الملحم اعتبر «الرياض 2» محاولة للتصعيد وأن دي ميستورا يناور لإرضائهم … قوى في الداخل: لحوار وطني في دمشق «بأقصى سرعة»

الملحم اعتبر «الرياض 2» محاولة للتصعيد وأن دي ميستورا يناور لإرضائهم … قوى في الداخل: لحوار وطني في دمشق «بأقصى سرعة»

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٧

سامر ضاحي
توافقت آراء قوى مختلفة في الداخل السوري على ضرورة إطلاق حوار وطني في الداخل السوري «بأقصى سرعة» معتبرين أنه تأخر، ودعوا إلى إطلاق عملية سياسية جادة عبر حوار وطني داخلي تشاركي وتوافقي آمن على مختلف قضايا وملفات الأزمة الوطنية السورية للخروج منها وبلورة مشروع وطني للوطن السوري والدولة السورية.
الموقف السابق جاء في بيان ختامي لاجتماع 50 شخصية من ممثلي قوى معارضة في الداخل ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات مستقلة أمس، وذلك في ندوة دعا إليها «حزب الشعب» المرخص في فندق «أرمتاج» بدمشق تحت عنوان «على السوريين أن يتفقوا نحو رؤية سياسية مشتركة لمؤتمر حوار وطني شامل».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال أمين عام «حزب الشعب» الشيخ نواف الملحم: «نحن في الداخل نرغب بأن يكون لنا صوت واحد يسمع في أروقة الأمم المتحدة والدول ذات الصلة بالعملية السياسية لذلك دعونا لهذه الندوة كي نتفق على رؤية موحدة للحل السياسي كما يريد هذا الشعب»، ولفت إلى أن الندوة تأتي «بعد سنوات خلت تخللها نفور بين هذه القوى وفيها من يتناول الآخر إعلامياً وسياسياً».
وحول رأيه ببيان اجتماع «الرياض 2»، لفت الملحم إلى أن الصف الأول لمجموعة الرياض لم يتم تحييدها باستقالات، كما يدعون، انما «جرى استبعادهم»، واضاف: «البيان فيه نوع من التصعيد لإثبات وجودهم وأنهم مازالوا على ما هم عليه منذ بداية ظهورهم الإعلامي كمعارضات ولكنني أعتقد، بغض النظر عن ضوضائهم وعلو سقف مطالبتهم أعتقد أن من لم يستدرك وجوده السياسي في حل الأزمة فهو سيعزل نفسه».
وتوقع الملحم ألا يؤدي «جنيف 8» إلى نتيجة، «لأن هذه المعارضات (المنبثقة عن الرياض2) لا تتكلم بالواقع وتعود للمربع الأول ونعلم أن الحل السياسي ركب السكة ولكن فيه محطات مختلفة ومن يركب هذا القطار ولديه رؤية نرحب به أما من يتكلم باسم أسياده فأسيادهم تغيرت توجهاتهم وبالتالي إلى أين هم ذاهبون؟!».
ورأى الملحم أن مؤتمر الحوار الوطني السوري المرتقب عقده في سوتشي «مدروس وله جدول أعمال وخيارات»، وأكد أن حزبه سيشارك في المؤتمر بعشرة ممثلين.
وحول استبعاد «معارضة الداخل» عن وفد المعارضة الموحد الذي شكله اجتماع «الرياض 2»، قال الملحم: نحن نختلف مع مجموعة الرياض في كل شيء فهم يريدون سورية الفاشلة ونحن نريدها مستقلة قوية وهذا ما يجعلهم يستبعدوننا، ووفد الرياض في الشكل موحد ولكن لن يسفر عن صوت ورؤية موحدة.
واعتبر الملحم أن تركيز دي ميستورا على الدستور والانتخابات «هو نوع من المناورة السياسية لارضاء هؤلاء وهم لا يريدون إلا أن يستلموا الحكم».
وكان الملحم افتتح الندوة بالقول: «نحن في الداخل كأحزاب وطنية رسمية وقوى وطنية وشخصيات مجتمع مدني وشخصيات اعتبارية ورجال دين نرى أن هناك محاولات لإقصائنا بشكل كلي ولا نبرر اختلافاتنا الموجودة في الداخل وهناك الكثيرون لا يريدون لنا أن نجتمع في أي موقف».
وتحدث خلال الندوة أستاذ العلوم السياسية اللبناني وفيق إبراهيم عن نصر سوري عسكرياً بوصول الجيش إلى حدود الأردن والعراق، وسياسياً بأن أميركا والسعودية باتوا يتحدثون عن الحل السياسي.
بدوره قدم رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة جورج جبور لمحة تاريخية عن تطور الدساتير في سورية، مثمناً موقف وزارة الخارجية والمغتربين الذي رحب بمؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري وأكد حضور دمشق له.
من جانبه دعا رئيس تيار «طريق التغيير السلمي» فاتح جاموس إلى توقيع الحاضرين على بيان مشترك لتأكيد استمرار اللقاءات الوطنية الداخلية، وأضاف «نريد بسرعة فتح مسار الحوار الوطني الداخلي وهذا سيجعل منا قوة وطنية حقيقية وعلينا أن نستكمل عملنا بدعوة من لم يحضر الندوة ونمنح الآخرين حق التحفظ ونتحمل عقبة الأذون الرسمية.
من جهته، رئيس حركة البناء الوطني التي تمثل إحدى قوى المجتمع المدني أنس جودة، قال: نحن أمام مرحلة أساسية فاليوم بعد تثبيت الاتفاق العسكري وهو استقرار تم التوافق عليه بالحد الادنى من قبل جميع القوى المؤثرة في الساحة السورية، فنحن أمام مفترق طرق بين صراع بين قوى تريد فقط اتفاقاً عسكري قابلاً للانهيار في أي لحظة وبين قوى تريد مساراً سياسياً يثبت الواقع الاقتصادي والاجتماعي في سورية لكن في النهاية كل القوى تعمل لمصلحتها وفي النهاية قد لا تتوافق هذه المصالح مع المصلحة العليا لسورية.
ورأى أن محددات أي حوار هي أولاً حضور جميع السوريين من دون أي فيتو على أي أحد يرفض القتل والإرهاب، وثانياً أن تكون ملكية أي حوار للسوريين وحدهم.
وشدد جودة على أن «أي لقاء يجب أن يبدأ في دمشق وأي حوار خارج دمشق هو للتخطيط للقاء في دمشق وليس بديلا عنه»، معرباً عن استغرابه من تصريح «الخارجية» حول سوتشي وتساءل: «كيف نرحب بمخرجات غير معروفة كما لو أننا وضعنا المخرجات قبل وقت ولا يجوز أن يكون أي لقاء مجرد لقاء تمثيلي».
في المقابل اعتبر أمين عام حزب الشباب الوطني المرخص ماهر مرهج، أنه «إذا قدم لنا «سوتشي» شيئاً فهو أخرجنا من ثنائية معارض موالي واليوم لدينا 3 ملفات مطروحة الاقتصادي والاجتماعي والسياسي»، معتبراً أن «موقف الخارجية حول انتخابات برعاية أممية تطور مهم جداً».
رئيس «الكتلة الوطنية» المعارضة باسل كويفاتي، بدوره اعتبر في مداخلة له أن الحل ينطلق بالمصالحة، وأضاف: «لا نرغب بأي حل تفصله وساطات أجنبية».