معركة البادية في خواتيمها: الميادين تتحرر والأنظار على البوكمال آخر المعاقل الكبرى لداعش

معركة البادية في خواتيمها: الميادين تتحرر والأنظار على البوكمال آخر المعاقل الكبرى لداعش

أخبار سورية

السبت، ٧ أكتوبر ٢٠١٧

تستمر معارك البادية السورية التي يخوضها الجيش السوري وحلفاؤه ضد تنظيم الذين دخلوا مدينة الميادين وسيطروا على أجزاء واسعة داخل المدينة، وسط انهيار دفاعات التنظيم وتخبطه داخلياً وانسحاب مقاتليه إلى خارج المدينة، بعد سيطرة الجيش السوري والحلفاء على قلعة الرحبة الأثرية المدخل الغربي للمدينة، لتدخل الميادين مرحلة انتظار إعلان تحريرها بالكامل بعد تأمينها من تواجد جيوب التنظيم.

الميادين ثاني أكبر معاقل داعش بريف دير الزور والبادية السورية بعد البوكمال، ستة أيام من المعارك كانت كفيلة بفتح الجيش السوري وحلفائه طريقاً من مدينة دير الزور إلى الميادين بطول أكثر من 25 كيلو متراً، متخذين من جبال الثردة محطة انطلاق لقواتهم التي التفت على قرى "المو حسن ،البو ليل، البو معيط، محصة، قطعة، الزباري" وصولا إلى مدينة الميادين، ثقل داعش العسكري والاقتصادي حيث كشفت مصادر خاصة للميادين نت أن وزارة الحرب للتنظيم يقودها مسؤول من الجنسية الطاجيكية وتقع داخل المدينة.

ويأتي هذا التقدم للجيش وحلفائه بالتزامن مع سحب التنظيم قوات النخبة من طريق السخنة - كباجب والتي مازالت محور قتال ما بين داعش والجيش السوري باتجاه الميادين للحيلولة دون خسارة التنظيم المدينة.

السيطرة الكاملة على مدينة الميادين تعني أن الجيش السوري عزل القرى في جيب طوله 40 كيلو متراً على الضفة الغربية لنهر الفرات عن البوكمال وليبقى النهر المنفذ الوحيد لهروب وانسحاب داعش، إضافة إلى اقتراب الجيش السوري من إنهاء تواجد داعش في الأراضي السورية بعد تهديد المعاقل الرئيسية ولتتجه الأنظار نحو المعقل الأخير والرئيس في البوكمال على الحدود السورية العراقية.
من جهة أخرى تستمر العمليات العسكرية في شمال دير الزور وداخل المدينة، وسط انسحاب عناصر التنظيم واعتقالات داخل صفوفه بسبب التخوين والتخاذل في القتال، الجيش السوري وحلفاؤه يقتربون من السيطرة الكاملة على حطلة فوقاني وحطلة تحتاني بريف دير الزور الشمالي.. والسيطرة على هاتين القريتين تعني أن الجيش السوري قطع الخط الإمداد الوحيد لداعش وصولاً إلى جسر السياسية والذي يربط حويجة الصكر بالريف الشمالي للمدينة، ووضع الأحياء الشمالية للمدينة بحكم الساقطة عسكريا، لتكون العملية العسكرية في البادية السورية من أكثر من محور بعد فك الحصار عن مدينة دير الزور وعن مطارها قبل شهر تقريباً، معركة لعلها كسرت جميع التكهنات والتوقعات بالتقدم السريع للقوات السورية وحلفائها، تكتيكات اتخذت من التلال الحاكمة والمرتفعات خطوط إسناد نارية للمشاة ولتؤمن تقدم القوات إلى هدفهم، مع الالتفاف على القرى لكسب الوقت وإسقاطها دون اقتحامها، إضافة إلى وجود الدعم الجوي الروسي والسوري في هذه المعركة، كل ما سبق هي عوامل جعلت تقدم الجيش السوري وحلفائه سريعا في عمق البادية بالتزامن مع تقدم القوات العراقية في الحويجة لتكون المعركة المقبلة معركة السيطرة على الحدود السورية العراقية من الجانبين العراقي والسوري.