تهديدات إسرائيلية علنية على الوجود الإيراني في سورية … موسكو: بقاء القوات الأجنبية ليس مسألة تعود لنا

تهديدات إسرائيلية علنية على الوجود الإيراني في سورية … موسكو: بقاء القوات الأجنبية ليس مسألة تعود لنا

أخبار سورية

الخميس، ٢٤ أغسطس ٢٠١٧

أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الوصول بموضوع الوجود الإيراني في سورية إلى مستوى الأزمة من خلال زيارته مدينة سوتشي الروسية للقاء الرئيس فلاديمير بوتين. ولأول مرة في زيارة له من هذا النوع، يلجأ نتنياهو إلى العزف علناً على وتر التهديدات والتحذيرات من خطر وجود القوات الإيرانية في سورية.
ولاقت زيارة رئيس الموساد يوسي كوهين إلى واشنطن فشلاً في دفع الأميركيين إلى تبني جدول العمل الإسرائيلي حيال الوجود العسكري الإيراني في سورية، في حين استبق السفير الروسي في «إسرائيل» زيارة نتنياهو بالتشديد على أن روسيا لا توافق على بقاء القوات الأجنبية في سورية، إلا أنه أشار إلى أن هذا الأمر ليس عائداً إليها، في رمي غير مباشر للكرة في ملعب السوريين أصحاب السيادة على أراضيهم، وغمز غير مباشر إلى القوات الأميركية والتركية والفرنسية الموجودة في سورية من دون التنسيق مع الحكومة السورية.
واعتبر نتنياهو، أن لقاءه ببوتين «خدم مصالح إسرائيل». وقال في سلسلة تغريدات على «تويتر»: «تناول الحديث (مع بوتين) إلى حد كبير محاولات إيران التمركز في سورية في الأماكن التي هزم فيها داعش وانسحب منها». وشدد على أنه أبلغ الرئيس الروسي بأن «الانتصار على داعش أمر مرحب به، لكن دخول إيران ليس مرحباً به».
واستطرد: «أقول عن لقاءاتي السابقة مع بوتين: كل لقاء خدم أمن إسرائيل ومصالحها.. وأعتقد أنه خدم المصالح الروسية أيضاً.. وبناء على المحادثات التي جرت اليوم، أعتقد أنه يمكنني أن أقول نفس الشيء عنها».
وفي وقت سابق، كشف نتنياهو أنه قال للرئيس الروسي خلال لقائهما، أن إسرائيل ستدافع عن نفسها ضد التهديد الإيراني وتهديدات أخرى بشتى الوسائل.
وقال نتنياهو، خلال افتتاح محادثاته مع بوتين: «يتطور الوضع في الشرق الأوسط بوتائر سريعة.. وتبذل إيران جهوداً هائلة لكي تعزز وجودها في سورية.. إنه أمر يشكل خطراً على إسرائيل وعلى الشرق الأوسط، وأعتقد أنه يهدد العالم برمته أيضاً». وبالغ بالقول: إن إيران باتت في «مرحلة متقدمة» من عملية بسط سيطرتها على العراق واليمن، معتبراً أنها تسيطر «عملياً» و«بقدر كبير» على لبنان.
وشدد: «لا يمكننا أن ننسى، ولو للحظة، أن إيران تواصل يومياً تهديداتها بتدمير دولة إسرائيل، كما أنها تسلح تنظيمات إرهابية وتحرض على الإرهاب».
بدوره، أشاد بوتين بمستوى تعاونه العملي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأن هذه الصيغة تسمح لهما بعقد لقاءات خاطفة، كلما تطلب الوضع مشاركة الزعيمين بشكل مباشر لتسوية مسائل آنية. ووصف آلية التعاون بين روسيا و«إسرائيل»، ولاسيما على مستوى القمة، بأنها فعالة جداً.
وأكد أن روسيا مرتاحة لسير تطور العلاقات الثنائية مع «إسرائيل»، مقدراً الجهود التي بذلها نتنياهو في هذا السياق.
ووصل نتنياهو إلى لقائه السادس مع بوتين منذ أيلول من عام 2015، وهو يحمل في يده رزمة كبيرة من الأوراق، مكتوب عليها بحروف عبرية كبيرة.
من جهته، كشف رونين بريغمان معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة «يديعوت أحرنوت»، النقاب عن أن حرص نتنياهو على اصطحاب رئيس الموساد في لقائه ببوتين في سوتشي يحمل دلالات كبيرة. وفي تغريدة نشرها في «تويتر»، نوه بريغمان إلى أن كوهين «سيطلع بوتين على معلومات استخبارية حساسة ومصدقة وبالغة الخطورة» حول الأنشطة والمخططات الإيرانية في سورية.
وكما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، «ينوي نتنياهو تحذير بوتين من أن الوجود الإيراني في سورية ولبنان قد يسبب نشوب حرب جديدة في المنطقة».
واتهم نتنياهو إيران في تصريحات علنية من دون أن يفصح عن تفاصيل بالتخطيط لإنشاء قواعد جوية وبحرية في سورية، مشيراً إلى أن حكومته أصدرت تهديدات مبطنة لاتخاذ إجراءات وقائية. وذكرت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي قبل أيام أن إيران تبني في منطقة واقعة تحت حماية المنظومات الروسية المضادة للجو في شمال-غرب سورية مصنعاً لإنتاج صواريخ بالستية قصيرة المدى، ولتأكيد النبأ عرضت بعض الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية.
وقال الكسندر بتروفيتش شاين السفير الروسي لدى إسرائيل للقناة الأولى على التلفزيون الإسرائيلي الإثنين: «نحن نأخذ المصالح الإسرائيلية في سورية في الاعتبار، ولو كان الأمر يعود لروسيا فلن تبقى القوات الأجنبية».
وقال يوآف جالانت عضو الحكومة الأمنية المصغرة لنتنياهو للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي «سنجد مصالح دبلوماسية وسياسية مشتركة مع الولايات المتحدة ولاحقاً مع روسيا بغية توحيد جهودنا والتأثير على إعادة إيران إلى موقعها». وأضاف: «علينا أن نعد قوات الدفاع الإسرائيلية حتى إذا كان.. لديها (لإيران) خطط ذات صلة بسورية فيما لو تطلب الأمر ذلك».
كما قال لصحيفة «معاريف»، «إيران ستدفع ثمناً باهظاً في حال قررت البقاء في سورية، وهناك الكثير من الأهداف لإيران التي بالإمكان ضربها».