مصادر: مفاوضات لإنهاء وجود «النصرة» في الغوطة الشرقية تمهيداً لتسوية شاملة

مصادر: مفاوضات لإنهاء وجود «النصرة» في الغوطة الشرقية تمهيداً لتسوية شاملة

أخبار سورية

الأربعاء، ١٣ ديسمبر ٢٠١٧

أكدت مصادر وثيقة الاطلاع على ملف المصالحات، وجود مفاوضات مكثفة بين لجان المصالحات وميليشيات مسلحة في غوطة دمشق الشرقية لإنهاء وجود «جبهة النصرة» الإرهابية في المنطقة، على أن يتبع ذلك اتفاق تسوية يشمل كامل الغوطة الشرقية على أساس عودتها كما كانت سابقا «جزءا من الدولة».
وفي تصريح لـ«الوطن» وبعد أن تحفظت المصادر على الحديث في ما يتردد من أنباء عن مفاوضات تجري بين الميليشيات المسلحة من جهة والجهات المختصة والروس من جهة ثانية لتأمين خروج مسلحي «النصرة» من الغوطة الشرقية إلى محافظة إدلب، ذكرت شرط عدم ذكر اسمها أنه «رسميا لا يوجد شيء» حتى الآن.
لكن المصادر، أكدت أن هناك «شغلاً مكثفاً على ملف (المصالحة في) الغوطة الشرقية»، وأوضحت أن «المباحثات تتركز مع الطرف الأخر حالياً حول مسألتين، إما القضاء على جبهة النصرة وإما إخراجها»، وأشارت إلى أن المباحثات تجري بين لجان المصالحة من جهة وميليشيا «جيش الإسلام» وميليشيا «فيلق الرحمن» من جهة ثانية. وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن الأمور تسير باتجاه «خروجها وليس بالضروري إلى إدلب».
وانضمت الغوطة الشرقية في الصيف الماضي إلى مناطق «خفض التصعيد» بموجب اتفاقات حصلت بين الدول الضامنة لمسار أستانا حول سورية وهي روسيا وإيران وتركيا. ولا تشمل اتفاقات «خفض التصعيد» المناطق التي تسيطر عليها «جبهة النصرة»، وتنص على محاربتها من قبل الميليشيات المسلحة أو إخراجها من المناطق التي تسيطر عليها.
ويصل عدد مسلحي «النصرة» في غوطة دمشق الشرقية إلى نحو ألف مسلح ويتمركزون في مدينة عربين وبلدة عين ترما وحي جوبر شرق العاصمة.
ومنذ انضمام الغوطة الشرقية إلى مناطق «خفض التصعيد» لم تعمل الميليشيات المسلحة هناك على محاربة «النصرة» أو إخراجها، لا بل إن ميليشيا «فيلق الرحمن» تحالفت معها في الهجوم على أحياء دمشق المحاذية لمناطق سيطرتها.
ووفق مواقع الكترونية معارضة فقد شهد جسم «النصرة» في الغوطة الشرقية حالات اعتقال في اليومين الماضيين، على خلفية قرار الخروج من المنطقة إلى الشمال السوري، موضحة أن خلافاً نشب بين مسلحي التنظيم بعد انتشار أخبار تفيد بخروج المسلحين بشكل كامل إلى إدلب.
وأوضحت، أن الخلاف تطور إثر انقسام المسلحين والقادة بين مؤيد للخروج من الغوطة ومعارض لها، واشتدت الخلافات لتصل إلى اعتقال قادة.
وفي وقت سابق ذكرت مصادر متقاطعة، أن خروج «النصرة» من الغوطة الشرقية بات قريباً إلى شمالي سورية، وأن عدداً كبيراً من مسلحيها عمدوا إلى بيع ممتلكاتهم بانتظار خروجهم، وسط أنباء على منشورات وزعها التنظيم تضمنت «من يرغب بالخروج من عناصر «هيئة تحرير الشام» ( الواجهة التي تتخذها النصرة حالياً) المبادرة لتسجيل أسمائهم في مركز معتمد».
ولم تعلّق «النصرة» على مسألة الخروج من الغوطة الشرقية حتى الآن.
وأكدت المصادر وثيقة الاطلاع على ملف المصالحات في تصريح لـ«الوطن»: أن «الأمور تتجه للتسوية» الشاملة في الغوطة الشرقية بعد خروج «النصرة»، وقالت «سيصبحوا جزءاً من الوطن والدولة».
وإن كان مسلحو الغوطة سيقبلون بذلك قالت المصادر «طبعاً أي أحد يصبح جزءاً من الدولة وينسى الماضي لا مانع لدى الحكومة من ذلك». وأشارت إلى أن السلاح «قد يتم تسليمه وقد يكون جزءاً من الدفاع عن البلاد».
وحول موعد إتمام هكذا تسوية، قالت المصادر «قريباً».
من جهة ثانية، توصلت ميليشيا «فيلق الرحمن» وميليشيا «لواء أبو موسى الأشعري» الذي انشق عنها سابقاً إلى اتفاق ينهي الاشتباكات بينهما في بلدة حمورية في الغوطة الشرقية، بحسب مواقع الكترونية معارضة، أوضحت أنه تم تشكيل لجنة من وجهاء بلدة حمورية وما يسمى «المجلس المحلي».
وذكرت أن «فيلق الرحمن» سحبت جميع مسلحيها من شوارع حمورية، وذلك بعد دخولها إلى البلدة ظهر الإثنين، وشنها هجوماً على مقرات «اللواء»، وإغلاقها مداخل البلدة ومنع الدخول والخروج منها وإليها.
وكانت ميليشيا «لواء أبو موسى الأشعري»، التي أعلنت فك اندماجها مع ميليشيا «لواء البراء» المكون الأساسي لـ «فيلق الرحمن»، أعلنت انشقاقه في تشرين الأول 2016. وقالت: إن ذلك يعود إلى «الاقتتال الداخلي وسقوط مدن وبلدات الغوطة وتهجير مواطنيها».