«معهد دراسات الحرب» لترامب: حافظوا على الثقل الدبلوماسي والقوة العسكرية في سورية والعراق

«معهد دراسات الحرب» لترامب: حافظوا على الثقل الدبلوماسي والقوة العسكرية في سورية والعراق

أخبار سورية

الأربعاء، ١١ أكتوبر ٢٠١٧

طالب فريق بحثي مشترك من معهد دراسات الحرب ومشروع التهديدات الخطيرة في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الولايات المتحدة بضرورة تغيير سياساتها تجاه كل من سورية والعراق، محذراً من أن استمرار السياسة الحالية سيعرّض الولايات المتحدة للمخاطرة بمصالحها الإستراتيجية الحيوية في الشرق الأوسط، فضلاً عن الوقوف في وجه التحالف الروسي الإيراني في سورية.
وأشار الفريق في تقرير له إلى أن إدارة ترامب ورثت موقفاً ضعيفاً من الإدارة السابقة، مع فرض روسيا قيوداً على الخيارات الأميركية، فالخطوات الأولية التي اتخذتها إدارة ترامب في المنطقة عبر طمأنة حلفائها وخصومهم، وجهودها الرامية لتأمين مصالحها الحيوية تتحرك ببطء مقارنة مع ما يقوم به خصومها والذين هم أكثر مرونة منها.
وأكد التقرير، أن إدارة ترامب لم تتخلص حتى الآن من نهج الإدارة السابقة المتعلق بالشرق الأوسط، وخاصة في سورية والعراق، وأعطت الأولوية لعمليات مكافحة الإرهاب ضد داعش، بالاعتماد على القوات الكردية في شمال سورية، متخليةً عن معالجة الدوافع الكامنة وراء الحرب الإقليمية.
ونوّه إلى أن إدارة ترامب وافقت على حملة روسية وإيرانية موسّعة في سورية، زيادة عن دور متزايد لإيران داخل العراق وركزت جهودها الدبلوماسية على إنهاء الحروب على حساب النتائج السياسية، الأمر الذي لا ينسجم مع المصالح الإقليمية الأميركية الواسعة، وأنها أعربت عن نيّتها مواجهة الدور الإيراني المزعزع للاستقرار، ولكنها لم تتخذ أي إجراء لتحقيق هذا الهدف.
وأكد التقرير، أن التحالف الروسي الإيراني يستغل استمرارية الإستراتيجية الأميركية للإدارة السابقة والحالية عبر تعزيز قبضته في سورية وتمكين الحكومة السورية من توسيع مواقفها.
وأشار إلى أن اعتماد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إيران لتأمين المصالح الروسية في سورية سيستمر ضمن شراكة متعمقة ومتشابكة مع طهران، وستسمح اتفاقيات «تخفيف التوتر» في سورية لروسيا بالبقاء في مقعد السائق لتشكيل التسوية السياسية الشاملة، والتي ستفشل في منع التوسع الإيراني، كما تتشارك كل من روسيا وإيران الطموح الرامي إلى إضعاف الولايات المتحدة وطردها في نهاية المطاف من المنطقة.
وتابع التقرير: أن الحركة السلفية الجهادية لا تزال تشكل تهديداً طويل الأمد للولايات المتحدة. صحيح أن تنظيم داعش فقد الكثير من الأراضي، لكنه لم يهزم، وأن التحالف المناهض له يهيئ له حالياً الظروف التي تمكّنه من العودة إلى الظهور، وذلك من خلال ترك المجتمعات المحلية في سورية والعراق ضعيفة، فضلاً عن عدم إيجاد حلول للقضايا السياسية، وقد عمل تنظيم القاعدة على إضعاف وهزيمة المنافسين المعارضين للنظام السوري.
واعتبر أن الاستفتاء الكردي في العراق خلق الظروف المؤدية إلى زيادة العنف وعدم الاستقرار الإقليمي، فضلاً عن زيادة الانقسام داخل المجتمع الكردي الذي يمتد إلى سورية وتركيا وإيران.
