التجار وأصحاب المعاصر وراء ارتفاع أسعار زيت الزيتون ..أصحاب المعاصر: توقعات بانخـفاض الأسعار!

التجار وأصحاب المعاصر وراء ارتفاع أسعار زيت الزيتون ..أصحاب المعاصر: توقعات بانخـفاض الأسعار!

أخبار سورية

السبت، ٩ ديسمبر ٢٠١٧

عائدة ديوب
سجّل موسم/ 2016-2017/ ارتفاعاً ملحوظاً في سعر صفيحة زيت الزيتون مقارنة مع الموسم الماضي، حيث زاد سعر صفيحة الزيت لأكثر من /30/ ألف ليرة، مع الصعوبة في الحصول على المادة بالنوعية المطلوبة والسعر المقبول، بسبب قلة إنتاج الزيتون خلال موسم 2016 الذي لم يتجاوز 70 ألف طن من ثمار الزيتون بفعل ظاهرة المعاومة، وهذا ما أدى إلى تراجع كمية الزيت المستخرج، ويوازي التراجع الإنتاجي الارتفاع في الأسعار، ليتضح أن كل ما أثير خلال العام الماضي، وما قبله عن إجراءات وبرامج لتحقيق التوازن السعري في تداول وتسويق وتصدير زيت الزيتون بالتعاون مع عدة مؤسسات تسويقية وإنتاجية وبحثية وتصديرية عامة وخاصة وأهلية لم يتحقق شيء منها على أرض الواقع، كما لم تسهم في كبح جماح الأسعار، ولا في توفير المادة المطلوبة في السوق المحلية، ولاسيما المادة ذات النوعية الجيدة، وهذا ما كان معوّلاً عليه – على سبيل المثال – من مشروع بنك زيت الزيتون السوري لدعم صغار المنتجين وحمايتهم عبر تمويل إنشاء خزانات ستانلس كبيرة بالمواصفات العالمية للتخزين تستوعب الدرجات المختلفة للزيت السوري، وإنشاء إدارة لها كشركة مستقلة، حيث يقوم صغار المنتجين بإيداع الزيت في الخزانات كتخزين مأجور بالمواصفات الصحيّة المناسبة ليعاد عند الطلب، ويمكن أن يتم شراء الزيت منه، وتخزينه لحساب الشركة، والهدف من البنك السيطرة على أسعار زيت الزيتون السوري من خلال تحقيق معادلة التوازن السعري بين العرض والطلب، والحفاظ عليه لتسويقه في أوقات ذروة ارتفاع الأسعار، وإمكانية تلبية الطلبات الخارجية والطلبات الداخلية للمعامل، ولكن لم يتحقق شيء على أرض الواقع.
مصدر في وزارة الزراعة أكد أن إنتاج سوريّة من زيت الزيتون –قبل الحرب على سورية- كان يقارب/1,2/ مليون طن من الزيتون يصنّع منها نحو ألف طن زيتون المائدة والبقية يتم عصره لاستخراج نحو /165/ ألف طن من زيت الزيتون وتغطي هذه الكمية المنتجة حاجة السوق المحلية المقدرة بين /115 – 120/ ألفاً وتصدر الكمية المتبقية إلى خارج سورية لتأمين القطع الأجنبي لخزينة الدولة.
معاصر
أكد المهندس محمّد حسن رئيس دائرة إنتاج الزيتون في زراعة طرطوس أن عدد المعاصر في محافظة طرطوس/125/معصرة طرد مركزي موزعة على مناطق المحافظة، القدموس والشيخ بدر والدريكيش وبانياس وصافيتا وطرطوس وصلت الطاقة الإنتاجية– اليوميّة-لها / 30311/ طناً ووصل عدد المكابس العادية إلى/ 96/ مكبساً– حديثاً وقديماً–ووصلت الطاقة الإنتاجية لها إلى / 675/ طناً – في اليوم الواحد –إضافة إلى وجود عدد لا بأس به من المكابس غير المرخصة القديمة ًفي ريف القدموس تعمل بالطرق البدائية لاستخراج زيت «الخريج».
