تزايد بيع العسل المغشوش.. نحالون يحذّرون من انتشاره بالأسواق ومشاكل تحتاج لحلول

تزايد بيع العسل المغشوش.. نحالون يحذّرون من انتشاره بالأسواق ومشاكل تحتاج لحلول

أخبار سورية

السبت، ٢١ أكتوبر ٢٠١٧

مربو النحل الذين التقيناهم، حذروا من انتشار بائعي مادة العسل المغشوش في الأسواق، وعلى الأرصفة، وحتى في المحلات، واتهموا  الزراعة والتموين بالتقصير في ردع هذه الظاهرة.. بسام شاكر معاون مدير التجارة وحماية المستهلك في ريف دمشق، أكد حول ازدياد غش العسل، وبيعه في السوق أن أصحاب الخبرة فقط وحدهم الذين يستطيعون معرفة العسل المغشوش، وربما تكون ماراًَ من أحد الشوارع، فيستوقفك شخص ما يبدو من هيئته أنه من الريف، فيقول لك: لو سمحت ممكن أن تشتري مني هذا العسل، ويغريك بالعسل وبقيمته الكبيرة، وفي الوقت ذاته المبلغ الزهيد الذي يضطر للبيع به، ربما تنخدع، وتشتري، ولكن عندما تتذوق العسل تجده خليطاً من السكر والنشاء والشاي مزوداً بنكهة العسل الطبيعي، تتكرر مثل هذه القصة طوال أيام السنة.

دور الرقابة

يتساءل الكثير من المواطنين، وخاصة مربي النحل عن دور الرقابة، ولماذا تغيب الجهات ذات العلاقة عن متابعة مثل هذه القضية؟ وحول هذا الدور يوضح شاكر أن دورهم كحماية مستهلك ينحصر بسحب عينات العسل، وإحالة المادة إلى المخبر للتأكد من مطابقتها للمواصفات، وخلوها من الغش، وهناك عدد كبير من الضبوط التي نظمتها المديرية، وقد تجاوز 45 ضبطاً، وبيّن أسباب ارتفاع الأسعار واختلافها يرجع إلى تباين أسعار العسل تبعاً لموسم الإنتاج ونوعه، فالعسل ليس له سعر ثابت، وغالباً ما يتحدد السعر بموجب قانون العرض والطلب، والمهم عند شرائه من المنتج أن يكون من مصادر موثوقة، وأن كافة العينات المسحوبة من العسل تمت من البسطات والأرصفة، وكانت معظمها مخالفة لمواصفات العسل الطبيعي، وخلطت بمادة القطر الصناعي  والاصنص.. دوريات الرقابة تتابع باستمرار بائعي العسل الذين يفترشون الأرصفة، أو يحملون بضاعتهم على ظهورهم، وهم يلفون في الأسواق، ويحلفون كذباً أنه من أجود الأنواع، مستغلين حب الناس للعسل، وإيمانهم بأنه علاج وغذاء، وأيضاً مستغلين عدم معرفة الأكثرية للتمييز بين العسل الطبيعي والمغشوش.

 

غش العسل

عن طرق غش العسل يقول معاون مدير التجارة: يمكن أن يغش العسل بطرق عدة، كإضافة محاليل سكرية، أو نشاء، أو قطع شمع لغرض زيادة الوزن، كما أن هناك ممارسات تؤثر على خصائص العسل، وهي من أنواع الغش، مثل التغذية الصناعية بمحاليل سكرية، أو خلط أنواع معينة من العسل رخيصة الثمن مع أنواع أخرى غالية الثمن، ومن خلال مراقبة عناصر حماية المستهلك للأسواق لوحظ أن هناك عسلاً مستورداً مثل العسل التركي، والباكستاني، والكشميري، والعسل قريب من العسل السوري الموجود في الأسواق من حيث نكهته، وقوة رائحته، ولكن قيمته الغذائية ضعيفة للغاية، ومن خلال ملاحظتنا أيضاً هناك محلات تبيع العسل الأجنبي على أنه عسل سوري، وهذا يعتبر غشاً لا نرضاه، وهناك من يبيعه باسمه الحقيقي، وهذا هو الأصل، وهناك من يخلطه بعسل سوري، وهذا أيضاً غش نعاقب عليه فاعله، مؤكداً أن العسل السوري هو أفضل أنواع العسل على الإطلاق.

 

تربية النحل

تربية النحل في سورية عامة، وريف دمشق خاصة، قديمة قدم سلالة النحل السوري المعروفة عالمياً، والتي تعرف محلياً بالنحل السيافي، والخنجري، والهلالي، والقمري، والغنامي، وقد جني عسلها في ذلك الحين من جذوع الشجر، وشقوق الصخور في جبال القلمون، وقاسيون، ثم ابتكرت الخلية الطينية، فالخلية الخشبية، وأخيراً الخلية الخشبية الحديثة التي تعرف عالمياً باسم خلية لانجستروث، والتي دخلت سورية في ستينيات القرن الماضي، وقد أسهمت في تطوير تربية النحل، وزيادة إنتاج العسل، وحول الطرق التقليدية الشائعة للغش يقول نادر رعد، مربي نحل: إن الطريقة السائدة بين الناس للكشف عن العسل الأصلي من المغشوش هي استخدام عود الثقاب، أو رفع جزء من العسل بالملعقة لمعرفة ما إذا كان ينقطع أو لا، إضافة إلى طريقة وضع العسل في الثلاجة لمعرفة هل يتجمد أم لا، وجميع هذه الطرق أو الاختبارات من منطلق علمي.

عدد كبير من المربين طالبوا بإيجاد حلول لمعاناتهم في النقل، والتنقل، وترحيل الخلايا، ومكافحة بيع العسل المغشوش الذي يؤثر على إنتاجهم، وتأمين مستلزمات مربي النحل لتحقيق الإنتاجية المطلوبة من عسل النحل الصافي، وجعل العسل سلعة شعبية بمتناول الجميع، مع الحفاظ عليه سليماً خالياً من أي غش، ومعالجة “الأعسال” المغشوشة الموجودة في الطرقات، وقدوم مادة العسل من خارج القطر، وإيجاد حلول، ودعم المربين الأساسيين، وعدم إعطاء الخلايا لغير المربين، وتأمين مستلزمات النحل بالكامل.

المهندس إبراهيم ضميرية، رئيس دائرة زراعة رنكوس سابقاً، مربي نحل، أكد أن الفاقد كبير جداً نتيجة صعوبة التنقل في المناطق الساخنة، وصعوبة الوصول إلى النحل، فمن الصعوبة بمكان تدارك ذلك، فضلاً عن تدمير وفقدان كثير من الخلايا، وانتشار سرقتها، وهناك أسباب أخرى سببت تراجع تربية النحل في رنكوس، منها غش العسل، وانتشار بيعه بالأسواق، وقلة المراعي في السنوات الأخيرة، وتأخر الأمطار، والجفاف، إضافة إلى عدم زراعة المحاصيل التي تشكّل مرعى للنحل مثل الحبة السوداء، وانتشار آفات النحل، والخلايا الخشبية، والشمع، وتكاليف الترحيل والنقل، علماً أن تكلفة الخلية الواحدة تجاوزت 54 ألف ليرة!.

عبد الرحمن جاويش