معركة البوكمال التاريخية أنهت «دولة» الدواعش والمتبقي مملكتهم وجامعتهم!

معركة البوكمال التاريخية أنهت «دولة» الدواعش والمتبقي مملكتهم وجامعتهم!

أخبار سورية

السبت، ٢٥ نوفمبر ٢٠١٧

خليل إسماعيل رمَّال
مَنْ منكم سمِع أو ما زال يتذكّر الجندي السوري البطل الشهيد يحيى الشغري؟ لمن لا يعرفه أنا سأعرّفكم به. كان يحيى في معركة عام 2014 يقاتل سرباً من الجراد الوهَّابي الوحشي الظلامي الذي كسح سورية فنفدت ذخيرته ثم وقع في الأسر هو ورفيقه، فقتلوه أمام عينيه، ولمَّا جاء دوره طلب منه الجلاد المجرم أنْ يقول إنَّ دولة الدواعش باقية، فما كان منه إلاَّ أن أجاب بدون تردُّد ولا خوف «والله لنمحيها» وذلك قبل أنْ يُفرِغ السفاح رصاص حقده في صدر الشهيد الشغري.

هذه قصة واحدة نستذكرها اليوم عشية الانتصار على الإرهاب التكفيري، من بين مئات البطولات التي حفلت بها سورية عبر جنودها الأبطال الأشاوس حماة الديار وعبر حلفائها في محور المقاومة من لبنان إلى العراق وحشده وجيشه المباركين إلى اليمن العزيز الصابر الصامد إلى البحرين الشهيدة إلى إيران وروسيا الأبيّتين.

لم يكن الشهيد يحيى يضرب بالرمل عندما تنبّأ بزوال دولة الخرافة. وهذا ما أعلنه السيِّد حسن نصرالله بعد تحرير مدينة البوكمال، بل كان يستند إلى حقائق التاريخ وعزيمة أصحاب الحق ضدّ أشرس وأخطر وحوش كاسرة غزت بلادنا. الشهيد الشغري وغيره من أبطال سورية والعراق ولبنان كيوسف العظمة والثنائي حمزة وخنجر ومشيك وأهل بعلبك والهرمل وجبل الدروز وسلطان باشا الأطرش وشهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي، هم أبطال استقلالنا وعنوان كرامتنا لا غيرهم!

من هنا، تكمن أهمية معركة البوكمال التي تضاهي معارك التاريخ الكبرى مثل حطين وستالينغراد، ويجب أن تُدرَّس في المدارس، لأنها أكملت عملية تصحيح التاريخ وأدّت إلى زوال «دولة» الإرهاب الصهيو – وهابي والمتبقي مملكتهم وجامعتهم «العربية» ولكن مسيرة التصويب التاريخي ستبقى مستمرة حتى النصر النهائي.

وبينما كانت أيدي محور المقاومة تُنهي عصر الردَّة ودولة الخرافة في البوكمال، اجتمع مجلس وزراء جبَّانة الدول العربية لإدانة إطلاق صاروخ باليستي على مملكة بني سعود ووصف المقاومة التي شرّفتهم بالإرهاب، متجاهلين الحلف الجديد الصهيو-وهابي والمجازر البشرية السعودية ضدّ شعب اليمن وتدمير بلاده وحضارته وحتى المستشفيات والمساجد والمدارس، كما تفعل «إسرائيل» في فلسطين.

لقد كنَّا نظن أنَّ أنظمة العرب المعوقة تقرّر ولا تفعل، وكلّ ما يصدر عنها مجرَّد حبر على ورق، لكن هذا غير صحيح فالقرارات الورقية بحق فلسطين وقضية العرب كانت للإلهاء الشعبي فقط أمَّا القرارات الحقيقية فتمّت وراء الكواليس وكانت مختلفة ومغايرة تماماً ومقصودة وربَّما منسقة مع العدو ولا نستبعد شيئاً بعد اليوم. هذه القرارات الخفية كانت تتضمّن ترويج العجز العربي وتعزيز أسطورة تفوّق العدو في كلّ المجالات ممَّا منح الأنظمة الرجعيَّة عذراً أنها حاولت، ولكنها لم تتمكَّن من غلبة العدو، إلى أنْ حطَّ عصر المقاومة والانتصارات وهذا سبب حقد العرب على المقاومة. اليوم نحن ننحني لجبهة الرفض ونعترف أنّ كلّ الحق كان معها عندما كانت تقول إنَّ تحرير فلسطين يمرّ عبر تدمير الأنظمة العربية المجرمة الخائنة المتواطئة مع العدو، كما يفعل النظام السعودي اليوم علناً وعلى رؤوس الأشهاد، حيث لم يعد يستتر بالمعاصي بوجود دول عربية خانعة كهذه.

وهكذا أصدرت جامعة العرب قراراتها «المتسعودة» التافهة التي ستتحطم على صخرة صمود لبنان ومقاومته، في وقت يحتفل فيه لبنان بعيد استقلاله مع طعم غريب جديد هذه المرَّة ملؤه الكرامة والوحدة الوطنية، ما خلا قلة مسعورة من الأذيال الزعاطيط، وذلك بسبب وجود العماد ميشال عون في قصر بعبدا. لقد حقَّق موقف الرئيس عون وحركة الوزير جبران باسيل الدبلوماسية، ما عجزت عنه عهود سابقة منذ الاستقلال المزعوم وحتى اليوم عندما أظهر صلابة وعنفوان الموقف اللبناني غير الخاضع للتهويل السعودي في قضية اعتقال رئيس حكومته سعد الحريري، وإنقاذه من براثن السجن، وربما القتل، فتمكّن من شحذ وعي اللبنانيين الوطني وأصبحوا ينشدون كلنا للوطن في كلّ أنحاء العالم.

ما صدر عن السعودية بإجبار سعد الحريري على الاستقالة هو باطل، وكذلك قرارات الجامعة العربية التي لم يعد لها نفع ويجب دفنها إلى الأبد حتى تزول ممالك وأنظمة القهر والتخلُّف.

لذلك على الحريري أنَّ يأخذ قراراً تاريخياً رغم وجود عائلته رهينة، فيسعى لفكّ أسرها ولا يرهن البلد لآل سعود، وفي لبنان عائلات وأطفال مهدّدون إذا حلّ عدم الاستقرار، ومثل أطفال لبنان هناك أيضاً أطفال اليمن وسورية والعراق والبحرين والعوامية في القطيف.

لن تنفع محاولات الحريري إخفاء ما جرى له في مملكة بني سعود، فلهفة لقاء عمّته وأقاربه ومناصريه تكشف ذلك، وهو في السعودية لم يكن بين «أهله»، وما عليه إلا أنْ يحذر بعد اليوم من أصدقائه وحلفائه، أمَّا «أعداؤه» فهو كفيل بهم كما كفلوه هم وتصرّفوا بنبل وشهامة معه، فهل يردّ الجميل بمثله أو بأحسن منه؟!