ارتفاع
من يراقب أسعار زيت الزيتون أثناء الأزمة يلاحظ ارتفاع أسعار زيت الزيتون-خلال سنوات الحرب-لتصل هذه الزيادة إلى أحد عشر ضعفاً حتى الآن… البعض يعزو السبب في الارتفاع الكبير لأسعار زيت الزيتون خلال الفترة الماضية إلى قرار الحكومة السماح بإعادة تصدير زيت الزيتون، الأمر الذي ساهم في رفع أسعاره بنسبة 90% خلال سنة واحدة /2016/ والبعض يرجع أسباب ارتفاع الأسعار إلى انخفاض إنتاجية شجرة الزيتون وزيادة الطلب عن العرض …والبعض الآخر يعزوه إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج…؟!!

إذاً ما هي الأسباب الكامنة وراء ارتفاع أسعار زيت الزيتون…؟!!
تجار أزمة
مازالت أسعار زيت الزيتون مرتفعة – خلال الموسم الحالي–على الرغم من أن الموسم مميز، في الوقت الذي كان يتوقع فيه الجميع انخفاض أسعاره نظراً لوجود إنتاج وفير…
البعض يعزو أسباب ارتفاع أسعاره إلى تلاعب تجار الأزمات بأسعار هذه المادة الأساسية الذين يتاجرون بلقمة عيش المواطن والمزارع معاً.
خلال هذه الأيام – موسم عصر الزيتون- المواطن أحمد محمّد –منطقة صافيتا– قال: نشاهد تجار زيت الزيتون يتجولون في قرى المحافظة ومناطقها لتجميع ما أنتجه المزارعون من زيت الزيتون–شقاء جهدهم وتعبهم لعام كامل بأسعار التكلفة – أو أقل منها، حيث تراهم واقفين أمام أبواب المعاصر– طبعاً- بالاتفاق مع أصحابها محاولين إقناع الفلاحين لبيع إنتاجهم من زيت الزيتون بأسعار التكلفة تقريباً أو يتفقون مع أصحاب المعاصر على شراء زيت الزيتون من المعاصر بأسعار رخيصة لبيعها بالأسعار التي يفرضها هؤلاء التجار… فارتفاع أسعار زيت الزيتون لعبة بين أصحاب المعاصر وتجار الزيت معاً…والخاسران الوحيدان في هذه العملية المزارع والمستهلك معاً، فلا المستهلك مستفيد من وفورة الإنتاج وجودته ولا المزارع مستفيد… والمستفيد الوحيد هو «التاجر» وبرر التجار أسباب ارتفاع أسعار زيت الزيتون بارتفاع تكاليف إنتاجه من أجور اليد العاملة وتكاليف إنتاج ثمار الزيتون والحراسة والقطاف والتسميد مع ارتفاع أسعار المحروقات وفتح أسواق التصدير لخارج القطر، وهنا لا ننكر أن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج هي أحد الأسباب وليست كلّ الأسباب…
عرض وطلب
المهندس سمير جابري-منطقة الشيخ بدر-المشرف على معصرة الزيتون العائدة لاتحاد الفلاحين- قال: إن أسعار الزيت مازالت مرتفعة لكون الموسم في بدايته، والسوق عبارة عن عرض وطلب والجابري متفائل باحتمال انخفاض أسعار الزيت بعد الانتهاء من عصر الزيتون، نظراً لوجود كميات كبيرة من الزيت الناتج للموسم الحالي… فالموسم الحالي حمل وهناك كميات كبيرة من الزيت الناتج، وبرر الجابري أسباب ارتفاع أسعار زيت الزيتون بارتفاع تكاليف الإنتاج الحقيقية حيث تصل الأجرة– اليومية- لقطاف الزيتون إلى /4500/ ليرة و/3500/ للعامل الواحد، بغض النظر عن ارتفاع تكاليف الفلاحة والرش بالمبيدات الحشريّة وغيرها، مؤكداً أنه من المنطقي أن يباع بيدون زيت الزيتون وزن / 16,5/ كيلو بين /22-25/ ألف ليرة، مشيراً إلى أنه حتى هذا التاريخ لم تستقر أسعار زيت الزيتون ،وتوقع انخفاض السعر بعد فترة قصيرة بسبب زيادة العرض عن الطلب…ليصل سعر البيدون الواحد إلى /20/ ألف ليرة وزن /17,5/ كغ، وأضاف: يقدر إنتاجي من أرضي الزراعية للموسم الحالي بأكثر من /150/ بيدوناً من زيت الزيتون تصل أسعارها إلى أربعة ملايين ليرة سوريّة تنتجها /467/ شجرة زيتون. ولفت إلى أنه سيصل دخل معصرة الزيتون التابعة لاتحاد الفلاحين لأكثر من /25/ مليون ليرة سوريّة ، وتصل أرباحها الصافية للموسم الحالي إلى أكثر من /17/ مليون ليرة سوريّة.
