«إسرائيل» تسعى وراء موافقة أميركية على مشروعها للقنيطرة

«إسرائيل» تسعى وراء موافقة أميركية على مشروعها للقنيطرة

أخبار سورية

الخميس، ١٧ أغسطس ٢٠١٧

في زيارة دراماتيكية يصل رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، إلى العاصمة الأميركية واشنطن هذا الأسبوع، من أجل بحث الأزمة السورية. وتريد «إسرائيل» من الإدارة الأميركية أن توافق على مشروعها بشأن تحول القنيطرة إلى منطقة عازلة، ما يؤدي إلى الاعتراف باحتلالها الدائم للقسم المحتل من الجولان العربي السوري.
وتعمدت «إسرائيل» الكشف عن الزيارة المرتقبة، وذلك بعد تسريبات لمسؤولين كبار فيها، أبدوا قلقهم من الاتفاق الروسي الأميركي في جنوب غرب سورية، وعبروا عن مخاوفهم الكبرى حيال ملء إيران وحلفائها الفراغ المتشكل عن تراجع تنظيم داعش في كل من العراق وسورية.
وجاء الإعلان عن الزيارة عشية بث القناة الثانية الإسرائيلية تقرير يتهم إيران ببناء منشأة في شمال غرب سورية لصنع صواريخ طويلة المدى من طراز «سكود»، وعرضت القناة صوراً تظهر «موقع قيد الإنشاء»، قرب بلدة بانياس على البحر المتوسط، زاعمةً أن بعض الإنشاءات تشير إلى أن متفجرات ستخزن هناك.
والأسبوع الماضي، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن إيران تعزز موطئ قدمها في سورية في حين يجري طرد مقاتلي تنظيم داعش، وقال: في خطاب «سياستنا واضحة: نعارض بشدة الحشد العسكري لإيران ووكلائها، خاصة حزب اللـه، في سورية وسنفعل أي شيء لحماية أمن إسرائيل».
في الغضون، كشف موقع «المصدر» الإسرائيلي، أن الوفد الأمني الإسرائيلي الكبير الذي سيزور أميركا، برئاسة كوهين، سيعمل على «التأثير في مسودة اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سورية وإخراج الميليشيات الشيعية والإيرانية من المنطقة».
وأوضح الموقع، أن الوفد «الأمني الكبير، سيسعى لدفع المحادثات مع المسؤولين في البيت الأبيض وفي المنظومة الأمنية الأميركية قدماً»، لافتاً إلى أن «أحد المواضيع المركزية التي سيتحدث عنها الوفد الإسرائيلي في هذه الزيارة هو اتفاق إطلاق النار في جنوب سورية وتأثيراته»، الذي توصل إليه الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
وأغضب الاتفاق تل أبيب التي روجت إلى أن حلفاءها الأميركيين لم يراعوا مصالحاها الأمنية.
وقبل يومين، استعرض رئيس «الموساد» خلال اجتماع أمني إسرائيلي رسمي، «مخاطر الوجود الإيراني على الساحة السورية»، حيث حذر مما سماها «المخاطر المترتبة على تراجع تنظيم داعش، في الوقت الذي تسارع فيه إيران والقوات الموالية لها في سورية ولبنان والعراق واليمن بالسيطرة على المناطق التي يتركها تنظيم الدولة، وملء الفراغ».
ومن المتوقع أن يلتقي أعضاء الوفد الإسرائيلي مع مستشار الأمن القومي، الجنرال هربرت رايموند مكماستر، ونائبة مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض للشؤون الإستراتيجية دينا باول، ومبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، ومسؤولين آخرين.
وبين الموقع، أن هذه المحادثات «نظمت بالتعاون مع مستشار ترامب، جاريد كوشنر، وغرينبلات»، حيث نوه مسؤولون إسرائيليون إلى أن المحادثات «ستركز على احتياجات إسرائيل الأمنية أمام سورية ولبنان، ولن تتطرق إلى عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية».
ووجدت مصادر أردنية في زيارة الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن، تأكيداً أن المياه «عكرة» ما بين عمان وتل أربيب، خصوصاً وقد أعلن الإسرائيليون غير مرة في السابق أنهم لا يناقشون الجنوب السوري مباشرة وأنهم راضون عن ما يتوصل إليه أطراف الحوار (الأردني- الأميركي- الروسي).
واعتبرت تل أبيب أن الأردنيين سعوا وراء مصالحهم الخاصة والمتمثلة في إقصاء الإسلاميين وعودة اللاجئين وفتح معبر نصيب، في اتفاق الجنوب، من دون الإصرار على المصالح الإسرائيلية في القنيطرة والتي تتمثل في فرض منطقة عازلة لا وجود فيها للجيش السوري أو حلفائه وتقتصر على مليشيات مدعومة إسرائيلياً.