صفعات واشنطن لم توقظ المعارضة من سباتها.. و«أستانا 8» في 22 المقبل … «جنيف 8» لا يزال بلا دخان أبيض

صفعات واشنطن لم توقظ المعارضة من سباتها.. و«أستانا 8» في 22 المقبل … «جنيف 8» لا يزال بلا دخان أبيض

أخبار سورية

الخميس، ١٤ ديسمبر ٢٠١٧

لم تستيقظ المعارضة بعد من سباتها في أحلامها، فلم تقرأ الصفعات التي كانت تتلقاها من واشنطن تباعاً كما يجب، على حين كان تشبث وفد الجمهورية العربية السورية بمبادئه وحنكته التفاوضيه سيد الموقف أمس في «جنيف8»، على حين حسمت كازاخستان موعد الجولة الثامنة من مسار أستانا وأعلنت أنها ستعقد يوم 22 كانون الأول الجاري.
وكانت الصفعة الأميركية الأولى التي تلقاها وفد المعارضة أمس من محرضهم الأول خلال الأزمة السفير الأميركي الأخير لدى دمشق روبرت فورد.
ففي ظهور تلفزيوني له أمس ومن قناة داعمة للمعارضة، قال فورد إن الرئيس بشار الأسد مستمر في السلطة لزمن طويل ومن المستحيل على المعارضة أن تجبره على الرحيل وليس لديها أي خيارات أخرى بسبب الهزيمة العسكرية الكبيرة التي تلقتها على الأرض لذلك عليها عاجلا أم آجلا القبول باستمراره في الحكم رغم أن لاستمراره تداعيات سلبية علينا.
ونقلت مواقع إلكترونية حديث فورد الذي أكد فيه أن ميزان القوى في داخل سورية «لمصلحة النظام وإيران وروسيا وبالتالي فإن الحكومة السورية غير جاهزة لتقديم تنازلات كبيرة ولاسيما أنه ليس لأميركا وزن عسكري وسياسي داخل سورية لاستخراج تنازلات من الحكومة السورية هذا واقع منذ سنوات».
وأضاف فورد: إن المعارضة السورية في حقيقة الأمر باتت بين المطرقة والسندان، وإذا فشلت جولة جنيف فإن تركيا وإيران وروسيا سيحاولون استبدالها بعملية سوتشي تحت إشراف (الرئيس) فلاديمير بوتين الذي من الواضح أنه والرئيس الأسد ناقشا هذا الموضوع» في إشارة إلى زيارة بوتين إلى سورية منذ أيام.
ولفت إلى أن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا هو تحت الضغط الروسي أيضاً لتقديم تقدم دبلوماسي في جنيف.
كما اعتبر أن تركيا في موقف صعب مثل المعارضة السورية نتيجة الدعم الأميركي للأكراد ما يعني أنها تحتاج إلى دعم روسي لكي تستطيع احتواء النفوذ الكردي في سورية وهو سبب التعاون الأخير بينها وبين روسيا.
أما الصفعة الثانية، فكانت على لسان المتحدثة باسم الخارجية الأميركية آن هيذر ناويرت التي أكدت أن «الشعب السوري هو من يقرر بقاء (الرئيس) الأسد أو رحيله عن السلطة».
بالعودة إلى مجريات «جنيف 8» التي دخلت المرحلة الثانية منها يومها الرابع، فقد أجرى وفد الجمهورية لقاءً ثالثاً مع دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة وانتهى اللقاء من دون أن يرشح عنه أي معلومات حتى إعداد هذا الخبر.
وجاء الاجتماع بعد يوم من بيان نشرته جريدة «قاسيون» الناطقة باسم «حزب الإرادة الشعبية» الذي يتزعمه رئيس «منصة موسكو» المعارضة وقالت إنه لـ«وفد المعارضة» في جنيف تحدث فيه عن «التخلي عن الشروط المسبقة عبر تطبيق القرار 2254 بحذافيره ومن دون أية شروط مسبقة، وسنعمل كل ما يلزم لتحقيق ذلك، وعليه فإننا نرى أن الأسبوع المتبقي من جولة جنيف الحالية هو فرصة جدية لبدء المفاوضات المباشرة، وندعو النظام للانخراط الجدي فيها» حسبما جاء في البيان.
ولم يقنع هذا البيان، ممثل اتحاد الحقوقيين العرب لدى الأمم المتحدة إلياس الخوري الذي أكد بحسب وكالة «سانا» أن «المعارضات المدعومة من الخارج تسعى لتحقيق أجندات أسيادها وهذه المعارضات لا تنسجم مع الواقع ولا مع الزمن لأن الواقع على الأرض تغير منذ أربع سنوات وكذلك الزمن»، مشيراً إلى أن الاعتراف الدولي الواسع بسيادة سورية ووحدة أراضيها واستقلالها هو شيء أساسي في إيجاد حل للأزمة.
وأوضح الخوري أن دستور أي بلد في العالم هو من صناعة الشعب صاحب السلطة والسيادة فالشعب السوري وحده من يقرر إجراء تعديلات على دستور بلاده ومستقبلها.
وأول من أمس، أفادت مصادر إعلامية قريبة وداعمة لـ«وفد الرياض»، أن المبعوث الأممي حذر الوفد بأن الحديث عن الانتقال السياسي ومصير الرئيس بشار الأسد، لم يعد مقبولاً في مسار جنيف وغير مطروح على طاولة البحث، وأن عليهم الاكتفاء بسلة الدستور لإبقاء مسار جنيف حياً وقائماً.
وقالت المصادر: إن دي ميستورا قال لوفد الرياض: «إما أن توافقوا على ما اقترحته عليكم، أو سينتهي مسار جنيف، ويبدأ مسار سوتشي، وهناك لا حظوظ لكم بالحصول على أي تنازلات من قبل الحكومة السورية».
وأكد دي ميستورا لوفد الرياض بأنه لم يعد هناك دولة في العالم تريد مساندتكم، وإن دولاً من بينها إيران وتركيا باتت تدعم مسار سوتشي.
وفي محاولة لتلميع الموقف زعم المتحدث الرسمي لوفد المعارضة، يحيى العريضي، أمس، أن دي ميستورا، لم يطلب من المعارضة تغيير موقفها حول رحيل الرئيس السوري بشار الأسد خلال مفاوضات جنيف.
وفي وقت لاحق من مساء أمس ذكر العريضي في تصريح تلفزيوني أن دي ميستورا أبلغ وفد المعارضة أنه سيناقش بند الانتقال السياسي خلال لقاءيه المنفصلين مع وفد الجمهورية ووفد المعارضة اليوم.
ومع استمرار العجز الذي تبديه مفاوضات جنيف كانت الخارجية الكازاخية تؤكد أن انعقاد الجولة الثامنة من مفاوضات أستانا في 22 الجاري.
وجاء في بيان للوزارة، الموجه لوكالات الإعلام، أمس: «ندعوكم إلى التغطية الإعلامية للاجتماع العام، الذي سيعقد في 22 كانون الأول في فندق ريكسوس أستانا».