موسكو: نتبادل وواشنطن مقترحات حول مستقبل محاربة داعش في دير الزور

موسكو: نتبادل وواشنطن مقترحات حول مستقبل محاربة داعش في دير الزور

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٩ سبتمبر ٢٠١٧

على حين كشفت موسكو أنها تتبادل مع واشنطن المقترحات حول مستقبل العمليات ضد تنظيم داعش الإرهابي في دير الزور، كانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تنتقد بشدة وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» على ما أبدته من «جبن» عندما أمرت طائرتها المناوبة للتجسس وطائراتها الحربية بالانسحاب من أجواء دير الزور بعد تحليق المقاتلات الروسية هناك.
ونقلت موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني، تأكيد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أن خبراء روساً وأميركيين يبحثون الوضع المستقبلي في ريف دير الزور في سياق العمليات المستمرة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وقال غاتيلوف رداً على سؤال حول أنباء تحدثت عن مقترحات روسية بشأن تقاسم مناطق المسؤولية في دير الزور: إن «العملية مستمرة والحوار جار بشكل دائم على مستوى الخبراء العسكريين».
وكانت وكالة «سبوتنيك»، أفادت نقلاً مصدر عسكري دبلوماسي مطلع، بأن لقاء محتملاً بين ممثلي روسيا والولايات المتحدة، قد يعقد هذا الأسبوع لبحث تقاسم المسؤولية في ريف دير الزور، موضحاً أن المبادرة بعقد مثل هذا اللقاء جاءت من الجانب الأميركي، على حين قدمت روسيا مقترحات مبدئية بشأن مناطق المسؤولية.
واعتبر أن اللقاء في حال انعقاده سيكرس لمناقشة مناطق المسؤولية وتنسيق محاربة تنظيم «داعش».
وكانت «نيويورك تايمز» ذكرت أن طائرة التجسس التي سحبتها القيادة العسكرية الأميركية من سماء دير الزور، كثفت مناوباتها فوق المدينة، ورصدت خلال بضعة أيام مطلع الشهر الجاري تحركات الدواعش وقوافلهم هناك، وأنها اضطرت للانسحاب من سماء دير الزور بعد أن عجّت بالطائرات الروسية على اختلاف أنواعها.
كما عابت «نيويورك تايمز» ما سماه مراقبون «جبن القيادة العسكرية الأميركية» عندما ذكرت الصحيفة أن القيادة العسكرية الأميركية «سحبت طائراتها على عجل من أجواء دير الزور، فور ظهور الطائرات الروسية هناك، وذلك بعد أن سبق لهذه الطائرات ورصدت تحركات الدواعش على الأرض ووجهت لهم ضربات موجعة على الحدود العراقية السورية بالتعاون مع طائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لقتال «داعش» في سورية والعراق».
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطوة الأميركية تأتي حسب فريق من الخبراء، «تنفيذا للاتفاقات الروسية الأميركية لتفادي الحوادث في الجو»، بينما اعتبر فريق آخر منهم أنها «خطوة إضافية للوراء تتخذها واشنطن في سورية تحت تأثير الضغط الذي يمارسه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».
وفي تعليق أميركي رسمي نقلت صحيفة «واشنطن بوست» أول أمس الأحد عن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد قوله لمجموعة صغيرة من الصحفيين، إن «قناة التنسيق لتجنب النزاعات (بين العسكريين الروس والأميركيين) لم تعمل»، عندما قصفت الطائرات الروسية والسورية مواقع لقوات المعارضة السورية المدعومة أميركياً في الضفة الشرقية لنهر الفرات، بحسب الصحيفة.
وكشف دانفورد، أنه اقترح على نظيره الروسي فاليري غيراسيموف خلال مكالمة هاتفية بينهما مساء السبت، استغرقت نحو ساعة، وفقاً لصحيفة «كوميرسانت» الروسية، أن يستخدم القادة الميدانيون قناة الاتصال التي أقيمت بين الطرفين عام 2015، «لمواجهة واقع أن قوات العدو (داعش) تتنقل بحرية بين ضفتي نهر الفرات»، على حد تعبيره.
وقال دانفورك في إشارة إلى وادي الفرات: «إن الأمور في غاية التعقيد في هذه المنطقة المزدحمة إلى أقصى حد… وأصبح تجنب النزاعات أصعب مما كان عليه قبل أشهر قليلة».
وذكرت الصحيفة، أن نهر الفرات كان ينظر إليه كخط فاصل، تنفذ القوات الروسية والسورية عملياتها غربه، على حين تستهدف القوات المدعومة من واشنطن وطائرات التحالف الدولي مواقع داعش على الضفة الشرقية. لكن نتيجة العمليات الهجومية المتعددة التي تنفذها قوات تابعة لروسيا والولايات المتحدة وحلفائها خلال الأسابيع القليلة الماضية، باتت هذه القوات على تماس واحتكاك مباشر مع بعضها.
وحذر دانفورد من «أننا لم نحل جميع المشاكل بعد»، مضيفاً إن المحادثات مستمرة، وإن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بادر إلى الاتصال بنظيره الروسي سيرغي لافروف عقب وقوع القصف شرق دير الزور.
وفي مؤشر على تغير الموازين في دير الزور أضافت الصحيفة الروسية: إن موسكو عادة ما تحذر الولايات المتحدة قبل ساعتين على الأقل من أي ضربة في سورية ثم تطلعها بعد ذلك على المعلومات بشأن الأهداف التي ضربتها.