كيف دخلت واحتلت صدارة أسواقنا؟ عشرات المواد الغذائية المشبوهة تملأ أسواقنا المحلية

كيف دخلت واحتلت صدارة أسواقنا؟ عشرات المواد الغذائية المشبوهة تملأ أسواقنا المحلية

أخبار سورية

الجمعة، ١٧ نوفمبر ٢٠١٧

تغزو أسواقنا المحلية العديد من المنتجات الغذائية والمشروبات الغازية والبسكويت والمستحضرات الطبية والتجميلية وغير ذلك، وجميعها من منشأ تركي وغير تركي كالسعودي، ما يؤكد صحة ذلك، ما ألقي القبض عليه قبل أيام في أحد المستودعات في قلب مدينة حماة، فكيف استطاع أصحاب هذه البضاعة إيصالها وإدخالها إلى المستودعات؟.
أضف إلى ذلك ما تم ويتم أسبوعياً ضبطه من لحوم وفروج مجمد، ما يشي إلى خطورة وأهمية فتح حساب في ملفات لا يذكرها البعض إلا عند وقوعها رغم تأثيرها على الاقتصاد الوطني، وتهرب أصحابها من التخليص الجمركي، ناهيك عن خطورتها على الصحة العامة في حال كانت منتهية الصلاحية، ولا تحمل شروط السلامة والمعايير المطلوبة؟.
قلنا كيف استطاعت الدخول إلى قلب مدينة حماة، وربما وسط مدن أخرى، ونحن الذين نعجز عن نقل /جالون/ من المحروقات، ونقله من مدينة إلى أخرى دون أن  نتعرض إلى خمسين سؤالاً وسؤالاً مترافقة ببوسة الشوارب واللحى وصولاً إلى منازلنا؟.
التشدد والتأكيد
طالعتنا الحكومة قبل أشهر من الآن بأنه تم التشدد والتأكيد على عناصر الجمارك، ورفع جاهزيتهم للارتقاء بأدائهم الجمركي، وهذا ما نلاحظه، حيث الدورية وراء الدورية، والجماعة عيونهم عشرة على عشرة، لكن يبدو المواد المشبوهة التي تدخل تعبر في غفلة منهم، أو تطير وتحط وتهبط في أسواقنا، أو مستودعات الباعة من التجار ملحقة الخسائر الكبيرة بالاقتصاد الوطني، وجاعلة من المنتج المحلي عرضة للكساد، وبالتالي الخسارة.
حكاية البضاعة المشبوهة باتت حديث الناس وعبئاً على المنتج المحلي رغم أن سعر العديد منها يلقى استحساناً وقبولاً لدى المستهلك، لكن بعضها الآخر قد يلحق به صحياً أضراراً بالغة، وخاصة إذا ما كانت المادة غذائية ومنتهية الصلاحية لتصبح وجبة فاسدة، وهنا يخسر الشاري مرتين في الأولى منها عندما دفع ثمنها، وفي الثانية عندما تأذى صحياً منها.

بضائع تركية وسعودية
لم يفاجئنا محافظ حماة الدكتور محمد عبد الله الحزوري قبل أيام حين خص جريدة البعث بحديث عن كيفية ضبط مستودع مليء بالمواد الغذائية المشبوهة لجهة المنشأ مثل الزيوت والمعلبات والمشروبات الغازية وأطعمة للأطفال، والقضية الملفتة للنظر ليس قي ضبط هذه المواد، وإنما في حجمها الكبير، وكيف تم  إدخالها  إلى هذا المستودع في قلب مدينة حماة؟.
عن هذه الأسئلة قال الدكتور الحزوري محافظ حماة : وردتنا معلومات تفيد عن وجود مستودع في أحد شوارع المدينة، وهو شارع رئيسي، ترده بضاعة غير معروفة ماهيتها، فقمنا كما هي العادة يومياً بجولة خاطفة وسريعة صباحاً الى المستودع المذكور، فكانت المفاجأة بوجود كميات كبيرة من مختلف أشكال وألوان المواد الغذائية وغير الغذائية والمواد والمستحضرات التجميلية الخاصة بالشباب والمشروبات الغازية والطاقة.
وأضاف الدكتور الحزوري بأنه على الفور تم تنظيم الضبط اللازم من قبل مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حماة، وأحيل العنصر الذي كان موجوداً في المستودع إلى الجهات الأخرى لاستكمال بقية التحقيق لمعرفة المزيد والتفاصيل الأخرى.
وعن الضرر الذي تلحقه البضاعة والمواد المهربة التي تدخل القطر خلافاً للقانون أوضح المحافظ بأنه تضرب الاقتصاد الوطني والمنتج المحلي فضلاً عن تهرب أصحابها من دفع الرسوم الجمركية، وهنا تكمن خطورة ما يلحق باقتصادنا المحلي، في الوقت الذي يجب دعمه وتعزيزه تحصيناً لقوة موقف سورية في وجه كل من يحاول النيل منها، وأنهى المحافظ حديثه معنا بالقول: عندما نتابع تفاصيل حياة المواطنين ويومياتهم، محاولين رفع الغبن والأذى والأذية، نكون بذلك الرديف القوي لجيشنا الباسل الذي يحارب داعش ومن يقف وراءها، وبذلك تستمر عملية النهوض الكبير في سورية.

