في مضمار التنافسية مواجهات دائمة بين الصحافة الورقية والإعلام الالكتروني لتحقيق السبق.. والمصداقية هي المعيار

في مضمار التنافسية مواجهات دائمة بين الصحافة الورقية والإعلام الالكتروني لتحقيق السبق.. والمصداقية هي المعيار

أخبار سورية

الجمعة، ٣ نوفمبر ٢٠١٧

لا يمكن لأحد أن ينكر ما للصحافة من دور هام في أي مجتمع بتسليطها الضوء على كثير من المشاكل والصعوبات التي تواجه المواطن، سواء من أجل تنمية هذا المجتمع، أو تصويب أخطائه من خلال عين الرقيب على الأحداث، كما تنقل هذه الأحداث بكل شفافية وموضوعية مشكلة رأي عام معين، أو توجه سلوك الناس باتجاه قضية ما، ولكنها مازالت محدودة التأثير بسبب القيود التي تكبلها، وما يواجه الصحفي من صعوبات وعراقيل تحول دون وصوله لمبتغاه، كما أنه مع مرور الزمن وتطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا أضحى الإعلام الالكتروني منافساً لا يستهان به للصحافة الورقية بالإضافة إلى كثرة الدخلاء على المهنة من غير المهنيين.
غياب القوانين
يرى وائل علي، أمين سر فرع اتحاد الصحفيين في طرطوس، أنه في ظل غياب القوانين والأنظمة التي تضبط عمل الصحافة، أضحت  عمل من لاعمل له، مبيناً  أنه لا تسمح نقابة الأطباء والمهندسين والمحامين وغيرها لغير المنتسبين لها افتتاح عيادات ومكاتب، يجب على اتحاد الصحفيين ألّا يسمح لغير المنتسبين له العمل في هذا المجال لأي سبب كان، وحمّل وزارة الإعلام واتحاد الصحفيين تبعة أي خرق، ولفت إلى أن الإعلام الالكتروني فرض نفسه بقوة على الساحة الإعلامية بغض النظر عن دقة المعلومة التي يتداولها المتابعون، لكن كل هذا الانتشار لم ولن يستطيع التأثير على الإعلام الورقي الذي غالباً ما يستقي الإعلام الالكتروني معلومته ومصداقيته منه.
تأهيل وتدريب
وبيّن هيثم يحيى محمد، مدير مكتب صحيفة الثورة في طرطوس، أن معظم من يكتب في الصحافة الوطنية زملاء يحملون إجازة في الصحافة أو غيرها من الإجازات الجامعية، والقليل منهم يحمل الشهادة ثانوية، أو شهادة المعهد المتوسط، وهؤلاء دخلوا العمل الصحفي بموجب مسابقات، والقليل منهم دخل بموجب التشغيل على نظام الفاتورة أو البونات، ثم جرى تنظيم عقود لهم أو تثبيتهم، ولكن هناك قسماً من هؤلاء يحتاج للمزيد من التأهيل والتدريب والتعامل مع التقنيات الحديثة، كما أن هناك ممن دخل للعمل في المؤسسات الإعلامية عن طريق نظامي الفاتورة أو البونات، دخل بعيداً عن الأسس والمعايير التي يجب توفرها عندما يمارس العمل الصحفي، مشيراً أنه لو كان هناك تقييم دقيق للأداء لما بقوا في هذه المهنة، خاصة أنهم يفتقرون للموهبة والمهنية، وحمّل مسؤولية تشغيل هؤلاء كل من وافق على تعيينهم، سواء كان مديراً عاماً أو وزيراً.
حجب المعلومة
واعتبر عبد العزيز محسن رئيس تحرير موقع الكتروني، (بانوراما طرطوس)، بأن عدم تعاون المؤسسات والدوائر العامة مع الواقع الصحفي، وحجب المعلومات بذرائع وأسباب عديدة غير منطقية، من أهم المشاكل التي تواجه عمل الصحفي، وأحياناً يتم إعطاء معلومات مضللة تجافي الحقيقة والواقع، ما يؤدي إلى قلب الحقائق وتزويرها، وما يترتب عن ذلك من آثار سلبية وضارة، وكثرة الدخلاء على المهنة، خصوصاً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت هناك فوضى وخلط ما بين الصحفي والناشط الالكتروني، وفي كثير من الأحيان أصبح هذا الناشط يدعي بأنه صحفي إعلامي، ويستحوذ على مباركة الكثير من المسؤولين رغم افتقاره لأبسط مقومات العمل، ومن المهم على الجهات المسؤولة أن تحد من الظاهرة ومن انتشارها بكافة الطرق والوسائل.
وأضاف محسن بأن الإعلام الالكتروني يضمن السرعة والآنية في نقل الحدث، وهذا ما يميزه عن الصحف الورقية، ولكن ربما ترتفع نسبة الخطأ وعدم الدقة في المواقع الالكترونية أكثر، نظراً لكونها تتلقف الخبر بسرعة أكبر، ما يمنعها أحياناً من الانتظار ريثما يتم التأكد من صحة الخبر، ومعرفة تفاصيله، وظروف الحدث المنقول بشكل عام، وهناك أيضاً أمثلة لصحف وقعت في مطب عدم الدقة.
ورأت سعاد سليمان، مدير مكتب جريدة الوحدة في طرطوس، بأن اﻟﺘﻄﻮر الاﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﺳﻬّﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ، وﺳﺮﻋﺔ انتشارها، ولذلك ﻻﺑﺪ أن تثبت المواقع وﺟﻮدها، وخاصة تلك التي ﺗﻌﻤﻞ بمهنية ومصداقية،  وﺗﻌﺘﻤﺪ ﻛﻮادر إﻋﻼﻣﻴﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ، وﻫﻲ ﻣﻮﺟﻮدة، وﺑﺪأت ﺗﺄﺧﺬ دورﻫﺎ، أما اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻮرﻗﻴﺔ فهي الأصل، ومن غير الممكن أن ﺗﻨﺪﺛﺮ أﻣﺎم اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ الاﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ، إذ ﻻﻳﺰال ﻟﻠﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻮرﻗﻴﺔ ﻗﺮاؤﻫﺎ ومتابعوها، لكنها تحتاج ﻟلتطوير أﺳﻮة ﺑﺒﺎﻗﻲ ﺼﺤﻒ العالم العربي واﻟﻌﺎﻟﻢ، وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺸﺄن اﻟﻤﺤﻠﻲ، وتلامس ﻫﻤﻮم اﻟﻤﻮاﻃﻦ ووﺟﻌﻪ، مؤكدة أنه ﻻ ﺑﺪﻳﻞ ﻋﻦ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺗﻨﻘﻞ وﺗﻨﺎﻗﺶ ﻫموم اﻟﻤﻮاﻃﻦ وﺻﻮﻻً ﻟﻠﻌﻼج، وإﻳﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل.
مسؤولية خاصة
الدقة في نقل المعلومة، والمهنية في ممارسة العمل الصحفي وفق القوانين، أمر هام جداً يفتقر له أغلب العاملين في مجال الإعلام، وتحديداً العاملين على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة لعدد لابأس به من العاملين في المواقع الالكترونية، قضية هامة لابد من تسليط الضوء عليها، ومناقشتها، واتخاذ الإجراءات المناسبة للوصول إلى إعلام حقيقي قادر على المواجهة والصمود، ومرتكز على أسس مهنية متينة.
رشا سليمان