حافلات الأميركي بِسمنة...

حافلات الأميركي بِسمنة...

أخبار سورية

الأربعاء، ١٨ أكتوبر ٢٠١٧

«أندّد بصفقة داعش ــ حزب الله. إن الإرهابيين ينبغي قتلهم في ساحة المعركة وليس نقلهم بحافلات».
(ممثل الرئيس الأميركي في
«التحالف الدولي» بريت ماكغورك)

طوى الأميركيون صفحة معركة الرقة، وخطّوا في سجلّ «بطولاتهم» تخليص العالم من «عاصمة الخلافة». وضعت الحرب أوزارها في مدينة مدمّرة سُجلّت فيها أرقام قياسية لأعداد الضحايا المدنيين... لكن الأهمّ كان النتيجة. كيف تمدّد «داعش»؟ ولماذا أطيل أمد حياته؟ سؤالان لن يجدا أجوبة موحدّة لهما ما دام «المؤرخون/ الطباخون» كُثُراً في المنطقة حالياً. جرائم واشنطن وأكاذيبها تظهر في العادة بعد سنين من «الواقعة»، من «كيماوي كولن باول» الذي أسّس لغزو العراق إلى سجن أبو غريب إلى...

منذ أسابيع قليلة، كانت الطائرات الأميركية تُعرقل تحرّك قوافل مسلحي «داعش» المهزومين وعائلاتهم من الجرود اللبنانية ــ السورية إلى ريف دير الزور.
«ينبغي قتلهم في ساحة المعركة» جاء التبرير.
«المحرِّرون» يريدون أن ننسى خطوطهم الحمر أمام أيّ معركة على الحدود العراقية مع سوريا، وترتيبهم أولويات المعارك على أساس أجندتهم، تحت عنوان: يُحرَّر ما نَبقى فيه.
لم تهتمّ واشنطن يوماً بتمدّد «الدولة الاسلامية» ما دام التخادم بين الطرفين جارياً وناجحاً. من «غزوة الموصل» إلى السيطرة على الشمال السوري، جاءت فرصة الأميركي ليعيد تموضعه العسكري والسياسي في المنطقة بالتعاون مع وكلائه.
عملياً، من «الطبيعي» أن «نتفهّم» حراك واشنطن، إذا انطلقنا من أنّها دولة توسعّية تتعارض أهدافها بالمطلق مع شعوب المنطقة وقوى المقاومة فيها.
لكن «تحرير الرقة» بأسلوب «الجرود» أمس، يعيدنا إلى جوقة السياسيين والاعلاميين اللبنانيين والعرب الذين «امتُهنت» كرامتهم الوطنية عند رؤية «الدواعش» في الباصات.
المطبّلون في الأمس ــ واليوم وغداً ــ لأي ضربة أو نجاح أميركي/ إسرائيلي/ تكفيري في وجه أخصامهم في السياسة، آثروا الصمت في اليومين الأخيرين رغم «تطابق المشهد». مئات المسلحين خرجوا بأمان من مدينة الرقة ليل الجمعة السبت، ثم ظهر علينا «تحالف النجدة» ليؤكد أنهم من المقاتلين السوريين، ومن بقيَ هم «الأجانب». لم تمضِ ساعات حتى اصطفت الباصات نفسها في شوارع الرقة. الحلال عند الأميركي الذي اعتاد ضرب القوات السورية عن «طريق الخطأ»، محرّم عند غيره. الأدهى، أن الخارجين من الجرود قاتلهم الجيش السوري وحلفاؤه في البادية، وكانت «غزوة العدناني» الأخيرة واحدة من فاتورة الدمّ التي تُدفع في عمليات تحرير الشرق السوري.
في الأيام المقبلة، سيُعيد «دواعش الرقة» انتشارهم في ما تبقى لهم في محافظتيَ دير الزور السورية والأنبار العراقية. هناك يستعدّ «الحلفاء» من الجهتين للإطباق على الحدود وتحريرها. هذه المرّة ستصحّ مقولة بريت ماكغورك: ينبغي قتلهم في ساحة المعركة... لكن ليس هو من سيقاتل.