انخفاض طفيف
أكد محمد شعبان رئيس جمعية عصر الزيتون في طرطوس أن جميع الزيت الناتج عن عصر الزيتون للموسم الحالي جيد، وموسم الزيتون متميز وتوقع شعبان أن يطرأ انخفاض طفيف على أسعار زيت الزيتون الناتج، وأضاف: تباع التنكة الواحدة من زيت الزيتون–اليوم- وزن /16,5/ بسعر /25/ ألف ليرة سوريّة وبالجملة بـ/23/ ألف ليرة و/28/ ألف ليرة للتنكة وزن / 18,5/ كيلو. والأسعار غير مستقرة وحتى الآن الأمر متربط بالتصدير الخارجي والسوق المحلية.
غير مستقرة
أبو باسل صاحب معصرة قرية خربة أبو حمدان – صافيتا أكد أن أسعار زيت الزيتون غير مستقرة حالياً، حيث تباع الجرة الواحدة وزن /16/ كغ بسعر /24/ ألف ليرة للزيت الجديد والنوعية الجيدة، ويباع البيدون– حسب سعته بين /25-28/ ألف ليرة ، وأكد أبو باسل احتمال أن ينخفض السعر بعض الشيء في حال عدم التصدير للخارج ،وفي حال تمّ التصدير للخارج ينخفض السعر قليلاً… مؤكداً أن جميع الزيت الناتج للموسم الماضي يباع للتجار ،وأن الزيت الطازج أفضل بكثير من القديم وخاصة زيت العام الحالي وأضاف يباع بيدون زيت الزيت في المعصرة وزن /16,5/ كغ بسعر /25/ ألف ليرة – للنوع الأوّل – وهي أسعار العام الماضي نفسها…
نوعية
أكد نسيم نعمان رئيس الرابطة الفلاحية في اتحاد الفلاحين في طرطوس: أن شجرة الزيتون استعادت عافيتها وتمت العناية بها من قبل الفلاحين، حيث تحوّلت حقول الزيتون إلى ورشات عمل دائمة… للنهوض بشجرة الزيتون وزيادة في إنتاجيتها… وفعلاً ازدادت إنتاجية شجرة الزيتون خلال السنوات الأخيرة الماضية، بدأت معها مشكلة المزارعين وأصحاب المعاصر وسماسرة تجار الزيت «الجميع يدرك جيداً» أن مزارعي الساحل السوري هم من صغار الكسبة… فمساحات الأراضي المزروعة صغيرة وإنتاجه من الزيتون بالكاد يكفي أسرته «مونة العائلة» وإن زاد بعض الشي عن حاجته وحاجة أسرته فالسماسرة والتجار يقتنصون الفرصة ليشتروا ما عنده من زيت الزيتون بأرخص الأسعار وليباع للتجار الكبار بأغلى الأسعار وغالباً ما يلعب هذا الدور «أصحاب معاصر الزيتون» الذين يحاولون إقناع المزارعين ببيع الزيادة عن حاجتهم أثناء الموسم الحالي وبيعها ضمن المعصرة إما لصاحب المعصرة أو لأحد السماسرة الذي يعرفونه «حسب اتفاق مع صاحب المعصرة» من أجل شراء كميات زيت الزيتون الزائدة عن حاجة المزارعين وتخزينها لديهم أو ضمن المعصرة إذا أمكن الأمر أو يقومون بعد انتهاء الموسم بعرض كميات قليلة من الزيت لبيعها بأغلى الأسعار بعيداً عن أعين الجهات الرقابية.
