الدواعش حلموا بـ«الخلافة» وانتهوا في المقابر

الدواعش حلموا بـ«الخلافة» وانتهوا في المقابر

أخبار سورية

الاثنين، ١٦ أكتوبر ٢٠١٧

في مقابر جماعية عشوائية أو جثث مرمية في العراء تأكلهم الكلاب الشاردة انتهى مصير عشرات الآلاف من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي المحليين والأجانب في سورية والعراق بعد أن «حلموا» بـ«الاستقرار» في «دولة الخلافة» والدفاع عنها حتى الموت.
ونقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء، عن «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية: أن نحو 80 ألف مقاتل من تنظيم داعش قتلوا منذ تأسيسه في أيلول 2014، عدا عن الذين قتلوا في غارات الطيران الروسي وهجمات القوات السورية.
وبحسب الوكالة الفرنسية، فإنه في الضلوعية الواقعة على بعد 90 كم شمال بغداد، لا يزال في الإمكان رؤية آثار الجرافات التي قامت على وجه السرعة بدفن العشرات من عناصر تنظيم داعش الذين قتلوا في معارك 2015 في مقبرة جماعية.
كما تمكن رؤية بعض بقايا الجثث المتحللة التي يحوم حولها الذباب وسط رائحة كريهة.
وقال الشرطي محمد الجبوري حاملاً سلاحه وبينما يقف بالقرب من المقبرة، «دفناهم، ليس حبا بهم، كان بإمكاننا رميهم في النهر، لكن خشينا أن يلوثوه لأن الناس والحيوانات تشرب منه».
وعلى بعد مئات الأمتار من المقبرة الجماعية، تقع «مقبرة الشهداء» التي تضم رفات الذين قضوا دفاعاً عن المدينة، يحيط بها جدار من حجر الطوب، وعلى كل قبر صورة كبيرة للقتيل الذي سقط خلال المعارك ضد التنظيم.
وأقيم في باحة المقبرة، بجانب شجرة خضراء تظلل قبراً مغطى بالعلم العراقي، نصب صغير كتب عليه «مقبرة حماة الديار».
وفي وسط مدينة الفلوجة التي كانت أولى المدن التي سيطر عليها مسلحو التنظيم في عام 2014، تكتظ مقبرة بشواهد القتلى وبينهم مقاتلون أجانب يحملون أسماء حركية دفنهم رفاقهم.
لكن بالنسبة إلى العديد غيرهم، قال اللواء الركن محمود الفلاحي، قائد عمليات الأنبار حيث توجد آخر جيوب التنظيم: «تم دفن جثث داعش في مقابر جماعية»، مضيفاً: إن بعض القتلى فيها «من جنسيات عربية وأجنبية».
وروى مسؤول عسكري أن العديد من الذين قتلوا في غارات الطيران الحربي في المناطق الصحراوية تركت جثثهم في العراء.
وعرضت الوكالة حال عناصر التنظيم في سورية، واعتبرت أنه «لا يختلف مصير نحو 50 ألف جهادي قتلوا هناك، عن مصير الجهاديين في العراق».
ونقلت «أ ف ب» عن مسؤول عسكري سوري قوله: «نحن مهتمون بما هو فوق الأرض أكثر من هؤلاء الذين تحتها».
وقال مسؤول عسكري سوري آخر: إن عناصر «تنظيم داعش غالباً لا يتركون قتلاهم في المعارك، ويحاولون قدر الإمكان سحب جثثهم».
وأضاف: «إذا وقعت الجثث بيدنا، يتم التحقق من هويات القتلى والأوراق الثبوتية، وفي حال كان هناك قتلى أجانب يتم الاحتفاظ بهم حتى يحصل ربما تبادل للمعلومات» مع بلدانهم الأصلية.
في صحراء دير الزور شرقاً وحلب والرقة شمالاً، تركت جثث مقاتلي التنظيم المتطرف في الصحراء.
وقال قيادي في القوات الرديفة للجيش العربي السوري: إن «كلاب الصحراء بانتظارهم»، ويضيف «حالما ينتهي القتال تخرج الكلاب» سعياً وراء الجثث.
في مدينة الرقة قال المتحدث باسم «قوات سورية الديمقراطية – قسد» مصطفى بالي: إن عناصر التنظيم «يقومون غالباً بدفن الجثث»، لكنه أشار إلى أن «بعض الجثث تترك وتتفسخ نظراً لوجود قناصة أو لأنها عالقة تحت الأنقاض».
وأوردت «أ ف ب» نقلاً عن مصادر إعلامية معارضة أن «الأشخاص المعروفين والمطلوبين من المجتمع الدولي يدفنون في أماكن سرية».