وقال: «من المرجح أن يؤدي الوجود الكردي والسيطرة على المجتمعات غير الكردية إلى توترات ونزاعات عربية كردية، فالتصعيد التركي المستمر ضد حزب العمال الكردستاني والحملة الإيرانية ضد الاستفتاء ستساهم في خلق نقاط اتصال إضافية بينهما، الأمر الذي سيستغله الجهاديون السلفيون لزيادة عدم الاستقرار».
ورأى التقرير أنه «يتطلب الأمن القومي الأميركي من إدارة ترامب اتباع إستراتيجية تعمل على تقييد واحتواء، ومن ثم العمل على تراجع دور روسيا وإيران، وهزيمة السلفيين الجهاديين بطرق تمنع إعادة تشكيلهم، فضلاً عن الدفاع عن الحلفاء الإستراتيجيين وتعزيز الشركاء، وتسهيل ظهور دول مستقلة وممثلة وموحّدة في كل من سورية والعراق».
وأعتبر أن «تغيير النظام في سورية لا يزال شرطاً ضرورياً لتحقيق النتيجة المطلوبة، ولهذا يجب على الإدارة الأميركية ممارسة ضغوط على المحور السوري- الروسي– الإيراني، واستعادة النفوذ عليهم بدلاً من استيعابهم، ويمكن للولايات المتحدة استغلال خصومها الموقعين على اتفاقيات مختلفة لتعزيز السيطرة، لأن ذاك المحور لا يزعزع الاستقرار في المنطقة فحسب، بل يديم الصراع، ويغذي التطرف أيضاً ويقوي القوى الجهادية من خلال السياسات التي يتبعها، الأمر الذي يصعّب على الولايات المتحدة حماية أمنها ومصالحها».
وأوصى التقرير «بضرورة قيام الولايات المتحدة بالصمود أمام إغراء تأييد الحلول الدبلوماسية التي تقسّم العراق وسورية، الأمر الذي يسرّع من عدم الاستقرار الإقليمي».
وقال: إن خليط مناطق «تخفيف التوتر» الذي تروّج له روسيا وإيران وتركيا في سورية، يخلق مجالات نفوذ محلية تعرقل الطريق نحو استقرار طويل الأجل بدلاً من المضي قدماً فيه، كما يجب على ترامب تجنب الانخراط في مختلف المشاريع الانفصالية التي يروج لها الأكراد في العراق وسورية، والعمل على عكس شراكته المتعاظمة مع وحدات حماية الشعب الكردية السورية لمنع ظهور «روج آفا» الكردية في شمال سورية، فتفكك العراق وسورية بشكل أكبر أو دائم من شأنه أن يسّرع من الهيمنة الإيرانية، فضلاً عن استمرار سيطرة الجهاديين السلفيين في المناطق المتواجدين فيها في كل من العراق وسورية».
وخلص التقرير إلى «ضرورة قيام الإدارة الأميركية بتعزيز مواقعها العسكرية في المنطقة لمواجهة التهديد الروسي المتنامي، فتركيا والأردن عرضةً لتأييد التحالف الروسي- الإيراني، ولهذا يجب على ترامب العمل على استقرار المكانة الأميركية الإقليمية عبر الإبقاء على وجودها وتوسيعه في شرق سورية، وبناء شراكة مع العرب السنة المحليين المناهضين لداعش، وعرقلة تنامي التحالف الروسي الإيراني، وتأخير المشروع الانفصالي لوحدات حماية الشعب في شمال سورية والابتعاد عن الدول الموقّعة على اتفاق «تخفيف التوتر»، فضلاً عن رفض الدخول في اتفاقات مماثلة يتوسط فيها التحالف الروسي الإيراني، وضرورة الاحتفاظ بالثقل الدبلوماسي والقوة العسكرية لإملاء شروط أمن طويل الأمد في سورية والعراق، وعدم تسليم هذا الدور لخصومها الذين يهدفون لتقويض أمنها الوطني».