انهيار «الرياض 2» بعد رفض منصتي القاهرة وموسكو المشاركة

انهيار «الرياض 2» بعد رفض منصتي القاهرة وموسكو المشاركة

أخبار سورية

الخميس، ١٧ أغسطس ٢٠١٧

ليس أدل على تراجع وزن «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة من اضطرارها إلى إلغاء مؤتمر «الرياض 2» بعد رفض منصتي القاهرة وموسكو المشاركة فيه.
وأدت ضغوط سعودية قادها وزير الخارجية عادل الجبير بنفسه على قادة «الهيئة» إلى رضوخها والدعوة إلى عقد النسخة الثانية من مؤتمر الرياض الذي استضافته العاصمة السعودية أواخر العام 2015 الماضي.
واللافت أن قادة «الهيئة» رفضوا في مؤتمرهم الأول الإذعان لمطالب قادة في صفوف منصتي القاهرة وموسكو بخصوص تخفيف سقوف مطالبهم في ذلك الزمن عندما كانت السعودية واثقة بنفسها إلى درجة تهديد بإسقاط النظام حتى بعد إطلاق موسكو لعمليتها العسكرية في سورية قبل المؤتمر بشهرين.
وأقر مستشار «العليا للمفاوضات»، يحيى العريضي، أن مؤتمر «الرياض2» الذي دعت له الهيئة، لم يعقد بسبب رفض منصتي «القاهرة» و«موسكو» الدعوة. واقتصرت اللقاءات على استقبال وزير الخارجية السعودي لقادة «الهيئة» والائتلاف المعارضين.
وتشكلت «العليا للمفاوضات»، في 10 كانون الأول 2015، بعد اختتام المؤتمر الموسع للمعارضة السورية في الرياض، وتتألف من 34 عضواً، بينهم 11 من الميليشيات المسلحة، و9 من «الائتلاف»، و5 من «هيئة التنسيق» و9 مستقلون.
ويستشبه معارضون بأن السعودية تريد الانتقام من قطر وتركيا على خلفية النزاع القائم بينهما في الخليج، وبأنها عازمة على إعادة هيكلة «الهيئة» لتنظيفها من النفوذين القطري والتركي، واستبدالهما بشخصيات من اللجنة المنبثقة عن مؤتمر القاهرة (منصة القاهرة) المحسوبة على الإمارات (مثل زعيم تيار الغد السوري أحمد الجربا) ومصر (مثل المعارض جمال سليمان)، وكذلك بقادة من منصة موسكو. ويؤكد هؤلاء، أن ذلك يأتي وسط التقارب الروسي المصري السعودي، الذي عبر عنه اتفاق تخفيف التصعيد في غوطة دمشق الشرقية. وتوسطت القاهرة في الاتفاق ما بين الرياض وموسكو، وضمنته الأخيرة، بخلاف إرادة شريكيها في عملية آستانا، إيران وتركيا.
وكانت «العليا للمفاوضات» طلبت من السعودية قبل نحو أسبوعين، استضافة اجتماع موسع لها ونخبة من «القامات الوطنية السورية» ونشطاء ما سمته «الثورة»، من أجل توسيع قاعدة التمثيل والقرار على قاعدة بيان الرياض، داعية منصتي «القاهرة» و«موسكو»، حيث رفضت المنصتان الدعوة.
وذكر العريضي في حديث إذاعي أن اجتماع «المعارضة» المزمع عقده أوائل تشرين الأول القادم، ما زال قائماً، (..) «وبناء عليه سيكون هناك تمثيل لشخصيات جديدة ومنظمات مجتمع مدني وقوى أخرى فاعلة على الأرض». وأوضح أن دعوات المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي مستورا، لحضور الجولة الثامنة من محادثات جنيف، منفصلة عن المشاورات بين المنصات الثلاث، مضيفاً إن «مسألة توحد المعارضة وتشكيل وفد واحد هو خارج صلاحيات المبعوث الدولي ومن يدفعه»، بخلاف النص الصريح للقرار (2254).
وتابع: «اجتماعات المنصات في جنيف ولوزان وصلت لبعض التوافقات «المهمة» حول السلل التي طرحها دي ميستورا»، على عكس ما أعلنته منصة موسكو، والتي أكدت أن منصات المعارضة، لم تتوصل إلى اتفاق خلال مباحثات جنيف حول السلال.
وأسف العريضي لأن «المعارضة منقسمة بحكم تلاعب الجهات الخارجية التي تلتزم بأجنداتها الخاصة القريبة من أجندة النظام»، في إشارة على ما يبدو إلى منصتي القاهرة وموسكو.
وإلى ذلك برز شرخ جديد في جسم الائتلاف، حيث أعلن «المجلس الوطني الكردي» أحد أبرز مكوناته عزمه حضور مؤتمر الرياض 2، بوفد منفصل عن الائتلاف.
ووصف عضو الائتلاف عن «الوطني الكردي» شلال كدو تمثيل المجلس ضمن الوفد الائتلافي بـ«التقزيم» للتمثيل الكردي، مشدداً على أن «الوطني الكردي» تعرض لـ«الإجحاف» في مؤتمر الرياض 1، بسبب «تجاهل الرؤية السياسية التي خرج بها المؤتمر، لرؤية المجلس حول مستقبل سورية، أو حل القضية الكردية».