بعد الملك.. «سبحة» المعارضين إلى «حضن» الوطن تكر

بعد الملك.. «سبحة» المعارضين إلى «حضن» الوطن تكر

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٥ أغسطس ٢٠١٧

دفعت الانفراجة التي تمر بها الأزمة السورية، بالكثير من المعارضين في الخارج إلى إعادة التفكير بموقفها، وإبدائها الرغبة بالعودة إلى «حضن الوطن»، وإجرائها وساطات لذلك بانتظار موافقة دمشق، بعدما ظهر لهم ارتهان قوى المعارضة المشكلة في الخارج للدول التي تمولها.
وكشف مصدر دبلوماسي عربي في جنيف لـ«الوطن» عن رغبة بعض رموز المعارضة الالتحاق بركب القطار الذي ركبه عضو الائتلاف المعارض بسام الملك.
وبدا لافتاً يوم الأحد الماضي البيان الذي أصدره الملك والذي أعلن فيه انشقاقه عن الائتلاف والعودة إلى «حضن الوطن» وتأكيد دعمه للجيش العربي السوري ضد الإرهاب.
وقال المصدر الدبلوماسي: إن «الترتيبات لعودة الملك تمت منذ أشهر وبتنسيق مع «هيئة العمل الوطني الديمقراطي» المعارضة التي أعلن الملك صراحة التزامه بها عبر البيان الذي أصدره بخط يده»، كاشفاً عن وساطة تدخلت بها القاهرة وكان لموسكو دور فيها لتسهيل عودة الملك إلى حضن الوطن، ومشيراً إلى أن السلطات السورية لم تجب حتى اليوم إيجاباً أو سلباً على الموضوع.
وأضاف المصدر: «القاهرة تقود اليوم مساعي لعودة معارضين آخرين إلى سورية رغم أنهم ليسوا من قادة الصف الأول في معارضة الخارج».
ومن بين الأسماء التي كشف المصدر رغبتها بالعودة، «أسماء كفتارو وهي عضوة في وفد المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا ومحسوبة حالياً ليس على معارضة الخارج بحسب قوله إنما على نشطاء المجتمع المدني، وأبدت مؤخراً مواقف مخالفة لمواقف معارضي الخارج حتى إنها رفعت العلم الرسمي السوري وهو ما أغضب كثيرين من معارضة الخارج» على حد قوله.
وإضافة إلى كفتارو بحسب المصدر، هناك منى غانم والتي تعتبر عضواً مؤسساً للمنتدى التابع لتيار بناء الدولة «منتدى النساء والديمقراطية»، أيضاً هي المنسقة والمؤسسة لملتقى «سوريات يصنعن السلام»، الذي يدعو إلى مزيد من إشراك المرأة في عمليات صنع السلام في سورية، كذلك هي عضو مجلس إدارة «مركز بناء السلام والديمقراطية في سورية» إضافة إلى عضويتها في الكتلة الوطنية السورية التي تجمع «بناء الدولة» مع قوى تنشط في الداخل السوري.
وأوضح المصدر، أن غانم «ستعود بشكل طبيعي وكأنها لم تخرج وهي ليست محسوبة على معارضة الخارج، فهي خرجت من دمشق منذ سنتين عبر الحدود السورية ولم تتخذ مواقف كغيرها من الشخصيات في معارضة الخارج».
أما ثالث الأسماء التي كشف المصدر عن رغبتها بالعودة فهي عضو منصة موسكو للمعارضة نمرود سليمان، وهو عضو اللجنة المركزية السابق للحزب الشيوعي السوري، جناح يوسف فيصل، ومن أبناء محافظة الحسكة.
ولفت المصدر إلى أن عودة المعارضين الثلاثة قد لا تكون بنفس الوتيرة التي سارت عليها عودة الملك، متوقعاً أن تمر عدة أشهر بانتظار وصولهم إلى دمشق على حين توقع عودة سريعة للملك.
وحول مآل المعارضين بعد عودتهم وآخرين إلى سورية وإمكانية انضوائهم في صفوف معارضة الداخل على غرار الملك، قال المصدر: هناك توجه من شخصيات معارضة إضافة للأسماء التي ذكرتها من أجل تشكيل ائتلاف داخلي يجمع عدة قوى من معارضة الداخل عبر تشكيل قوى سياسية في الداخل تحصل على ترخيص رسمي من السلطات السورية وتمارس عملها بشكل طبيعي، بعدما ظهر لهم ارتهان القوى المشكلة في الخارج للدول التي تمولها».
في غضون ذلك أعلنت الأمينة العامة المساعدة لحزب الشباب الوطني السوري، سهير سرميني، في تصريح لـ«الوطن»، أنها «مع العودة إلى حضن الوطن ولكن ليس لمن باع الوطن»، وقالت «هل يحق لمن باع الوطن، لسبب أو لآخر كقطع راتبه الكبير ممن يموله، في الائتلاف أو غيره، أو لمن لم يجد من يعطيه راتبا أو مسكنا أو تمويلا أو من يصرف عليه العودة إلى حضن الوطن بعد أن شتم وأهان كل مفهوم للوطن؟».
واضافت: «بعد أن قطعت عنهم الدولارات عرفوا بأن هناك مؤامرة على الوطن».
وأضافت: «من قال إن سورية بحاجة لكل أبنائها…؟؟» لتتابع قائلة: «هي بحاجة فقط لمن صانها وقدسها وقدم الغالي والنفيس من أجلها، وهي ليست بحاجة أبدا للمنافقين والانتهازيين ولمن عبثوا بها».
لكن سرميني، أوضحت أن هناك سوريين خرجوا إلى خارج البلاد لكنهم لم يشتموا ولم يهينوا الوطن، مرحبة بعودة هؤلاء.