رخيصة
لفت رئيس الرابطة الفلاحية إلى أن هذا الأسلوب الرخيص يمارس بشكل واضح من قبل أصحاب رؤوس الأموال والسماسرة وعلى مرأى الجميع …؟!!
ما يجعل أسعار زيت الزيتون ترتفع أمام أعين ومرأى الجهات المعنية …«والضحية دائماً المنتجون والمستهلكون في آن واحد».. فالمستهلك مغلوب على أمره وهو مضطر لشراء الزيت – حاجة أفراد أسرته – والفلاح مضطر للبيع تحت ضغط الحاجة للمال من أجل العيش الكريم …أضاف نعمان أمام هذا الواقع السيئ من استغلال أصحاب المعاصر والتجار للمزارعين لا بد من إنشاء معاصر لإنتاج زيت الزيتون وعلى أن توضع تحت تصرف اتحاد الفلاحين أو مؤسسات حكومية غيرها تعمل لمصلحة المزارعين والمستهلك معاً، حماية للمستهلك من جشع التجار الذين يحاولون شراء زيت الزيتون بأسعار زهيدة حيث يشترون التنكة من الزيت بسعر بين / 20-22/ ألف ليرة سوريّة ليباع من قبلهم بين / 25-30/ ألف ليرة، وأكد رئيس الرابطة الفلاحية أن هؤلاء عبارة عن تجار أزمة وطالب بمحاسبتهم، وتوجيه الجهات الرقابية لحماية المستهلك ومراقبتهم والوقوف في وجه استغلالهم وقرصنتهم… أضاف: كما نقوم كاتحاد فلاحين بتوعية المزارعين بعدم البيع بالسعر الزائد عن حاجتهم لمثل هؤلاء التجار والسماسرة وأصحاب المعاصر الذين يلعبون هذا الدور… ولفت أنظارهم إلى هؤلاء التجار والسماسرة وأصحاب رؤوس الأموال الذين يجلسون طوال الوقت على أبواب المعاصر لشراء الزيت من المزارعين بأرخص الأسعار… وطالب رئيس الرابطة منعاً لحصول مثل هذه السرقات عبر الوساطة والسمسرة التي تجري بين المنتج والمستهلك فرض قيود وغرامات مالية على من يمارس هذا النوع من الاستغلال..لأن منتجنا من الزيت هو إنتاج وطني والحاجة له ضرورية.
إنصاف
يرى مضر أسعد رئيس اتحاد الفلاحين في طرطوس أن أسعار زيت الزيتون عادلة للمزارع والمستهلك معاً،حيث يباع بيدون الزيت وزن /16,5/ بسعر بين/24-25/ ألف ليرة سوريّة، للوزن /18/ كغ بسعر / 28/ ألف ليرة وبرر رئيس اتحاد الفلاحين بأن أسباب الارتفاع تعود إلى ارتفاع تكاليف إنتاج زيت الزيتون خاصة أسعار المازوت وأجور اليد العاملة، وعن إنتاج معصرة اتحاد الفلاحين وأين يباع إنتاجها…؟ وهل تؤثر في السوق المحلية ارتفاعاً أو انخفاضاً…؟ أكد رئيس الاتحاد أن الإنتاج يباع بسعر التكلفة للعاملين في الاتحاد بعد الانتهاء من عملية الإنتاج والتسويق.
