلى أن فصائل المعارضة منذ بداية اﻻزمة، سعت حثيثا لتأسيس مناطق نفوذ عند محيط العاصمة دمشق، حيث شكل زهران علوش أولى المجموعات المسلحة وخلفه محمد علوش على رأس جيش اﻻسلام بصفته فصيلا اسلاميا معتدلا يدور في فلك قطر، كما أن جبهة "النصرة" نفذت أولى تفجيراتها جنوب العاصمة وحاولت استمالة مخيم اليرموك وحي القدم. ومع تغيير موازين القوى على اﻻرض بات "فيلق الرحمن متمركزاً في الغوطة الشرقية ويتحصن في جوبر بشكل اساسي.

تعد جوبر وعين ترما بداية جغرافيا اول المناطق خارج سور دمشق حيث تبدأ غوطة دمشق، وهو اليوم بمثابة صلة الوصل بين المعارضة المسلحة عند تخوم العاصمة ويشكل تهديدا مستمرا على قلب العاصمة، وما يسعى اليه الجيش السوري هو قطع شريان إمداد رئيسي مسلحي الغوطة الشرقية .

لذا تحمل السيطرة عليه أهمية استراتيجية ، كونها تشرف مباشرة على الأحياء المتاخمة للمدينة القديمة والمناطق المحيطة بها التي تسكنها غالبية مسيحية، مثل أحياء باب توما وباب شرقي والقصاع وساحة العباسيين والتي تستعملها المجموعات المسلحة كمدى حيوي لشن هجمات نحو عمق العاصمة.

كما يمكن اعتبار جوبر الخاصرة المؤلمة للنظام وللرئيس السوري بشار اﻻسد، نظرا إلى قربها من أعرق أحياء العاصمة التاريخية، لذلك تعمدت المجموعات استعمالها منصة إطلاق قذائف الهاون، بهدف تهشيم صورة النظام وخوض معارك مطلة على القصر الرئاسي في سفح جبل قاسيون .

يجمع الخبراء العسكريين على أن حملة جيش النظام لن تكون سهلة في السيطرة على منطقة جوبر وتحرير الغوطة الشرقية، خصوصا أنه جهز خلال سنوات الحرب الماضية من خلال الفصائل المعارضة. فثمة انفاق وتحصينات ومجهزة بمستشفيات تحت الأرض وغرف عمليات، تعوق حكما تقدم قوات النظام وقد تجعل مهمته شاقة ومكلفة عسكريا وبشريا .

على أن معركة جوبر لا تنحصر بالجانب الميداني فقط، إذ في جوبر يقع أقدم ثاني كنيس يهودي في التاريخ، وهو يحمل أهمية تراثية توازي آثار تدمر كونه مسجلا في التراث العالمي لليونسكو، وكان مقصدا سياحيا ودبلوماسيا قبل بداية الحرب السورية، و هذا ما يعطي معركة جوبر مدى تفوق العوامل الداخلية في سوريا صوب اعتبارات تتجاوز الجغرافيا السورية بأشواط.

 

مصباح العلي _ لبنان24