مستودعات ممتلئة
مصدر في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحماة قال: ما تم ضبطه في أحد المستودعات بمدينة حماة يدعو للدهشة لجهة كيف تم إدخال كل هذا الكم من المواد التي تعدت حمولتها أربع سيارات بيك آب، ليصار إلى نقلها وتسليمها إلى أمانة الجمارك، أو سيتم طرحها بعد فتح محضر رسمي في عددها وعدادها في صالات السورية للتجارة بعد فحصها جيداً، وأخذ المزيد من العينات من المواد الغذائية لجهة صلاحيتها، حيث تبلغ قيمتها بالملايين؟!.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم القبض فيها على مواد تركية بأسواقنا، فالقضية قديمة جديدة لدرجة غدت كالمسلسل التلفزيوني، وفي كل مرة يتم تشميع المواقع التي تضبط فيها هذه المواد بالشمع الأحمر!.

تشكيلة واسعة
عملية الغش والتدليس، ووجود مواد غذائية من منشأ غير سوري،   لا تخلو من الأشكال والألوان، فلدينا تشكيلة واسعة تفوق التي تطرح في صالات السورية للتجارة وفقاً لما يردده المعنيون عن هذه الصالات، حيث تم قبل أشهر من الآن تشميع وإغلاق معامل للأجبان والألبان، وأخرى لتصنيع مادة الطحينية والحلاوة، وإتلاف المواد منتهية الصلاحية.
وفي هذا السياق أكد مصدر تمويني بأنه في يوم واحد تم تنظيم 50 ضبطاً بحق المخالفين للشروط الصحية والسلامة العامة كحيازة اللحوم غير الصالحة للاستهلاك البشري، وبيع بعضها على البسطات التي يعلوها الغبار، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على فلتان الأسواق حقيقة رغم كل ما ينظم من ضبوط، ولولا الجولات الصباحية اليومية للمحافظ، وهذا ليس مدحاً إطلاقاً، لكان واقع الأسواق وعمل المخابز أكثر سوءاً!.

شهادات
أحد عناصر الرقابة التموينية قال: لم يعد يفاجئنا ما نعثر عليه في الأسواق من مواد مهربة حيناً، ومنتهية الصلاحية حيناً آخر، فالأسواق مليئة من هذا القبيل، حتى طريقة دخولها باتت معروفة!.
في حين قال مواطن متسائلاً: لا أحد يدقق فيما نأكل ما إن كان منتهي الصلاحية أو مهرباً، المهم إن كان سعره مناسباً لجيوبنا، أما إذا أردنا التحقيق في كل ما هو موجود ومطروح بأسواقنا، فهذه قصة طويلة، ولكن الحمد لله كل ما هو موجود من خضار وفواكه هو إنتاج محلي، أما المواد المهربة فاسألوا من كان بها خبيراً لجهة كيف دخلت، وما تأثيرها على المنتج المحلي؟!.

غير صالحة!
ما يطرح في أسواقنا من مواد مهربة تارة، وغير صالحة للاستهلاك البشري تارة أخرى، فضلاً عما يلحقه بالاقتصاد الوطني وبالمنتج المحلي، يطرح العديد من إشارات الاستفهام والتعجب، مؤداها: كيف دخل كل هذا الكم، ومن سمح بذلك، رغم أن الإجابة عن كل هذه الأسئلة لا تحتاج إلى مزيد من العناء للإجابة عنها؟!.
محمد فرحة