طفيف
السيد محمد حميدة صاحب معمل بوابة الشرق لتعبئة وفلترة زيت الزيتون في طرطوس قال: قمت بجولة على جميع معاصر زيت الزيتون في منطقة صافيتا ورأيت أن أغلب المعاصر تبيع تنكة زيت الزيتون بالجملة بين / 22-23/ ألف ليرة ،وتوقع أن يكون انخفاض طفيف على أسعار زيت الزيتون بسبب وجود إنتاج على مستوى العالم العربي. أضاف من المتوقع أن يصل إنتاج تونس في الموسم الحالي إلى/ 3000/ طن من زيت الزيتون ويرى التاجر حميدة أن انخفاض الأسعار سيكون طفيفاً على مستوى سوريّة ولو انخفض الإنتاج عالمياً، الأمر عائد إلى ارتفاع أسعار تكاليف الإنتاج. وأكد أن أسباب ارتفاع أسعار زيت الزيتون يعود لارتفاع تكاليف الإنتاج العالية من تكاليف الجني إلى أجور النقل والعصر مع ارتفاع تكاليف اليد العاملة حيث تصل تكاليف إنتاج التنكة الواحدة من زيت الزيتون إلى أكثر من /7000/ ليرة، وتباع التنكة بالجملة داخل المكبس بـ/ 23-24/ ألف ليرة–للنوع الجيد–
أكد حميدة أن أسعار زيت الزيتون مقبولة للموسم الحالي متناسبة مع تكلفة إنتاجه الفعلية مقارنة مع عام 2010الذي كان السعر /2500/ليرة للبيدون الواحد وزن /18/ كغ. وفيما يتعلق بالجهات التصديرية التي تقوم بتصدير زيت الزيتون السوريّ…؟! بين أنه لا توجد جهات تصديرية تقوم بتسويق إنتاجنا من زيت الزيتون، وإنما هناك شركات تصديرية تقوم كل شركة بتسويق إنتاجها بطريقتها الخاصة، وتعتمد على العلاقات والمعارض الخارجية وتوقع التاجر حميدة أن يكون هناك تصدير لزيت الزيتون لكن التصدير خفيف.
تلاعب … احتكار
بدوره الدكتور المهندس علي شاهين الخبير الاقتصادي بصناعة زيت الزيتون أكد أنه لم يعد بالإمكان الحصول على مادة غذائية مثل زيت الزيتون بسهولة ويسر مثل أيام زمان- سواء من حيث أسعارها أو نوعية الزيت رغم أهميتها لكونها مادة أساسيّة تدخل في جميع أغذيتنا اليومية ، وضرورتها للمائدة اليومية، ولا يخفى على أحد مدى تأثير الحرب في هذه المادة الغذائية مع زيادة الطلب عليها خلال السنوات الماضية بالمقابل تراجعت معها المساحات المستثمرة على مستوى سوريّة ما جعلها تتحول إلى مادة احتكارية من جراء جشع التجّار والمحتكرين وتجار الأزمات ،ما أدى إلى تضاعف سعر الصفيحة الواحدة من زيت الزيتون عدة مرات خلال السنوات الخمس الماضية وما جعل صعوبة كبيرة على الأسرة في شرائها وتأمينها والحصول عليها وتأمين الحد الأدنى من احتياجاتها من هذه المادة الغذائية غير المسيطر عليها من قبل حماية المستهلك والضوابط التموينية بالرغم مما تقوم به الجهات الرقابية من إجراءات إدارية وجولات ميدانية –على الأسواق –وفرض الضبوط والعقوبات القاسيّة بحق المخالفين – لضبط الأسعار، ومنع الاحتكار، وتحقيق المواصفات القياسية ، لكن الواقع الميداني والمؤشرات بعيداً عن الرقابة التموينية ولم تعد العقوبات المفروضة على التجار وأصحاب المعاصر رادعة ، في الوقت التي تشير فيه الجهات – صاحبة العلاقة – مكتب الزيتون المركزي في وزارة الزراعة من زيادة إنتاجية أشجار الزيتون على مستوى سوريّة هذا الموسم الذي دخل طور الجني يضع المؤسسات التسويقية والتموينية أمام مسؤوليتها المباشرة في ضبط عملية تداول زيت الزيتون بما يكفل استقراره في السوق لمصلحة المستهلك الذي يبحث عن صفيحة زيت سليمة بجودتها وبسعر معقول، وهذا الاستقرار الاستهلاكي لن يتحقق بيسر وسهولة بتعليمات نظرية وإجراءات روتينية، لأنّ سوق زيت الزيتون بورصة في حدّ ذاتها يعود الجانب الكبير من ربحها لتاجر السوق السوداء بأسهم ربحها المضاعف،أما المنتج والمستهلك فهما الخاسران لما يجري من تلاعب واحتكار بأسعارها.
تشرين