دير الزور.. خزان الذهب الأسود في الشرق السوري

دير الزور.. خزان الذهب الأسود في الشرق السوري

أخبار سورية

الجمعة، ٢٢ سبتمبر ٢٠١٧

إلى جانب البعد الميداني , تتسارع العمليات العسكرية في دير الزور، من قبل الجيش السوري من جهة و«التحالف الدولي» من جهة أخرى، في مواجهة تنظيم «داعش».
الصراع على الحقول النفطية والغازية هي المسألة الأهم في هذا الصراع المستمر و التي تنتج دير الزور وحدها حوالي 40 % من الإنتاج العام في سوريا وعلى هذا المحور تخوض وحدات من الجيش السوري معارك عنيفة بالقرب من معمل غاز كونيكو والذي يعتبر من أهم معامل إنتاج الغاز في البلاد  وتحاول القوات المتقدمة الوصول إلى حقلي غاز التنك والعمر بالإضافة للحقول الواقعة في ريف دير الزور الشمالي الشرقي

هدف الجيش من عبور الجهة الشرقية لنهر الفرات هو استعادة كافة منابع الثروات الباطنية في المحافظة و اتخاذ دير الزور مسرح عمليات للجيش السوري

ويقول خبير اقتصادي إنّ «دير الزور تضم أهم وكبرى حقول النفط في البلاد، وهي التيم والعمر، بالإضافة إلى حقول مهمة كالتنك والورد وخشام والخراطة والحسيان والجفرة، كذلك يضم أكبر معمل للغاز في حقول كونيكو، وهي تشكل إلى جانب حقول البادية وحقول توينان والحباري والثورة أكثر من 60 في المئة من إنتاج البلاد». وهنا يبرز السباق بين الجيش و«التحالف الأميركي» للسيطرة على الثروات النفطية والغازية في المحافظة.

وفي هذا السياق، يشير مصدر ميداني إلى أنّ «الجيش عازم على استعادة كافة خطوط النفط في دير الزور بعدما تمكّن من استعادة معظم الحقول في الرقة والبادية». ويضيف أنّ «سيطرة الجيش ستعني تعافياً اقتصادياً مهماً للبلاد إلى جانب القضاء على آخر الموارد الاقتصادية للتنظيم الإرهابي في سوريا».
تشكل حقول النفط في ريف دير الزور الشرقي خزاناً اقتصادياً أساسياً للتنظيم وكانت تؤمن له دخلاً مالياً هائلاً و كانت من أهم أسباب تمدده بعدما استطاع طرد ” جبهة النصرة ” عام 2014 .
التقدير اليومي للإنتاج ل ” داعش ” من آبار النفط في دير الزور كان ما بين 25 _ 30 ألف برميل يومياً
بمعدل 750 إلى 900 ألف برميل شهرياً  وذلك حسب إحصائية عام 2015

كذلك، يعتبر معمل غاز كونيكو شريان التنظيم الأساسي في تأمين حاجة المناطق الواقعة تحت سيطرته من الغاز المنزلي في سوريا والعراق، كذلك لا يزال يبيع النفط للتجار في حقول خشام والورد والتنك والجفرة.
وتقول بعض  المصادر إنّ «التنظيم كان يعتمد على الحدود التركية في نقل إنتاجه وبيعها لشركات وتجار بأسعار منخفضة قبل إغلاق الحدود التركية». وتضيف أنّ «التنظيم حوّل إنتاج الآبار بعد إغلاق الحدود إلى تجار لبيعها أو تهريبها خارج مناطق سيطرته».

وتَرَكت خسارة التنظيم لحقول النفط في البادية والرقة أثراً اقتصادياً كبيراً، وتلفت المعلومات المتواردة من مناطق سيطرته إلى أنّه خَفَضَ رواتب مقاتليه بنحو لافت، وبات أخيراً عاجزاً عن دفع قسم منها. إذ تشكّل العمليات العسكريّة في دير الزور بداية انهيار اقتصادي كامل للتنظيم في سوريا، وهي تمهد لانهيار عسكري يبدو أنه بات وشيكاً، في ظل تصاعد العمليات في آخر معاقله في دير الزور وريف الحسكة الجنوبي.

وكان الجيش السوري قد تمكّن من السيطرة على حقول التيم والخراطة النفطية في دير الزور، التي تُعَدّ من الحقول المهمة في المحافظة، إلى جانب استعادته حقول الشاعر والهيل وأراك في البادية، بالإضافة إلى حقول الوهاب والفهد وتوينان والحسين ودبيسان والقصير والثورة في ريف الرقة الشرقي والجنوبي، التي انعسكت اقتصادياً بعد إعادة تأهيل قسم منها، وإعادتها إلى الخدمة.
أما «وحدات حماية الشعب» الكردية، فتسيطر على كامل حقول نفط وغاز رميلان والشدادي، بالإضافة إلى معملي غاز السويدية والجبسة، التي تنتج قرابة ٣٥% من إنتاج البلاد في النفط والغاز.