الفلاحون في عيدهم الـ 53 إبراهيم :الفلاح السوري صانع للحياة ولم تستطع الأزمة النيل من إصراره على زراعة أرضه

الفلاحون في عيدهم الـ 53 إبراهيم :الفلاح السوري صانع للحياة ولم تستطع الأزمة النيل من إصراره على زراعة أرضه

أخبار سورية

الخميس، ١٤ ديسمبر ٢٠١٧

كشفت الأزمة بسنواتها العجاف المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقه فهو حارس الأرض التي يسقي ترابها  بقطرات دمه وعرقه..وهو المتشبّث بأرضه والمدافع عن بلده والمنتج لمقومات الصمود جنباً إلى جنب مع إبطال الجيش العربي السوري على كل الجبهات وأحد صانعي إرادة الحياة، إنه الفلاح السوري الذي لم يتوان أو يتراخ في حمل معوله بيد والبندقية في يده الأخرى .
حياة الفلاح السوري وهمومه وآماله وقضايا القطاع الزراعي بمافيها دور الاتحاد العام الفلاحين كانت محور حديثنا مع  أحمد صالح الابراهيم رئيس الاتحاد العام للفلاحين الذي أكد على أن صمود سورية بجيشها وقيادتها وشعبها في وجه الإرهاب وثباتهم في هذه الحرب التي يخوضونها أسقط المشروع التقسيمي الذي يستهدف الوجود والهوية العربية وشدد على أنه رغم كل التحديات وضخامة الهجمة على بلدنا إلا أن الحياة استمرت حيث بقيت مؤسسات الدولة تؤدي مهامها وبقي الفلاح السوري متشبّثاً بأرضه ومدافعاً عنها.
دور رائد
ابراهيم أكد في بداية حديثه على أن المنظمة الفلاحية ممثلة بالاتحاد العام للفلاحين والتي تحتفل بالذكرى 53 لتأسيسها  كانت ومازالت الحاضنة النقابية الوحيدة للفلاحين في بلدنا وكانت الشريك الحقيقي والفعال في صنع القرار الوطني وكل ما من شأنه خدمة الأسرة الزراعية  ومعالجة الكثير من القضايا العالقة والتعامل مع تداعيات الحصار الاقتصادي بنهج الاعتماد على ما هو موجود فعلاً على أرض الواقع وتفعيل العمل والأداء الفلاحي و الإنتاجي ومعالجة الواقع الزراعي  وذلك حسب الأولويات التي تفرضها جملة من التحديات الكبيرة مشيراً إلى  أن صدور القانون رقم / 21 / لعام / 1974 / كان له دور كبير في تطوير الأداء من خلال منحه للمنظمة الفلاحية مزايا و تسهيلات مكنتها من أن تمارس دوراً بالغ الفعالية في الزراعة كما في حياة الفلاحين .

العمل المنظّم
وأكد على أن الاتحاد العام للفلاحين استطاع الانتقال بالفلاحين من العلاقة الفردية إلى العمل النضالي الجماعي المنظم من خلال احتضان ورعاية حقوقهم والإسهام في تصليب وتدعيم حالة الصمود عن طريق العمل الفاعل في تنفيذ الخطط الإنتاجية الزراعية و إنجازها و إنجاحها رغم كل التحديات وقال :إذا أردنا إنصاف الفلاح وإعطائه حقه  فلا بد من الإقرار بأنه أحد أهم مقومات الصمود بل كان صانع الحياة خلال السنوات الماضية فعلى الرغم من الحرب الجائرة على بلدنا لايزال قطاع الزراعة صامداً بجهوده وتضحياته وحتى اليوم لم يفقد أي منتج زراعي من الأسواق لا بالعكس لدينا فائض للتصدير.
وأضاف، الموضوعية في الطرح و تشخيص الواقع تتطلب عدم إنكار أن الأزمة الحالية تركت بعض الآثار السلبية على القطاع الزراعي نتيجة الظروف الأمنية التي تعاني منها بعض المحافظات والتي أدت إلى النقص في المحروقات اللازمة لعمل الآلات الزراعية ومتابعة عمليات خدمة المحاصيل وبشكل أثر سلباً على تنفيذ الخطة الإنتاجية, إضافة إلى  ارتفاع أسعار شراء المستلزمات الزراعية المحمية وانخفاض العمالة الزراعية في بعض المحافظات إلا أن كل تلك التحديات لم تستطع تحييد فلاحنا عن زراعة أرضه أو تغيير مسار حياته الزراعية قيد أنملة .
وفي المقابل لم تتوان الجهات المعنية في تدعيم هذا الصمود الفلاحي وتعزيز إنتاجيته الزراعية  من خلال العمل الجماعي على تأمين مستلزمات الخطة الإنتاجية من الأسمدة وخاصة المحاصيل الاستراتيجية التي تم توزيعها على الفلاحين من خلال فروع المصرف الزراعي التعاوني وبالتنسيق مع الاتحاد العام للفلاحين ومديريات الزراعة في المحافظات إضافة إلى حرص الوزارة  والاتحاد العام للفلاحين وبالتنسيق مع وزارة النفط والثروة المعدنية على تأمين احتياجات القطاع الزراعي من المحروقات ولاسيما المازوت وإيلائها الأولوية والتنسيق مع الجهات المختصة قدر المستطاع للعمل على نقل آمن لمستلزمات الإنتاج ونقل المنتجات الزراعية إلى الأسواق حيث كان تذليل المشكلات التي تعترض دوران عجلة الاقتصاد الوطني الزراعي وإنهاء معاناة الفلاحين التي سببتها لهم هذه الحرب ..هدفاً مشتركاً فالتقت الجهود في مسار رفع كفاءة المزارع وتنويع أنشطته الاقتصادية لمساعدته على القيام بعمل زراعي مميز وناجح .

صمود أسطوري
وأشار إبراهيم إلى أن الحرب الكونية الظالمة على سورية و التي أثرت على كل مكونات المجتمع و من بينها الطبقة الفلاحية حيث قامت قوى الظلام و الإجرام بالاعتداء على كل مكتسبات الإخوة الفلاحين من خلال تدميرهم لمراكز البحث العلمي الزراعي و الاعتداء على المؤسسات التي تخدم الزراعة و تدمير أقنية الري و شبكات الكهرباء ، في محاولة منها لضرب اقتصاد وطننا الذي يعتمد بالدرجة الأولى على الزراعة و لكن الفلاحين أضافوا إلى سجلهم بطولات جديدة من خلال التحاق أبنائهم بخدمة العلم و القوى الرديفة لمحاربة الإرهاب و قاموا بزراعة كل شبر من أرض سورية بما تبقى لديهم من قدرات و أسهمت المرأة الريفية بشكل بارز خلال هذه الفترة و أثبتت أن النساء السوريات لسن أقل من الرجال في العمل المضني لتوفير لقمة العيش للمواطنين ، و تجلى ذلك أنه و خلال سنوات الحرب كلها كان الغذاء متوفراً و بكثرة و بأسعار أقل من كل دول الجوار .
وفي نهاية حديثه أكد إبراهيم على أنه من الضروري إعادة النظر في بعض القرارات التي صدرت مؤخراً والتي تندرج في مسارات الارتجالية والتناقض والتعارض مع التوجهات الهادفة إلى دعم الفلاح ومساعدته على الاستمرار بالعمل والإنتاج  وخاصة لجهة تسويق وتسعير بعض المحاصيل وتأمين مستلزمات العمل الزراعي.
دمشق – بشير فرزان